تغسيل الميت ودفنه
صفحة 1 من اصل 1
تغسيل الميت ودفنه
دفن الميت وغسله
لقد وقعت حادثة قتل في بداية البشرية في ابني آدم ، فقد قتل أحدهما الآخر ولم يعرف ماذا يفعل بعد ، فبعث الله غرابا ليعلمه ما يفعل ، فعلمه الدفن أن يدفنه وراء التراب ، وهذه أول مرة يتعلم فيها الإنسان بأن الميت يدفن في الأرض وهذا ما تفعله البشرية إلى يومنا هذا إلا ما طرأ عليه التغيير جراء العادات والتقاليد والعقائد ، قال تعالى في حق ابني آدم ..... فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ، فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه ..... فالله ذكر دفن الميت وبين أن ذلك من تعليم الله وأنه للبشرية جمعاء وليس متعلق بالدين ، وأن الذي قام بالدفن هو المجرم وأن الله علمه الدفن وهو غاضب عليه في نفس الوقت ، وهذا يعني أن عملية الدفن ليست عبادة ، فالمجرم لم يكن يعبد الله بدفنه المقتول الذي قتله ، فلو كان الدفن نتيجة موت عادية لربما كان يفهم من ذلك أن فيه عبادة ، لكن الله بين هذا من ناحية القتل وأن الذي قام بالدفن هو القاتل مما يستبعد قضية العبادة أو التقرب إلى الله بالدفن تماما ، وبما أن الله ذكر هذا في الكتاب وبينه من بداية البشرية وهذا يعني أن الدفن واجب إنساني يتعلق بالإنسانية وليس متعلق بالدين ، فالأمور التي تتعلق بالدين تأتي عن طريق الأنبياء وليس عن طريق المجرمين ، ومن هنا نستنتج أن الدفن واجب إنساني يتمثل في دفن الجسد تحت التراب ، وأن الدفن ليس مرتبط بالدين ، فأي جسد وجد ميتا على ظهر الأرض يجب على الذي يعلم ما علمنا الله في الكتاب بأن يدفنه في الأرض بغض النظر عن معتقده سواء كان مؤمنا أو كافرا أو صديقا أو عدوا .
تغسيل الميت
إن تغسيل الميت هو من العادات وليس من العبادات وليس من التشريع كما رأينا في الفقرة السابقة ، أي أن هذا التغسيل الذي يقوم به المسلمون ليس من عند الله وليس النبي من شرعه وإنما هو من العادات التي كانت قبل الإسلام أو التي أدخلت على الإسلام نتيجة احتكاك العقائد والثقافات عند انتشار الإسلام ، ولا يحق نسب هذا للنبي ، فكل ما ينسب للنبي ما هو إلا الظن الذي نهانا الله عنه ، علما أن تغسيل الميت كما يفعل المسلمون اليوم فهو منكر يجب النهي عنه ، وذلك أن الميت في تغسيله يلمس الغسال عورة الميت من القبل والدبر بغسلهما وهذا منكر شديد ، فمن منكم يقبل بأن يفعل به ذلك وهو حي ؟ فكيف يصبح ذلك جائزا وأنت ميت ، فالشيطان حريص أشد الحرص على كشف عورة الإنسان بأي طريقة كان حتى ولو كان ميتا وقد بين الله لنا ذلك إذ يقول ..... يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ، إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ، إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ...... انظر جيدا كيف ربط الله السوءة باللباس وبين أنها هدف من الشيطان بقوله ..... ينزع عنهما لباسهما ..... ولماذا يريد نزع لباسهما ، والجواب ليريهما سوءاتهما ، إذن هذا هو هدف الشيطان في الجنة وفي الأرض ، هذا الكلام عن الرؤية فكيف ونحن هنا نتكلم عن غسل الميت وغسل أعضائه التناسلية ، فهذا شيء أكبر بكثير من الرؤية ، لذا فهذا الفعل منكر يجب التوقف عنه لما ذكرنا ، ثم ما هي فائدة غسل الميت ، ومن الذي شرع هذا وجعله دينا يحتج به على حجية القرآن من خلوه لهذا المنكر ؟ أعطوني من شرع هذا في الدين ؟ فالنبي لم يفعل هذا والنبي لا يشرع للعباد ما لم ينزل به سلطانا ، فالله شرع الغسل للحي وفصل ذلك متى يكون ذلك وبين ماذا نفعل في عدم وجود الماء وكذلك ماذا نفعل في السفر وكذلك ماذا نفعل إذا كنا مرضى وكذلك ماذا يفعل بالنسبة للحائض كل هذا مفصل تفصيلا ، وكل حالة ورخصتها ، فهل يعقل أن يشرع الغسل للميت دون تفصيل كل الحالات العارضة ، فمثلا : ماذا تفعلون إذا لم تجدوا الماء ؟ فإذا قلت ندفنه بدون غسل فهذه مخالفة فمن أعطاك هذه الرخصة بأن تدفنه بدون غسل أين هي الرخصة ؟ وإذا قلتم نمر عليه بالتيمم فمن أعطاكم هذه الرخصة ؟ وماذا لو كان مات بمرض معدي عن طريق اللمس فهل تغسلونه أم تدفنوه بدون غسل أم تيممونه بالتيمم ؟ وأي حالة تجيبون عنها عليكم بتقديم الدليل من أعطاكم تلك الرخصة ؟ فما دمنا دخلنا في تغسيل الميت كتشريع فيجب تقديم كل الرخص بالدليل ، فالله هو المشرع الوحيد وعندما يشرع للعباد شيئا فإنه يحيط به علما بتشريع ما يحتاجونه ، أما البشر فعند تشريعهم للعباد تظهر الثغرات ويكشف زيفهم فيصبحون مطاردين بالدليل وإذا ما سألتهم يخرصون ولا يجيبون ، فأجيبوا على الأسئلة التي طرحتها في هذا الموضوع .
تكفين الميت
تكفين الميت هو من العادات وليس من التشريع ، فكما رأينا من الآية في صدر الموضوع فكل ما يجب فعله نحو الميت هو أن يوارى التراب ، وكل ما يقوم به الناس نحو موتاهم للوصول إلى الهدف الذي هو وضع الميت تحت التراب كل ذلك من العادات والتقاليد للمجتمعات ، فتكفين الميت ليس شرط أبدا فيمكن دفنه في ثيابه التي مات فيها عاديا تماما ، بل وذلك أولى من فعل أي شيء آخر .
توجيهه للقبلة
القبلة لا علاقة لها بدفن الميت وليست شرطا فالميت ليس في صلاة ، وهذا التشريع من البشر ولا يمت للنبي بأي صلة ، ومن أين جاءتكم فكرة القبلة للميت ، إنكم تشرعون طبقا لهواكم ، وكل هذا التشريع الذي صنعتموه في الميت يذهب سدى إذا حل بكم زلزال مثلا وكان الأموات بالآلاف فتدفنونهم دون تغسيل ودون تكفين ودون قبلة في أي تجاه وممكن أن تدفنوهم بالجرافات ، فقط تحرصون على شيء واحد ألا وهو أن يوارى الميت التراب وهذا هو الأصل وهذا كل ما يجب فعله .
بناء القبر
بناء القبور شيء مطلوب جدا ، وفيه فوائد كثيرة بحيث يعرف صاحبه وكل المعلومات عنه وتبقى هذه المعلومات محفوظة عبر الزمان وهذا جيد للغاية ، تفيد أهل الميت عبر الأجيال وتفيد البحوث العلمية إذا ما احتيج لذلك ، قبر مبني أحسن بكثير بأضعاف المرات من الغير مبني .
المقابر المخصصة طبقا للعقيدة
إن ما جاء في كتب الفقه من دفن المسلم في مقبرة المسلم ومن مات كافرا يدفن في غيرها فهو من الجهل في الدين وتشريع بشري من الجاهلين لا علاقة له بالنبي إطلاقا ، فالمقبرة هي مكان الجميع المؤمن والكافر ولا علاقة للإيمان بالمقابر ولا يحاسب الميت لما كان عليه في حياته فإنك تتعامل مع جسد وليس مع إنسان ، علما أن مقابر المسلمين في العالم لا تخل من المنافقين ولا تخل من كبار المجرمين ولا تخل من الفاسقين وقد يكون أكثر أمواتها هم أشرار الناس في حياتهم ولعل هذا يمثل السواد الأكبر في المقابر ، وبالتالي لا معنى أن يدفن هؤلاء في مقابر المسلمين من غيرها ، ويبقى الفرق بين الناس ما داموا أحياء فإذا ماتوا كانوا كلهم سواء ، والله يقول ..... إن أكرمكم عند الله أتقاكم ..... عند الله وليس في المقبرة .
أسئلة : من شرع تغسيل الميت ؟ هل تغسل عورته ؟ ومن أجاز هذا ؟ وماذا عند عدم وجود الماء ؟ من رخص بالتيمم له ؟ وماذا إذا كان مات بمرض معدي هل تغسلونه أم تيممونه ؟ وما هو الدليل على الفعل أو الترخيص ؟ ومن شرع تقبيل الميت ؟ ما هو الدليل ؟ هل غسلتم النبي ؟ اذكر كيفية تغسيله ؟ ومن غسله ؟
الكاتب : بنور صالح
التاريخ :11 / 01 / 2019
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى