منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وهزي إليك بجذع النخلة

اذهب الى الأسفل

وهزي إليك بجذع النخلة  Empty وهزي إليك بجذع النخلة

مُساهمة من طرف bennour الأربعاء يناير 23, 2019 5:21 pm

وهزي إليك بجذع النخلة
 
 
في هذا الموضوع نريد أن نعرف ما إذا كان الرطب الذي تساقط على مريم أمرا عاديا أم هو معجزة  من عند الله ، قال تعالى ..... كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ، قال يا مريم أنى لك هذا ، قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ..... هذه الآية تبين بأن مريم كان الله يرزقها بطريقة إعجازية ، فكان رزقها يأتيها من غير تدخل البشر فيه ، فلم يكن رزقا عاديا ، ويتبين أن هذا الحدث كان يتكرر باستمرار وذلك في قوله ..... كلما دخل عليها زكريا ..... وبالضبط في كلمة ... كلما .... التي تفيد الاعتياد في هذه الآية ، إذن فمريم تعلمت الدرس من هذا بأن الله يتابعها ويرزقها وبالتالي أصبحت مطمئنة ، فرزقها لم ينقطع عنها أي بالطريقة العجيبة التي جعلت نبيا قريبا من الله يتعجب لذلك ، وبما أن رزقها كان يتبعها أين ما حلت وخصوصا إذا كانت الاستعانة بالبشر مقطوعة ، فهي الآن بعيدة عن أهلها لقوله تعالى .... فانتبذت من أهلها مكانا شرقيا ، فاتخذت من دونهم حجابا ...... ولما علمت بحملها زادت ابتعادا عن أهلها إلى أقصى ما كانت تراه أقصى أي بعيدا تماما عن أهلها لقوله سبحانه .... فحملته فانتبذت به مكانا قصيا ..... فهي الآن بعيدة تماما عن أهلها ، فإذا كانت تفكر في الابتعاد عن أهلها لا بد وأن يكون ذلك من خشيتها من الكلام السيئ ، فلك أن تتخيل أن الأمر لا يمكن أن يطاق في أهلها مهما قالت لهم ، ولك ان تتخيل أن هذا الأمر طويل المدى  فالكلام لا يمكن أن يتوقف ليل نهار وهي تسمع هذا من أهلها وفي كل مرة تحاول أن تقنعهم بأن هذا من عند الله ، فهذه التساؤلات وهذا الجواب إن بقت في أهلها يكاد لا يتوقف للحظات ، علما أن الخبر سينتشر خارج أهلها ومع الزمن يصل إلى الشوارع ، فلو فرضنا أن أهلها سيقتنعون فلا يمكن أن تقنع الشارع بهذا ، وأن التهمة ستلحق بها حتما لا مناص من هذا ، عليك أن تتخيل أن حادثة مثل هذه في ذلك الزمان في عائلة شريفة الأصل تفرز الأنبياء حادثة كهذه فهي بمثابة بركان حدث فجأة ، فمريم لا بد وأنها فكرت في كل هذا وما له من عواقب ، لذا لم تفكر في الانتباذ من أهلها فحسب بل كان عليها أن تذهب إلى مكان بعيد تماما حيث لا تعرف هناك ولا يعرف أحد نسبها ، حتى إذا رآها أحد ظن أنها امراة حامل كبقية النساء ، وهذا ما أراها فكرت فيه بالذهاب إلى أبعد مكان عن أهلها وقومها الذين يعرفونها ، ولا أراها فكرت في أحد أو عائلة لتأويها ، فلا يمكن لأحد ولا لعائلة أن تأوي امرأة وهي حاملا حملا مجهول الأب ، ولا تستطيع إقناعهم بهذا وهي أجنبية عنهم ، وكان عليها أن تتستر على حملها طيلة الحمل عن أي شخص فليس لها جواب مقنع لعامة الناس ، وهي كانت تفكر في هذا في كل حين ، وكنتيجة لهذا التحليل ، فإن مريم عاشت لوحدها طيلة الحمل في خفية عن الأعين دون أي استعانة بالبشر ، مطمئنة من الله بحمايتها وإخفائها وإطعامها ، ومع كل هذا فلما جاءها المخاض رأت نفسها في حالة لا تطاق وأن هذا الأمر كان عليها كالصاعقة لدرجة تمنت الموت وآثرتها على حالتها تلك ، تخيل سيدتنا مريم وما أدراك بقوتها الإيمانية الجبارة وشجاعتها الفولاذية وبصيرتها الثاقبة وكل ما كانت تلقاه من تأييد الله لها وطمأنتها ورؤيتها لجبريل شخصيا ، فمع كل هذه العوامل الجبارة لم تستطع الصمود أمام هذا الحدث العظيم عندما جاءها المخاض فأذعنت وأعلنت ذلك مصرحة بقولها ..... ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ..... تخيل إخراج هذه العبارة متقطعة من قوة الحدث ، الحدث الرهيب ، لو رأيتها في حالتها هذه وهي تخرج هذه الكليمات بتقطع لا يمكن لقلب مهما قسا أن يتحكم في سيل على الأجفان ، امرأة مسكينة تعيش لوحدها لا مؤنس لها ، خائفة من المستقبل ، وتعمل جاهدة لإخفاء ما لديها ، تفكر ليل نهار ، تطمئن تارة وتحزن أخرى ، تخيل بكاءها إذ لا يمكن أن تصدر تلك العبارات دون أن تذرف دموعها ، لا لا لا ،
وبما أننا الآن أصبحنا مقتنعين بأن سيدتنا مريم كانت تعيش لوحدها بالتأكيد ، فإن رزقها كان يتبعها على ما كان عليه من قبل كما عبرت عنه بقولها .... هو من عند الله .... أي هو على غير المعتاد ، وعندما أحست بوقت الوضع دفعها الألم على ما يبدو إلى التشبت بشيء من عسر الولادة فلجأت إلى جذع نخلة لتستند عليه أو لتشد عليه المهم لتستعين به من شدة الولادة  فلم تذهب إليه قصد طعامها لم تكن تفكر في ذلك ، ولما وضعت وهي في ضعف كبير ضعف النفساء عند ولادتها فهي الآن بكل تاكيد لوحدها وتحتاج لطعام نوعي وماء كذلك .... فنادها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا .... هذا في ما يخص الماء ، وفي ما يخص الطعام النوعي والذي أره إضافة لطعامها المعتاد والذي كان متكاملا أضيف له طعام جديد بتمر يسقط بطريقة غير عادية أيضا وذلك بأن تهز فقط جذع النخلة الذي استعانت به سابقا بغير قصد الإطعام ، والهز من امرأة في منتهى الضعف وبهز جذع يصعب على الرجال الأقوياء فعله فالجذع لا يمكن هزه بحيث أن هذا الجذع هو الذي استعانت به فلا يمكن أن يكون جذع نخلة في نموها بل كانت نخلة قوية تشبثت بها ، وبالتالي فهذا الهز لم يكن سوى رمزيا لمجرد دفع بيد واحدة هزا خفيفا يتساقط الرطب عليها ، فلا يمكن للرطب أن يتساقط ولو هززت نخلة بكل ما لك من قوة ، فالتمر يكون متماسكا بقوة وخصوصا الرطب يكون مشدودا بقوة ، وبالتالي هز امرأة ضعيفة وبهز جذع يجعل الرطب يتساقط هو معجزة أخرى ، وذلك أن النخلة فعلا اهتزت من جذعها هزة شديدة لمجرد لمس مريم لها ودفعها دفعة خفيفة مما يجعل مريم تتعجب وتستعيد قوتها النفسية المنهارة وتجدد ثقتها بالله مرة أخرى هكذا أرى ، وبالتالي فكل شيء كان يسير على غير اعتياد .
 
النتيجة
أن هذا الرطب لم يكن عاديا ، كان مثل طعامها السابق .... هو من عند الله ....
 فلا يجب الاستدلال بهذا في الكشف عن رمضان
 
الكاتب :  بنور صالح
التاريخ : 14 /12/2016
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى