منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شهر رمضان في الليالي الطوال

اذهب الى الأسفل

شهر رمضان في الليالي الطوال Empty شهر رمضان في الليالي الطوال

مُساهمة من طرف bennour الخميس ديسمبر 27, 2018 10:49 pm



شهر رمضان في الليالي الطوال




إن شهر رمضان له ارتباط كبير بالصلاة، لذا فمن أراد الفهم أحسن فعليه أن يرجع إلى مواضيعي في الصلاة ليتبين له حقيقة شهر رمضان .


ــ علاقة شهر رمضان بالصلاة 
لقد بين الله لنا أن ليلة القدر ليلة مباركة وبين أنها خير من ألف شهر ، ويفهم من هذا أن العمل في هذه الليلة له أجر مضاعف بآلاف المرات ، وبالتالي فالليالي المجاورة لها نالت من هذا الفضل بأن ضمها الله إليها ، وما هو هذا العمل الذي ينتظرنا أن نقدمه في هذه الليالي والليلة المباركة ، والجواب أنه لا يوجد أي عمل نقدمه في الليل إلا الصلاة والصلاة فقط ، لقوله سبحانه ( وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ... ) فقوله ( والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) يبين أن الصلاة هي العمل الوحيد الذي يشغل كل الليل ، إذن فكل هذا التحسيس بعظمة ليلة القدر وضم ليال أخرى إليها هو لإحياء هذه الليالي بالصلاة ، علما أن الصلاة هي أكبر ذكر على الإطلاق ، وهي الوحيدة التي ينقطع فيها المرء عن الحركة ، وهي الوحيدة التي يحرم فيها الكلام غير ذكر الله ، فأي عمل آخر يمكن للإنسان أن يتكلم فيه وأن يتحرك فيه إلا الصلاة ، لذا فليلة القدر وما جاورها يتطلب إحياؤها بالصلاة حتى أن الإعكاف في المساجد ذكر خصيصا في ليالي رمضان لقوله تعالى ( ... ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ... ) أي أنتم عاكفون في المساجد في الليل ، أما النهار فواضح أن ذلك لا يجوز .



ــ كل المتقين يحبون الليالي الطوال 
إن الليل عند المتقين فيه جزء للنوم وجزء للصلاة ، ومع رغبة الإنسان في النوم فإنك تجدهم ينقصون من وقت النوم ليضيفونه للصلاة وهذا ما نلاحظه في قوله سبحانه وهو يتكلم عن عباد الرحمان فيقول ( ... وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ... ) وهذا يعني أن وقت النوم قليل عندهم ، ونفس الشيء قاله الله عن المتقين في قوله ( ... إن المتقين في جنات وعيون ، آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ... ) فهم ينامون قليلا ليمنحوا أكبر وقت للصلاة ، فهم في أمس الحاجة للوقت للإكثار من الصلاة ، إذن فرغبتهم تكون شديدة في الليالي الطوال ، وهم بدون أدنى شك يفضلونها على الليالي القصيرة ، فهي التي توفر لهم أكبر وقت للصلاة مع أقل عناء مع النوم ، حيث يمكنهم أن يناموا أكثر ويصلوا أيضا أكثر فالكل متوفر ، ولو كان الاختيار بأيديهم في وضع ليلة القدر لوضعوها في الليالي الطوال حتى يمتصوا شهر رمضان امتصاصا ، وهذه رغبة كل مؤمن يقوم الليل على الدوام ، فهو يرتاح لليالي الطوال ويقدم فيها أكثر من الليالي القصيرة واسألوا المجربين .



ــ المؤمنون الضعفاء يغتنمون أكثر في الليالي الطوال 
فالمؤمنون الذين لا يستطيعون التغلب على النوم والتقليل منه والذين يرغبون في الصلاة فأكثر ما يغتنمون هو في الليالي الطوال ، وكذلك الذين لهم وظائف شاقة في النهار فهؤلاء أيضا يغتنمون أكثر في الليالي الطوال ، وكذلك النساء اللاتي أرهقتهن تربية الأولاد وشقاء البيت فأكثر ما يغتنمن هو في الليالي الطوال ، فالمؤمنون يختلفون في وظائفهم وأعمارهم وأحوالهم وكل هذا له تأثير مباشر ، وشهر رمضان يأتي فرصة واحدة في السنة ، فكل المؤمنين باختلاف درجاتهم وأحوالهم وأعمارهم والذين يرغبون في الاغتنام من الليل تستوفي رغباتهم ويتمكنون من ذلك في الليالي الطويلة ، فالليلة الطويلة قد يصل حجمها إلى ليلتين من الليالي القصيرة ، وهي التي يتمكن المرء فيها من مضاعفة القيام ، فقد ينام المرء فيها ويستيقظ ليصلي ثم ينام ويستيقظ فيصلي مرة أخرى وهو في أحسن حال على عكس الليالي القصيرة في الصيف مثلا فكثيرا ما ينام المرء متأخرا وإذا ما جد واجتهد في القيام فلا يحصل إلا على مقدار قليل ، وكثير من الراغبين لا يستوفون رغباتهم التي يبيتونها ، فلا يصيبون منها إلا القليل ، فالمكان المناسب والذي يستفاد منه المؤمنون جميعا باختلاف درجاتهم وأحوالهم وأعمارهم والذي يمنح أكبر فرصة وأكبر استفادة للبشرية هو الليالي الطوال بدون منازع ، ولو عرفت ربك ما شككت في هذا لحظة واحدة وهو الذي فرض الصلاة أول مرة بمقدار يقارب نصف الليل وأكثر ، ثم خففها بعد ذلك وجعلها نافلة تصلى قدر الاستطاعة ، وبين سبب ذلك في قوله ( ... علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ، فاقرءوا ما تيسر من القرآن ، علم أن سيكون منكم مرضى ، وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله ، وآخرون يقاتلون في سبيل الله ... ) وهو الذي جعل الحسنة بعشر أمثالها فقال ( .. من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ) وهو الذي قال ( ... يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر .... ) فالذي قال كل هذا وهو يعلم أن الناس أكبر ما تغتنم هو في الليالي الطويلة فلا تشك أن تكون أكبر ليلة وأعظمها ضمن الليالي الطوال ولا تشك أبدا أن شهر رمضان يكون في الليالي الطوال .
إذن فالمكان المناسب لشهر رمضان هو الليالي الطويلة .



2 ) الله يرغبنا في الإكثار من الصلاة 
فالله الذي خلقنا وهو يعلم ما يفيدنا أرشدنا إلى الإكثار من الصلاة ورغبنا في ذلك كثيرا كثيرا وذلك في الليل أي ما يتناسب مع ليلة القدر وما جاورها ، يقول سبحانه وتعالى ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ... ) وهذا ترغيب من الله في إحياء الليل بالصلاة ، علما أن هذه الصلاة نافلة نصليها قدر ما نستطيع كما قال سبحانه ( ... ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ... ) فرغم كونها نافلة نصلي منها ما استطعنا إلا أنه رغبنا بالإكثار منها لأقصى حد ممكن كقوله ( ... ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ... ) وكأنه يقول قدم ما تسطيع من الليل ، وإليك مثالا آخر ضربه لنا في ترغيبنا للصلاة وهو يصف لنا المتقين ويقول ( ... إن المتقين في جنات وعيون ، آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ... ) فقوله ( قليل من الليل ما يهجعون ) فيه ثناء كبير لهم وترغيب واضح لنا ، حيث يدفعنا للتقليل من النوم واستغلال الليل ما أمكن ، وضرب لنا مثلا آخر في الترغيب أكبر من الذي سبق ، وذلك في عباد الرحمان وهو يصفهم ويقول ( ... وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ... ) فقوله ( والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) ترغيب كبير لنا في الصلاة ، وكأنه يقول لنا أن عباد الرحمان لم يتركوا للنوم شيئا ، وإن أردتم أن تكونوا مثلهم فافعلوا هكذا ، فهو لم يذكر النوم لقلته الشديدة فأصبح كعدمه ، فلو فرضنا أن كل ليلة من ليال السنة يوجد فيها ليلتين إما ليلة قصيرة وإما ليلة طويلة ، ونحن الذين سنختار الليلة التي نقضي فيها نومنا ، فأي الليلتين سيختار عباد الرحمان والمتقين ، فبالتأكيد أنهم سيختارون الليالي الطويلة ، وأي الليالي التي سيرغبنا الله في اختيارها ، ألا ترون أنه سيرغبنا في اختيار الليالي الطويلة ويضرب لنا مثلا بعباد الرحمان والمتقين بأنهم كانوا يختارون الليالي الطويلة ويثني على الليالي الطويلة ليرغبنا في اختيارها ، ننتقل الآن إلى الحقيقة ، حيث جعل الله ليلة عظيمة في السنة ، وضم إليها الليالي المجاورة ، ألا ترون الآن أن مكانها يكون ضمن الليالي الطويلة ، فعلى المؤمن أن ينتبه جيدا لهذه الآيات ، وعليه أن يعرف ربه ، فربنا الذي يحثنا حثيثا لامتصاص الليل امتصاصا ولو بحرمان أنفسنا من النوم كله ، كل ذلك من أجل استغلال الليل إلى أقصى حده ، وأنت تعرف ربك وما يحبه فينا ، وكم يحب أن نحيي الليالي إلى أقصاها ، وإذا كان هناك تفضيل بين ليلة قصيرة وأخرى طويلة فالطويلة كما رأينا هي الأفضل ، وبما أن ليالي رمضان هي أفضل ليالي السنة إذن فبالتالي هي أطول الليالي والتي تتمثل في التاريخ الحالي من 6 ديسمبر إلى 5 يناير ، فشهر رمضان شهر الليالي الطوال .




3 ) ننتقل الآن إلى التحقيق في ما قلناه 
ــ أولا نعلم أن الرسائل كلها تنزل ليلة القدر ، فإذا عرفنا ليلة واحدة نزلت فيها أي رسالة نكون قد وصلنا للنتيجة وعرفنا الحقيقة .



ــ نأخذ مثلا رسالة موسى 
لنبحث متى كلم الله موسى ، لأن تلك هي البداية التي بعثه الله على إثرها رسولا إلى فرعون وقومه ، فتلك هي ليلة القدر ولنتعرف على هذه الليلة ، يقول سبحانه وتعالى ( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ، فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ... ) هذه هي ليلة القدر التي كلم الله فيها موسى وبعثه على إثرها رسولا إلى فرعون وقومه ، ولننظر إلى قول موسى وهو يقول لأهله ( ... إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ) فقوله ( لعلكم تصطلون ) يبين أن الليلة كانت باردة ، والليالي الباردة يكون ليلها أطول من نهارها وبالتالي فإن الليلة التي كلم الله فيها موسى كانت من الليالي الطوال ، أي أن ليلة القدر تكون ضمن الليالي الطوال .



ــ نأخذ رسالة أخرى 
نأخذ مثلا الرسالة التي أنزلت علينا ، ومن المفروض أن تكون في نفس الليلة التي كلم الله فيها موسى أي ليلة طويلة ضمن الليالي الطوال ، يقول سبحانه وتعالى ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ، إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ... ) فقول المولى سبحانه ( ... إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ... ) وبالضبط قوله ( سنلقي ) يفيد المستقبل ، أي أن القرآن هو في بداية النزول ، والخطاب الذي وجهه للنبي بقوله ( يا أيها المزمل ) يبين أن التزمل هذا كان نتيجة برودة الطقس وليس كما يقال برودة خوفا من جبريل ، فالبرودة هذه طبيعية جدا لأن الليلة هذه هي من الليالي الطوال والتي يكون الجو فيها بارد .



ــ لنتعرض الآن لاحتفال النصارى بعيد الميلاد .
إن عيسى ابن مريم تكلم في المهد بنبوته كما جاء في قوله سبحانه ( ... فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ... ) فالحدث هذا من المفروض أن يكون في الليالي الطوال ، وإذا كانت أطول الليالي هي 21 ديسمبر وعلى الراجح أن تكون هي ليلة القدر أطول ليالي السنة فمن المفروض أن يكون الحدث قرب هذا التاريخ ، وما دام النصارى يحتفلون في الليل فهذا مناسب ، وما دام الليلة التي يحتفلون بها 25 ديسمبر وهي من أطول ليالي السنة وهي من ليالي رمضان كما ذكرت سابقا ، فتاريخ احتفالهم هذا مطابق لما أنزل الله في شأن ليلة القدر ، فهم يحتفلون كل عام في رمضان ، الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، والشهر الذي كلم الله فيه موسى ، والشهر الذي بعث الله فيه الأنبياء جميعا وأنزل فيه كل الرسائل ، فتاريخ احتفالهم هذا مقبول جدا .



خلاصة القول :
إن الرسائل كلها تنزل في ليلة واحدة وهي ليلة القدر ، وتكون هذه الليلة ضمن الليالي الطوال وعلى الراجح أن تكون أطول ليلة ، وشهر رمضان والذي لياليه تضم ليلة القدر يكون في الليالي الطوال أفضل ليالي السنة ، وأطول ليالي السنة هي من 6 ديسمبر إلى 5 يناير .




آخر تعديل bennour يوم 15-09-08 في 21:58.
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى