منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى

اذهب الى الأسفل

وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى Empty وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى

مُساهمة من طرف bennour الجمعة ديسمبر 28, 2018 4:11 pm

التاريخ : 18/02/07


وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى



هذه من الآيات التي يحرفها الكثير من العلماء ليا بألسنتهم وليشركوا بالله ما صنعوه وما كتبته أيديهم .

ــ يقول سبحانه وتعالى ( ... وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ... ) هل هذه الآية تفيد الإطلاق في النطق بأن كل ما ينطق به هو وحي من الله ؟؟ هذا ما يريد الكثير من العلماء مخادعة الناس به لتمرير شركهم الذي صنعوه .
إن النطق في هذه الآية مربوط بما أشار إليه الله بقوله ( إن هو ) وعلى من تعود عبارة ( هو ) يجب تحديدها على من تعود ، هل تعود على النطق المطلق أم تعود على القرآن ، وهذه هي الأماكن التي يختبئ فيها الماكرين من العلماء السفهاء ، والتي يجب كشفها ، فهم يعلمون يقينا بأن ( هو ) تعود على القرآن وليس على النطق المطلق .
يقول سبحانه وتعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) لنفرض أننا لا نعرف على من تعود عبارة ( هو ) والذي نعرفه أنه هناك نطق هو وحي ، علينا أن نعرف نوعية هذا الوحي ، وقد أخبرنا الله أن تواصله مع البشر يكون بإحدى الطرق التالية :
يقول سبحانه وتعالى ( ... وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ، أو من وراء حجاب ن أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ... ) إذن هذه هي الطرق التي يتكلم بها الله مع البشر ، والآن نحاول أن نتعرف على النطق الذي نطق به النبي والذي هو وحي من الله ، فأي طريقة يسلكها من الطرق السابقة الذكر ، والجواب نجده موضحا في الآي الذي يلي مباشرة قوله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) أنظر لما جاء تبعا لهذا ، يقول المولى سبحانه ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ثم يتابع قائلا ( علمه شديد القوى ) ومن هو شديد القوى ، فالكل يعلم أنه جبريل ، فلا بأس أن نواصل ، يقول سبحانه ( علمه شديد القوى ) ثم يتابع قائلا ( ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ) ثم يواصل قائلا ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) إذن فالنطق الذي نطق به النبي والذي هو وحي يوحى أصبح واضح المعالم ، أي أن جبريل هو الذي يلقنه ذلك الوحي الذي ينطق به ، والآن أصبحنا نعرف أن جبريل يأتي بالوحي من عند الله ثم يلقيه إلى النبي ومن ثم يقوم النبي لينطق به ، وهذا النطق الذي ينطق به ما هو إلا وحي يوحى ، وأخبرنا الله أيضا بأن هذا الوحي يتم على مرحلتين ، مرحلة تركيز عند تلقي الوحي حتى ينتهي ، ثم تأتي مرحلة النطق ، أي أن النبي لا ينطق بهذا الوحي حتى يأتي به جبريل ، ثم يبدأ الإلقاء من جبريل والنبي مركزا لما يلقى إليه ، فلا ينطق متزامنا مع الإلقاء ، بل ينتظر حتى تتم مرحلة الإلقاء ، بعد ذلك فقط تبدأ مرحلة النطق فينطق النبي بذلك الوحي ، وذلك قوله تعالى ( ... لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ... ) والآن نطرح سؤالا فنقول . 
ــ يريد النبي أن يشرب الماء ويريد أن يقول لزوجته ناوليني كأس ماء ، فهل ينتظر حتى يأتي جبريل ويلقنه ذلك القول ليقوله لزوجته وبعد ذلك يشرب الماء ؟ 
ــ سؤال آخر : لنفرض أن النبي هو في محادثة مع أحد الأشخاص ، فهم يتبادلون أطراف الحديث مثلا ، كيف 
أحولك ؟ لا بأس ، بخير ، وكيف أحوال الأولاد ؟ بخير والحمد لله ، وهل جاء أبوك من السفر ؟ نعم وهو تعبان بعض الشيء ، ما به ؟ فقط تعبان من السفر ، وهل جاء بتلك العشبة التي طلبت منه شراءها ، أظن أنه قد جاء بها ، وكم ثمنها ؟ تفوق العشرين ، يبدو أنها غالية .
لو أخذنا هذه المحادثة مثلا ، ولو أخذنا النطق المطلق وحي ، فإن محادثة بسيطة مثل هذه يجب أن تمر بفترات صمت ، أي عندما يتكلم الشخص مع النبي فهو يسمع إليه أولا ، ولا يبادله الحديث مباشرة ، بل عليه أن يتوجه لجبريل لكي يسمع إليه ثانية ، وبعد ذلك يتوجه للشخص ليتم حديثه معه ، وهكذا مع كل أطراف الحديث ، ومع كل المجتمع الذي يعيش فيه ، وطيلة حياته كلها ، فهل هذا الذي كان يحصل ؟ 
وأحوال مثل هذه تتطلب ملازمة جبريل للرسول على الدوام ، فهو يريد أن يأكل ، ويريد أن يشرب ، ويريد أن ينام ، وغير ذلك من الحاجيات ، وكل هذا يتطلب منه الاستمرارية في النطق ، وعليه أن ينتظر في كل مرة ولا ينطق حتى يسمع لجبريل وبعد ذلك يعطى له الضوء الأخضر في النطق ، وهل هذه حياة الرسول التي عاشها ، وهل الأنبياء عاشوا حياة مثل هذه ، وهل كان جبريل مقترنا مع النبي لا ينفك عنه . 

2 ) إن الوحي الذي نطق به النبي فهو من عند الله ولا يحتمل الخطأ ، ولا يعاتب عليه النبي ، وما يحتمل الخطأ أو يعاتب عليه النبي فهو ليس وحيا من عند الله ، وقد ذكرالله لنا من تصرفات الأنبياء بأن حكم فيها بأنها أخطاء ، ومن ذلك ما وقع لنبينا أيضا ، كإذنه لبعض الذين استأذنوه بالقعود عن الجهاد ، وحكم الله على تصرفه هذا بأنه أخطأ وعاتبه عليه ، وذلك قوله تعالى ( ... عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ... ) فلو كان كل ما ينطق به وحيا ما عاتبه الله على هذا ، وكذلك قوله في الأعمى ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ... ) وأمور أخرى ، وهذا يكفي بالفصل في قوله تعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) بأن الوحي لا يعود على كل ما ينطق به ، وإنما يعود على القرآن الذي نطق به ، وهذا ما سأقوم بتوضيحه بإذن الله ، ونلخص ما توصلنا إليه لحد الآن ، وهو ما يلي : 

1 ــ أن النبي تكلم كلاما هو وحي من عند الله 
2 ــ أن هذا الوحي يأتي به جبريل 
3 ــ أن الوحي الذي نطق به هو علم لقوله سبحانه ( علمه شديد القوى ) إذن فجبريل كان يلقنه العلم 
4 ــ أن هذا الوحي فيه صفة النزول ، حيث قال عن جبريل وهو آت بالوحي للنبي ( .. ولقد رآه نزلة أخرى.. ) 
5 ــ يتم إلقاء هذا الوحي على مرحلتين ، مرحلة للسمع وأخرى للنطق 

نحاول الآن أن نتعرف على الشيء الذي فيه هذه المواصفات الأربعة 
1 ــ إن النبي تكلم كلاما هو وحي من عند الله 
يقول الرحمان ( وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها ... ) إذن فالقرآن وحي من عند الله 

2 ــ أن هذا الوحي يأتي به جبريل 
يقول الرحمان ( ... قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ... ) إذن جبريل هو الذي جاء بالوحي 

3 ــ إن الوحي الذي نطق به هو علم 
يقول سبحانه وتعالى ( الرحمان ، علم القرآن .. ) إذن فالقرآن علم 

4 ــ أن هذا الوحي فيه صفة النزول 
يقول الرحمان ( ... إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون .. ) إذن ، فالذي أنزله الله هو القرآن لا شيء آخر 
وبما أن جبريل هو الذي كان ينزل بالوحي إذن فإنه كان ينزل بالقرآن .

5 ــ يتم الإلقاء على مرحلتين ، مرحلة للسمع والأخرى للنطق 
يقول الرحمان ( ... لا تحرك به لسانك لتعجل به ، إنا علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ... ) إذن فالآية تذكر المرحلتين ، وتتكلم عن القرآن .

النتيجة :
إن الأوصاف كلها اجتمعت على القرآن ، وحي من عند الله ، جاء به جبريل ، وهو علم ، فيه صفة النزول ، يتم على مرحلتين ، كل هذا اجتمع في القرآن ، ولنعد الآن إلى قوله سبحانه وتعالى ( ... وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ... ) فالنطق المعني في هذه الآية والذي نطق به النبي ، ووصفه الله بأنه وحي من عنده ، وجاء به جبريل ، وهو علم ، وفيه صفة النزول ، إذن هذا النطق هو القرآن الكريم ، وعبارة ( إن هو ) تعود على القرآن الكريم .

وأوجه الأسئلة التالية إلى الذين يحرفون كلام الله ومنه هذه الآية .

ــ من يشهد على قوله سبحانه ( ... وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ... ) من يشهد على أن الله أنزله في النطق المطلق وليس في القرآن الكريم ؟ وليصرح بذلك علنا .
ــ عندما يقول النبي لأحد أزواجه ناوليني كأس ماء ، فهل نطقه هذا وحي ؟
ــ هل أخطأ النبي في حياته وعاتبه الله على ذلك أم لم يخطئ ؟ وإذا أخطأ هل خطؤه وحي من عند الله ؟
ــ إن الوحي الذي كان ينطق به والذي ذكره الله في الآية ، فمن الذي جاءه به ؟ هل هو جبريل أم غير ذلك ؟
ــ إذا كان جبريل ، فهل كان مقترنا مع الرسول طيلة حياته ليلقنه كل ما ينطق به ؟ 
ــ وإذا لم يكن مقترنا معه طيلة حياته ، فهل كان يتكلم في غيابه ؟
ــ عندما كان النبي يقوم بمحادثة مع الغير فهل جبريل هو الذي كان يلقنه أطراف الكلام ؟
ــ على من تعود عبارة ( إن هو ) ؟ 

الكاتب : بنور صالح



آخر تعديل bennour يوم 24-06-08 في 06:03.
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى