منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وعلى الذين يطيقونه فدية

اذهب الى الأسفل

وعلى الذين يطيقونه فدية Empty وعلى الذين يطيقونه فدية

مُساهمة من طرف bennour الخميس ديسمبر 27, 2018 11:01 pm



وعلى الذين يطيقونه فدية




هناك سؤال طرح علي على إثر موضوع نشره الأخ محمد شحرور ، وهو كالآتي :
شهر رمضان المبارك على اﻷبواب، وهو اﻵن في أطول أيام السنة في نصف الكرة اﻻرضية الشمالي، لذا دعونا نضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالصيامالصوم من شعائر الإيمان ووجد عند ملل قبلنا وإن كان بأشكال وأيام مختلفة. الصوم عندنا عبارة عن أيام معدودات، أي ليس الدهر كله وليس العمر كله. وقسم الله تعالى الناس في هذه اﻷيام المعدودات إلى ثلاث فئات: المريض، المسافر، ومن يطيق الصوم فهو ﻻ مريض وﻻ مسافر. المريض والمسافر تم إعفاءهما، أما من يطيق الصوم فعنده خياران: اﻷول أن يصوم والثاني أن يفدي بإطعام مسكين كحد أدنى {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} فهناك خيار الفدية أو الصوم للذي يطيق، ولكنه رجح لنا الصوم فقال {وأن تصوموا خير لكم}، أي الفدية جاءت للذي يطيق، ﻻ للمريض وﻻ للمسافر، بل هما سيصومان بعد الشفاء أو العودة، و من يقول {يطيقونه} أي ﻻ يطيقونه أو يطيقونه بصعوبة فهذا هراء. وهذا يعني أنه لا جدوى من قولنا {ربنا وﻻ تحملنا ما ﻻ طاقة لنا به} ولم ينفذ الله هذا، وحملنا ما ﻻ طاقة لنا به، وتفقد هذه اﻵية مصداقيتها. ولذا قال في حديث إن صح (الصوم لي وأنا أجزي به). واخترنا الصوم ﻷنه خير لنا، ولكن كل من يدفع فدية فإنه لم يرتكب أي ذنب، والفدية هي شيء عوضاً عن شيء، بدليل قوله تعالى {وفدينه بذبح عظيم} وفي اﻷسرى{فإما مناً بعد وإما فداء} أي الفدية ليست كفارة ﻷن الكفارة ﻻ تكون إﻻ عن ذنب، والسادة الفقهاء لم يفرقوا بين الفدية والكفارة، حتى أن الصيام نفسه هو كفارة (غرامة) لذنوب أخرى. فالقتل الخطأ كفارته صيام شهرين متتاليين إن لم يوجد فدية، والظهار كفارته صيام شهرين متتاليين، واليمين كفارته ثلاثة أيام صيام، ونلاحظ هنا أن الصوم هو عقوبة أو غرامة. فمن أراد الصوم جاءت اﻵيات التي تليها تشرح معنى الأيام المعدودات وتفسر الصوم عن ماذاوالله في بداية التنزيل الحكيم قال {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} وذكر الصلاة ﻷنها صلة بين الله والمؤمن، وذكر الإنفاق، لكن لم يذكر الصيام. والأمثلة كثيرة، ذكر الصلاة واﻹنفاق عشرات المرات بقوله {يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة} ولم يذكر مرة واحدة صائمي رمضان أو حجاج بيت الله الحراموتأكدوا أن الصوم له فدية وليس كفارة وتصوروا كم هو مريح هذا الدين؟ هناك من يصوم وهناك من يدفع، وكل من يظن أنه بدفع فدية الصوم سيبطل فهو في ضلال مبين. الصوم لن يبطل. وإذا افترضنا أن مليوني شخص في أوربا يريدون دفع الفدية عن هذا الشهر بمعدل 15 يورو عن كل يوم لكل شخص، فهذا يعني مبلغ حوالي مليار يورو، فتصوروا على نطاق العالم اﻹسلامي لو أنشأنا صندوق طعام مسكين من فدية الصوم، سنجمع 10 مليارات يورو كحد أدنى كل عام. ولن يبقى جوع في العالموالخلاصة أن من يطيق الصوم له خياران، الصوم أو الفدية، والصوم خير ﻷن الله تعالى فضله عن الفدية، ولكن من اختار الفدية ليس آثما وﻻغبار على ذلك. فالرجاء ممن اقتنع وخاصة في البلاد التي نهارها طويل أن يعلم غيره بهذا اﻷمرونؤكد لكل المسلمين المؤمنين في بلاد أوربا والبلاد الحارة أن قوله تعالى {يريد الله بكم اليسر وﻻ يريد بكم العسر} هو قول حقيقي وليس مجازي


الجواب على الموضوع


ــ إن أيام السنة ليس فيها أيام طويلة وأخرى قصيرة فهذا خطأ ، فالأيام كلها سواء ، هذا لتصحيح النقطة الواردة في الموضوع
ــ الآية .... وعلى الذين يطيقونه فدية ....  إن كلمة (  يطيقونه  ) أرى أن هذه الكلمة هي المفتاح لفهم المسألة
إن هذا الفعل ليس الفعل ( طاق ) وإنما هو الفعل (  أطاق  ) وهذا هو الحل
فالفعل ( أطاق ) يعني بذل الطاقة في ممارسة الصيام باستمرار ، وهذا ما يبرر الفدية


ــ إن الله شرع الصيام ثم تطرق للحالات الاستثنائية فبينها وشرع الترخيص فيها كالتالي بقوله ..... فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ....... فالمريض والمسافر من الاستثناءات التي رخص لها بالتعويض وليس بالإعفاء ، فالله لم يعفهما فهذا خطأ في ما ذكر بالموضوع ، وقد أضاف الله استثناء آخر بقوله
..... وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين ...... فهؤلاء أيضا استثناء ، فهم يبذلون طاقة كبيرة لصيامه ومثل هؤلاء كالذين يعملون في المناجم تحت الأرض ومنهم من يعمل في ظروف قاسية تزداد قسوة مع الصيام فإنهم يبذلون الطاقة للقيام بفريضة الصيام ، فهؤلاء رخص الله لهم بتقديم الفدية مع تحفيزهم على الصيام ما كان ذلك ممكنا بقوله .... وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ..... فلو كانت الفدية مرخصة للجميع لكان المرضى أولى بها من غيرهم ، في حين أن المريض لم يعف من الصيام ولم يرخص له بالفدية بل عليه بالتعويض ، علما أنه قد يطول به المرض لعدة سنوات مما يجعل التعويض عسيرا


ــ من هم الذين عليهم الصيام دون ترخيص
الذين ليسوا مرضى ، والغير مسافرين ، والذين لا يطيقونه : إذن فهؤلاء هم الناس العاديين تماما


ــ عندما تكلم الله عن تشريع رمضان كشهر للصيام لم يتكلم عن ترخيص الذين يطيقونه بل رخص فقط للمرضى والمسافرين وذلك بقوله .... فمن شهد منكم الشهر فليصمه ..... فالصيام هنا جاء مربوط بشهود الشهر لا غير ، فكل من يشهد الشهر يصمه كائن من كان واستثنى فقط المرضى والمسافرين بقوله ..... فمن كان منكم مرضى أو على سفر فعدة من أيام أخر ..... وكنتيجة : كل من يشهد الشهر عليه بالصيام لا ذكر للفدية هنا كشهر موصوف برمضان  ، فالفدية ذكرها الله عندما كان الصيام غير معين ، أما وقد أصبح معينا في رمضان أي فصل الشتاء في الليالي الطوال بمعنى أقصر النهار ضف إلى ذلك يصوم متى حضر هذا الشهر أي أصحاب المنطقة التي يكون عندهم رمضان هم فقط الذين يصومون والآخرون يصومون عندما يحضرون رمضان أي ينتظرون ذلك بدوران الأرض بحلول الشتاء في منطقة والصيف في المنطقة الأخرى في نفس التوقيت والعكس يحدث بدورانها فيأتي الصيف والشتاء في منطقتين مختلفتين ، فالكل يصوم متى حضر رمضان وهو ما أراه يتطابق مع الآية ..... فمن شهد منكم الشهر فليصمه ..... التي ظلت عبر التاريخ لغزا لم يحل ، وحتى في موضوع الأخ شحرور لم يتطرق إليها ، فالصيام الذي يقول به لا يتطابق مع الآية ، أعطني كيف يمكن أن يحضر البعض ولا يحضر الآخر في نفس الشهر ..... فمن شهد منكم الشهر فليصمه .... علما أن شهد يعني حضر وليس رأى
فلما شرع الله شهر الصيام في النهار القصير وحيث ما حل ذلك الشهر لم يعد هناك بذل الطاقة الكبيرة التي تستوجب الفدية ، هذا رأيي والله أعلم


ــ الفدية هي طعام مساكين وليس مسكين واحد
فالقراءة الصحيحة التي أراها هي .... وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين ..... والدليل هو أن الفدية مقابل الصيام بينها الله في آيات أخرى على أنها مسكين لكل يوم وذلك بقوله ..... فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ..... ويفهم من هذا أن كل يوم يقابله مسكين ، وهو ما يقوم به المسلمون على أرض الواقع ولا يوجد إشكال في هذا ، ولا يمكن أن تكون فدية شهر بكامله مقابل مسكين واحد


الكاتب  :  بنور صالح
التاريخ  : 24 مارس 2017 
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى