منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

( ... لتعلموا عدد السنين والحساب ... )

اذهب الى الأسفل

( ... لتعلموا عدد السنين والحساب ... ) Empty ( ... لتعلموا عدد السنين والحساب ... )

مُساهمة من طرف bennour الخميس ديسمبر 27, 2018 10:27 pm

( ... لتعلموا عدد السنين والحساب ... )



قال عز وجل ( ... هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ، ما خلق الله ذلك إلا بالحق ...) 


ــ لو سلمنا بالأمر جهلا بالتنزيل على أن الآية تدل على استعمال النظام القمري لقلنا بما يقابلها في استعمال النظام الشمسي بالآية الموالية :
قال سبحانه عز وجل ( ... وجعلنا الليل والنهار آيتين ، فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب .. ) أنظروا جيدا للآية ، فإنها ترمز للشمس وحدها دون ذكر القمر ، وتقول أن ذلك [ لنعلم عدد السنين والحساب ] نفس الشيء كما جاء في الآية الأولى التي تقول هي أيضا [ لنعلم عدد السنين والحساب ] علما أن الآية الأولى تذكر الشمس والقمر وليس القمر وحده ، على عكس الآية الثانية فإنها ترمز للشمس وحدها دون ذكر القمر . 

ــ أليس هذه الآية دليلا على النظام الشمسي ؟ 
ــ ولماذا لا تذكرونها في جدالكم عن شهر الصيام ؟ 
ــ هل ذكر الله الكيفية التي نعد بها ونحسب بها ؟
ــ كيف نعلم عدد السنين والحساب في الآية الثانية ؟ توضيح ذلك .
ــ هل السنين التي ذكرها الله في الآية الأولى تختلف عن السنين التي ذكرها في الآية الثانية ؟ أم هي السنين نفسها ؟
ــ إذا كانت هي السنين نفسها ألا يعني ذلك أنها ثابتة ؟ 
ــ ما دامت السنين هي نفسها ، أي ثابتة فهل من المفروض على النظامين أن يعطيا نفس النتيجة أم لا ؟
ــ ما هي السنة إذن ؟ تعريف السنة التي نريد تعديدها ؟
ــ فإذا وجدنا النظامين قد أعطيا نتيجة مختلفة فهل الخلل في النظام أم في مستعمل النظام ؟
ــ فإذا كان الخطأ متعمدا ألا يدل على أن المستعمل جاهل ؟
ــ عندما قال الله ( لتعلموا عدد السنين والحساب ) هل أرشد إلى العلم أم إلى الجهل ؟ 
ــ فإذا أنسب هذا الجهل لله عز وجل بأنه هو الذي أمر به أليس هذا منكر من القول وزور وافتراء على الله ؟ 
ــ ومن ينسب هذا الجهل إلى الله ألا يدخل في زمرة الذين قال الله فيهم ( .. إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا .. ) فهل هؤلاء يحبهم الله أم يمقتهم ؟
ــ هل أدرج الله التشريع داخل النظامين ؟
ــ فمن أدرج التشريع داخل النظام القمري المستعمل استعمالا جاهليا ، من أدرج التشريع داخله ؟ 
ــ هل كان هذا الجهل على عهد التنزيل أم بعد انتهاء التنزيل وغياب النبي ؟
ــ فهل كان هناك نظام على عهد التنزيل ؟ وهل كان التشريع بداخله ، فدلونا عليه ؟

أ ) أبدأ الآن في توضيح الآيتين .
قال عز وجل ( ... هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ...) 
قال سبحانه عز وجل ( ... وجعلنا الليل والنهار آيتين ، فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب .. )

ــ إن كلا من الآيتين إخباريتين 
إن كلا من الآيتين تفيد الخبر ولا تنص على التشريع لا فيها أمر ولا نهي عن شيء ، كل ما فيها أن الله يخبرنا ويذكرنا بفضائله علينا ، فهو يخبرنا عن ما جعله في الشمس والقمر والليل والنهار من فوائد لصالحنا ، ومن تلك الفوائد ذكر تعليمه إيانا الحساب وعد السنين .

ــ الحساب وعد السنين كان ساري المفعول قبل نزول القرآن 
إن علم الحساب وعد السنين هو من الفوائد العامة لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم لا علاقة له بتشريع الصيام فيه ، فلما نزل القرآن بهاتين الآيتين كان الحساب جاري قبل ذلك بمئات السنين ، فالله أنزل هاتين الآيتين ليخبرنا بذلك ، فالحساب لم يكن وليد الساعة ، فالبشرية كانت قد قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال ، وكل حساباتها كانت منبثقة من ظواهر الشمس والقمر والليل والنهار ، ليس استنادا على القرآن ولكن استنادا لهذه الظواهر .


ــ إن الآيتين لا تذكر الكيفية الحسابية ولا كيف نعد السنين أي بمعنى أن الشمس والقمر سيعطيان للإنسان فكرة لعد السنين وفكرة عن الحساب ، فالناس سيمرون حتما بهذا سواء كانوا كفارا أو مؤمنين ، فالآيتين تبين أن الناس سيتعلمون حساب السنين من خلال الشمس والقمر لا إلى رجوعهم إلى القرآن بل من خلال رؤيتهم للشمس والقمر ، وهذا منذ وجود الإنسان على الأرض ، فهو يتعلم كيف يحسب وكيف يعد السنين ، وهكذا كان الأمر ، فالإنسانية مرت عبر هذه المرحلة عبر أطوار عديدة وهي تصحح وتعدل في حساباتها إلى أن استقر الحساب على ما هو عليه اليوم عبر العالم كله ، أما الحسابات الخاطئة للشعوب المتخلفة فلم تطف على السطح وبقيت متسترة هامشية لا تستعمل في الحياة اليومية إلا في بعض المناسبات الموروثة عن الأجداد ليس إلا ، أما الحساب القوي الدقيق الذي أثبت جدارته والذي أجهد فيه أهله بالأبحاث في هذا الميدان فقد رفرف عاليا واعتمدته البشرية جمعاء من شرقها إلى غربها وحتى تلك الشعوب المتخلفة قبلته رغم أنفها ، فلا يمكنها الإستغناء عنه ولا استبداله بما صنعته من جهل وعبث في الحساب .

1 ) معنى الآيتين 
إن الآية الأولى التي يقول فيها عز وجل ( ... هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ...) تبين مزايا الشمس والقمر التي تفضل الله بها على عباده ، ومن بين مزايا الشمس والقمر التي يستفاد منها الإنسان ذكر الله ميزتين ، وهما : 

ــ الميزة الأولى : 
أن الشمس والقمر كل منهما يضيء ، أحدهما يضيء في النهار ، والآخر يضيء في الليل . 

ــ الميزة الثانية : 
أن أحدهما يظهر في النهار مع كل يوم جديد ، والآخر يظهر في الليل ويمر عبر منازل ، فميزتهما الأخيرة هذه هي التي يستفيد منها الإنسان في تعلمه الحساب وعدد السنين ، فهو يتعلم من الظاهرتين في نفس الوقت ، وهذا هو معنى الآية ، فقوله ( لتعلموا عدد السنين والحساب ) ليس مقتصرا على القمر وحده ، ولا يعود على القمر بتقديره منازل فحسب ، بل يعود على الشطر كله من الآية المتمثل في قوله ( هو الذي جعل الشمس ضياء ، والقمر نورا وقدره منازل ) أي من منافع الشمس والقمر تقديم الضياء والنور وكذلك تعلم الحساب 
وعدد السنين وذلك قوله ( لتعلموا عدد السنين والحساب ) فمن الظاهرتين كليهما يتعلم الإنسان عدد السنين والحساب .

معنى الآية الثانية 
( ... وجعلنا الليل والنهار آيتين ، فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب .. ) هنا في هذه الآية يبين الله مزايا الليل والنهار التي تفضل بهما على عباده ، ومن مزايا الليل أنه يسكن الناس فيه عن الحركة ويخلدون فيه للراحة والنوم ، وذلك معناه ( فمحونا آية الليل ) أي جعلناها مظلمة لتسكنوا فيه ، ومثل ذلك قوله ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ) 
أما النهار فجعله الله مبصرا ، يبصر فيه الناس ، لماذا ؟ يقول الله ( لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب ) فالنهار له ميزتين في هذه الآية 

ــ الميزة الأولى 
ظهوره يدفع الناس للبحث عن الرزق وذلك قوله ( لتبتغوا فضلا من ربكم ) 

ــ الميزة الثانية 
ظهوره مع كل يوم جديد ، ميزة أخرى يتعلم الناس منها الحساب وعدد السنين وذلك قوله ( لتعلموا عدد السنين والحساب ) وهذه الميزة الأخيرة ممكنة أيضا مع ظهور الليل مع كل يوم جديد ، لكن الراجح هو استعمال النهار بدل الليل ، لذا ذكرتها مع النهار دون الليل .
والملاحظ أن الآية لم تذكر القمر لتعلم عد السنين والحساب ، بل ذكرت الشمس وحدها ، فهي كفيلة بأن يتعلم الإنسان عدد السنين والحساب ، وذكر القمر في الآية الأولى جاء ليعطي الإنسان الفكرة في تقسيم السنة إلى شهور ، ففكرة الشهر جاءت من ظاهرة القمر وهي التي تعمل بها شعوب العالم في مشارق الأرض ومغاربها ، ففكرة الشهر بأن يساوي 30 يوما لم يأت بها ألإنسان من عنده ولا هي تلقائية بل هي منقولة من ظاهرة القمر ، ومن ثم جاء تقسيم السنة إلى 12 شهرا ، وراح الإنسان يتعلم الحساب على إثرها ، فالقمر له وظائف أخرى يقوم بها فلم يكن معدا للحساب فقط ، لذا فإن عدد دوراته لا يتناسب كليا مع دورة السنة فهو لا يساوي 30 يوما ولا 29 يوما ولا 31 يوما بل هو 29 يوما وجزء من اليوم وهذا ما يدفع الإنسان ليتعلم الحساب ، فيتعلم كيف يحافظ على الفكرة أي فكرة الشهور مع القيام بحسابات لتعديلها لتتساوى مع السنة وهذا معنى ( لتعلموا عدد السنين والحساب ) 

فالعلم هنا منقسم إلى علمين ، علم يخص عدد السنين وعلم آخر يخص الحساب ، فتعلم الحساب المقصود في الآية يعني تتعلموا حسابا على مستوى أعلى بمفهوم الرياضيات حاليا ، وليس معناه حساب 1+1=2 
أو 5 + 3 = 8 وليس هذا هو الحساب المراد ، فهذا النوع من الحسابات يتعلمها الإنسان وهو يرعى غنمه فيحسبها في دخولها وخروجها ، ويحسب عددها في بيعها وشرائها ، فهذا النوع من الحسابات يتصادف يوميا في الحياة اليومية ، كم عدد الغنم عنده ، وكم عدد الأبقار وعدد الإبل ، وكم نقص وكم زاد ، وكم باع وكم اشترى ، وما هي أثمان الخضر والفواكه ، وعدد المكاييل والموازين والأثقال وغير ذلك كثير ، ليس هذا الحساب المراد تعلمه ، إنما الحساب الذي سيتعلمه هو الحساب من المستوى الرفيع ، حساب بدائي من عدد الشهور إلى تعديلها إلى تقسيم اليوم 12 ساعة صباحا و 12 ساعة مساء ، فالعدد 12 منقول تدريجيا في الحساب من ظاهرة القمر ، ومن ثم تقسيم الساعة إلى 2 × 30 ثانية منقول تدريجيا من الحسابات السابقة ومن ثم اكتشاف الساعة بناء على هذه الحسابات فأصبح الإنسان مستغن تماما عن الشمس وظهورها ، ومن ثم التفكير تدريجيا في غزو الفضاء بالأقمار الصناعية ، وسميت قمرا صناعيا منقول من فكرة القمر ومن ثم تدريجيا في التنقل عبر الكواكب من القمر إلى المريخ إلى غيره من الكواكب ، هذا هو العلم الذي أراد الله أن يعلمه الإنسان ، وهذه الحسابات هي التي تعمل بها كمبيوترات العالم كله ، فالزمن سواء كان سنة أو يوما أو أي جزء من الوقت فهو مركب دائما من الثانية التي يصنع بها مكروبروسيسور الكمبيوتورات كلها 
فهي النبضة التي تنبض بها كل الأجهزات الإلكترونية ، فما من جهاز إلكتروني في العالم إلا وينبض على هذه النبضة التي وحدتها الثانية ، أقول ما من جهاز إلكتروني إلا وينبض على هذه الوحدة التي هي الثانية ، فلا يمكن أن تغير بأن يزاد أو ينقص منها ، لا يمكن أبدا وإلا يحدث خللا على المستوى العالمي لا يمكن أن يصدق 
ولا يمكن حتى تخيله ، فمن أين جاءت فكرة الثانية هذه ؟ إنها مستخرجة من ظاهرة القمر كما أوضحت سابقا 

أما الشمس فهي التي تعلم الإنسان منها عدد السنين ، فالسنة تعد بالأيام ، وبداية اليوم يبدأ مع بداية الشمس 
في ظهورها ، إذن فعدد السنين مرتبط ارتباطا مباشرا بظاهرة الشمس ، فكيف تعرف الناس على عدد أيام السنة إلا من ظاهرة الشمس ، ضع نفسك أمام الواقع لترى أن هذه هي الحقيقة ، أي أن الشمس هي التي مكنت الإنسان من معرفة عدد السنين ، لذا تجدها مذكورة في الآيتين ، فليس القمر هو الذي تعلم الناس منه أيام السنة ، إنما القمر أعطى للناس فكرة تقسيم السنة إلى شهور ، وأما الشمس هي التي تعلم الناس منها عدد أيام السنة ، ولا شك في أن الشمس في تحولها من مكانها في شروقها وغروبها عبر الفصول جعلت الإنسان يفكر في ما يسمى بالنظام الشمسي المعروف حاليا ، وهذا يدفع بحسابات دقيقة ومكثفة للكشف عن نظام مثالي يمكن الإنسان من استعماله لعد السنين واستعماله في الحياة اليومية ، وكان كذلك ، فالنظام الشمسي الحالي مر بأطوار عديدة في الحساب لكي يصل إلى ما هو عليه اليوم ، فلا يظن الإنسان أن هذا النظام جاء ببساطة ، فالناس كانوا يفكرون باستمرار في تحسينه ، وقد أدخلوا عليه تعديلات عديدة لكي يصلوا به إلى هذه النتيجة التي جاءت عن تراكم معرفي عبر مئات السنين ، ومن ثم الدخول في الحسابات المذكورة سابقا التي وصلوا بها إلى غزو الفضاء ، فالعلم الفلكي كله منطلق من ظواهر الليل والنهار والشمس والقمر وذلك معنى ( لتعلموا عدد السنين والحساب ) في كلا الآيتين .

ــ إن علم الحساب وعد السنين له نتائج نسبية 
فالناس في تعلمها الحساب تعطي نتائج متفاوتة في ما بينها ، فمنها من تصيب ومنها من تخطئ ، لذا فإن الله لم يربط التشريع بحسابات الناس ، وتفحص كل التنزيل إن شئت ، فإنك لا تجد التشريع مرتبط بنظام من الأنظمة أبدا ، فإن ارتباط التشريع بالأنظمة الحسابية يعرضه للضياع وإضلال الناس ، فإنه يصبح خاضعا للتغييرات التي تطرأ على الأنظمة الحسابية ، ناهيك عن نسبة الخطأ الموجودة بداخلها ، فالتشريعات الشهرية تجدها دائما على شكل عدة بعيدة عن الأنظمة ، حتى السنين التي يذكرها الله لم ينسبها لأي نظام ، بل يذكرها على الحساب المثالي كقوله عز وجل ( ... فأماته الله مئة عام ... ) فالمئة عام المذكورة في الآية لا تتكلم عن أي نظام ، هل هي مئة عام بالحسابات الإغريقية ، أم بالحسابات الفرنسية ، أم بالحسابات الصينية ، أم بماذا ، 
إن المئة عام لا ترتبط لا بذا ولا بذاك ، إن الله يتكلم عن الحساب الدقيق أي أن المئة عام تعني مائة دورة كاملة للأرض عن الشمس لا زيادة ولا نقصان فيها ، مضبوطة تماما ، والدليل على ذلك قوله في نفس الآية يسأل الذي توفاه مائة عام فيقول له ( ... كم لبثت ؟ ) فيجيب الرجل ويقول ( .. لبثت يوما أو بعض يوم .. ) وهذه المعلومة تفيد أن الرجل رأى نفس أحوال الطقس ونفس الأحوال الطبيعية التي رآها قبل مائة عام أي أنه عاد لنفس النقطة التي انطلق منها وهذا هو العلم الصحيح فمائة عام تنطلق من نفس النقطة لتعود إليها مائة مرة 
فالحساب الذي لا يعطي هذه النتيجة فهو حساب خاطئ ، فلو أخذنا النظام المعمول به حاليا والمسمى بالنظام الشمسي نحصل على النتيجة ذاتها بفارق ضئيل جدا إذا كان الخطأ كما يقدر حاليا ب 0.53 ثانية كل مائة سنة
أقل من ثانية ، أما إذا أخذنا النظام العربي المعمول به حاليا أي الدورة القمرية بدون أي تعديل فالفارق الذي نحصل عليه وبعد استدراكات عديدة تقدر بالسنوات يبقى في النهاية دائما فارق يقدر بستة أيام تقريبا خلال المائة سنة التي مات فيها الرجل ، أي الفارق النهائي بين نقطة الممات ونقطة البعث يقدر تقريبا بستة أيام ، وفي هذا المثال لا يظهر الخطأ واضحا لأن فارق ستة أيام يبدو صغيرا ، وسآخذ مثالا آخر واضحا تماما بإذن الله ، وهو مثال أصحاب الكهف .

ــ أصحاب الكهف وعدد السنين 
فقصة أصحاب الكهف مشابهة لقصة الرجل الذي توفاه الله مائة عام ، فأصحاب الكهف توفاهم الله 309 سنة 
فلما بعثهم راحوا يتساءلون بينهم كما أخبرنا الله بقوله ( ... قالوا كم لبثتم .. ) فكان الجواب نفس الجواب الذي أجاب به الرجل سابقا ( ... قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ... ) أي أن حاله الطقس والحالة الطبيعية لم تتغير ، أي نقطة الانطلاق التي ناموا عليها كانت نفسها نقطة البعث التي استيقظوا عليها ، فلم يروا أي تغيير انطلقوا من نقطة معينة ثم بعثوا في نفس النقطة ، أي ناموا في يوم معين من فصل معين وبعثهم الله في نفس الفصل من نفس اليوم فإذا كانوا في الربيع وجدوا أنفسهم في الربيع كما كانوا ، وإذا كانوا في الشتاء وجدوا أنفسهم في الشتاء لم يتغير شيء وهذا هو المعقول ، وهذا هو المنطق ، وهذا هو الحساب الصحيح ، لنتعرض الآن للنظام المعمول به حاليا والمسمى بالنظام الشمسي ونسقطه على هذه الحادثة لنتفحص دقته من حسابه ، ثم نفعل نفس الشيء مع النظام العربي .

ج ) النظام الشمسي ، النظام الأعجمي
إن إسقاط النظام الحالي أي النظام الأعجمي والمسمى بالنظام الشمسي على هذه الحادثة يعطينا نفس نقطة الإنطلاق بفارق ضئيل جدا لا يتعدى الثلاث ثوان ، وهذا حساب دقيق جدا .

د ) النظام العربي 
إن النظام العربي علما أنه يتخلف ب 10.88 يوم كل سنة ، وخلال 100 سنة وبعد الإستدراك يحدث الفارق في نقطة الإنطلاق بستة أيام تقريبا ، وخلال 300 سنة يزداد الفارق ليصل 18 يوما تقريبا ، وعندما أضاف الله 9 سنوات ازداد الفارق ب 97 يوما تقريبا فيصبح الفارق الإجمالي خلال 309 سنة هو 115 يوما تقريبا أي ما يعادل أربعة أشهر ، وبالتالي فالفرق أصبح فصلا كاملا ، إذن فالخطأ كارثيا مما يوضح أن هذا النظام مبني على جهل تام بالحساب ، فالقوم لم يتعلموا الحساب أصلا الذي أرشد الله إليه البشر ، ولم يستفيدوا مما استفاد منه الناس ، فنظامهم كما ترى خاطئ تماما ومخالف للتنزيل ، فمن الذي حمل التشريع وجعله بداخل هذا النظام الفاسد فأضل به الناس .

ــ إن الخطأ في الحساب يفرض على صاحبه التوقف 
من البديهيات أن الإنسان إذا تناول مسألة حسابية وارتكب خطأ فيها فإنه سيتوقف في الطريق لا محالة ، فلا يستطيع الذهاب بعيدا وسيجبر على التوقف ، فإما أنه يجد تناقضات عديدة تمنعه من المواصلة أو أنه يجد الطرق مسدودة للمواصلة ، وفي كلتا الحالتين يجبر على التوقف للبحث عن الأخطاء واستدراكها ، فإن لم يستدرك الأخطاء تتوقف المسألة نهائيا ، فإذا أخذنا هذه النقطة بعين الإعتبار نجد أن الذين سلكوا طريقا سليما في الحساب وكثفوا الجهود في هذا الميدان وصلوا بعيدا فغزووا الفضاء ومشوا على القمر وهم يتنقلون في الفضاء بكل حرية ويقومون بالأبحاث الدقيقة عبر الكواكب في جميع العلوم ، فهم يتفننون في تلوين الفضاء وهم الذين ينقلون الأخبار إلى كوكب الأرض وعما يجري فوقها وما يجري في البحار وما تحتها ، ماذا أقول ، لم أجد ماذا أقول ، إلا أن أقول هم الذين يتمسكون بزمام العلوم كلها صغيرها وكبيرها وبشتى أنواعها 
أما الذين سلكوا الطريق الخاطئ فقد توقفوا منذ زمن بعيد وأغلقوا دفاترهم وجلسوا ينظرون كيف يدور العالم حولهم ، ولم يستطيعوا فعل أي شيء إلا شيئا واحدا هو الإتيان بالتشريع وغمسه في هذه الكارثة الحسابية ، وإذا كانوا يظنون بأن التشريع لا يوجد من يراقبهم ولا من يحاسبهم عليه ، فليعلموا أن الله يراقبهم وأن الله كشف أفاعيلهم ، وما أفسدوا به حياتهم أفسدوا به أيضا دينهم .
فالذين أخطأوا عمدا في حساباتهم ولم يريدوا أن يتعلموا فلا تستغرب ولا تستعجب إن قلت لك هم الذين يقولون اليوم لغيرهم الذين أحسنوا ، اصنعوا لنا قمرا صناعيا لنشاهد أفلامنا ، ونترجاكم ، متى يظهر هلالنا ، وهل هناك ريح تعصف بنا ، وهم الذين يقولون متى يكون الخسوف والكسوف فوقنا ، وهم الذين يقولون هل هناك خطر يحوم حولنا ، فلا تستعجب إن قالوا اصنعوا لنا ساعة تؤذن لنا ، وبوصلة نعرف بها قبلتنا ، وطائرة تنقلنا إلى حجنا ، ومكيفات تلطف جونا ، ومكبرات ترفع بالذكر صوتنا ، ومقاييس تقيس حرارتنا ، ومتى يبدأ وينتهي يومنا ، ولا تستعجب أن ترى من المسلمين لحد اليوم من لا زال لم يصدق بأن الناس صعدت على القمر ولعبت فوقه وهذه حقيقة تلمسها عند إخواننا ، وإن تعجب فاعجب مما فعلوه في دين الله .

ــ لا فرق بين السنة والعام 
حتى لا يتوهم أحد أن هناك فرق بين السنة والعام أضيف هذه المعلومة ، وهي أن السنة والعام هما نفس الشيء قياسهما واحد وذلك قوله عز وجل ( ... ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة 
إلا خمسين عاما ... ) أي ألف سنة تنقصها خمسين سنة ، فالخمسون عاما هي خمسون سنة ، وإن كان المثال هذا غير واضح فإليكم مثالا آخر يقول الله فيه عن نبيه يوسف ( ... قال تزرعون سبع سنين دأبا .. ) فهنا يتكلم عن السنين أي السنة ، ونرى واضحا أن دورتها مرتبطة بالفصول ، أي تزرعون وتحصدون سبع مرات ، نتابع قوله تعالى في يوسف وهو يقول ( ... فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ) تابع 
( ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن مما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ) تابع ((( ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ))) أي أن العام هذا هو نفس السنين الماضية الأولى التي كانت قبل السبع سنين الشديدة ، فالعام هذا يشبه سنة من السنين الخيرية الأولى ، فبعد سبع سنين شديدة رجع الوضع إلى حالته الطبيعية الأولى وابتدأ بهذا العام الذي يعتبر سنة من السنوات العادية السابقة ، إذن فالعام والسنة هما نفس الشيء وبنفس الفصول .

ــ مثل هذه الآيات الإخبارية ليست إلزامية 
أعطي أمثلة على مثل هذه الآيات الإخبارية لأوضح بأنها ليست إلزامية :
مثال عن النجوم :
يقول عز وجل ( .. وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ... ) فهو يخبرنا بفائدة النجوم ليذكرنا بفضله علينا ، فالله لا يلزم أحدا بالإهتداء بالنجوم ، فمن تطور في العلم باكتشاف الخرائط 
والبوصلات واستعمال الأمواج الكهربائية وغيرها من الآلات الإلكترونية الدقيقة فذلك ما هو مطلوب ، فلو أن باخرة تحمل المئات من الناس غرقت لأن قائدها مسلم يقول أنه كان يتبع النجوم لأن الدين يأمره بذلك وترك الأجهزة المتطورة فإن الدين بريء من عمله هذا أولا ، وأنه مسؤول أمام العدالة البشرية والإلهية وليعلم أن الله لا يأمر بالجهل ، وهذه الآية مطابقة تماما لما يفعله المسلمون في الدين ، فقد أقحموا التشريع في أنظمتهم الفاسدة ونسبوا ذلك إلى الله .

ــ مثال عن الحمير والخيل والبغال 
يقول سبحانه وتعالى ( ... والخيل والبغال والحمير لتركبوها ... ) فالله يذكرنا بفضائله علينا فيخبرنا أن هذه الحيوانات من فوائدها أن خلقها لنا لنركبها ، فإنه لم يلزمنا بركوبها ، فمن تطور في العلم وأصبح لديه وسائل سريعة وقوية فذلك هو المطلوب ، فلو وقع تسمم داخل حي فسقط الناس فيه مرضى وراح مسؤول المدينة ينقلهم على الحمير تاركا السيارات حتى مات المرضى زاعما أن الدين يأمر بركوب الحمير فإنه مسؤول أما العدالة البشرية والإلهية ، وليعلم أن الله لا يأمر بالجهل .

ــ مقارنة 

1 ) مثال الشمس والقمر 
يقول عز وجل ( .. هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل ) لماذا ؟ 
الجواب ( لتعلموا عدد السنين والحساب ) 

2 ) مثال النجوم 
يقول عز وجل ( هو الذي جعل لكم النجوم .. ) لماذا ؟ 
الجواب ( لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) 

3 ) مثال الحمير والبغال 
يقول عز وجل ( والخيل والبغال والحمير ) لماذا خلقها ؟
الجواب ( لتركبوها ) 
أنظروا في الأمثلة الثلاث ، فإذا كانت آية الشمس والقمر ملزمة فكذلك يجب أن يكون الإلزام مع النجوم والحمير ، وإذا كان الأمر كذلك فهو الجهل بعينه والله ورسوله بريء من هذا الجهل .
فالأنظمة القياسية الفلكية من عد السنين وغيرها تتبع التطور العلمي بعيدا عن التشريع ويدخل ضمن هذا كل القياسات ، الزمن ، الطول ، السرعة ، الوزن ، الحرارة ، وغيرها .

كل من يعترض على الموضوع عليه أن يجيب عن الأسئلة الموجهة في بدايته .


bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى