المقبرة حق للمؤمن والكافر على حد سواء
صفحة 1 من اصل 1
المقبرة حق للمؤمن والكافر على حد سواء
المقبرة حق للمؤمن والكافر على حد سواء
إن القول بعدم جواز دفن الكافر في مقبرة المسلمين لا أصل له في كتاب الله ، فالميت ليس له هوية أصلا والمقبرة مستقر يقبع فيه الانسان لانتظار يوم البعث .
يقول الله عن منشأ الإنسان ومرجعه ..... منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ...... فالإنسان أصله من تراب ثم يعيده الله لهذا التراب ، وهذا الخطاب الذي أنزله الله ليس موجه للمسلمين وإنما موجه للإنسان أي للبشرية جمعاء ، فكلنا من آدم وآدم من تراب ، وكل البشرية لها الحق في آدم فهو أبوها جميعا وكلها تشترك في هذا الأصل أي الكل يشترك في التراب ، وهذا التراب هو الذي نعود إليه ، والتراب ليس له هوية .
إن المقابر أماكن عمومية إلا ما كان مخصصا بملكية
إذا كانت أرض ليست ملكا لأحد فهي في ملك الله ، وإذا كانت كذلك فهي حق للبشر الدفن فيها بغض النظر عن كونه مؤمن أو كافر ، وهذه هي المرجعية التي تمنح الحق للمؤمن والكافر متى توفرت هذه المواصفة ، وإذا نظرنا لأي مقبرة علينا أن ننظر لقطعة الأرض التي هي عليها ، فتجد أغلبها إما أن يكون تحت أملاك الدولة وبالتالي تكون من حق الشعب مؤمنهم وكافرهم ، وإما أن تكون هبة من شخص وبالتالي فهي ملكا لله تحق لعباد الله جميعا ، وقد يكون الذي وهبها كافر ليدفن فيها الناس فهل يمنع المسلمون من الدفن فيها ؟
إن تخصيص المقبرة للمسلمين هو نابع من جهل بالكتاب ، فهل المسلم يعني التقوى ؟ وهل المسلم يعني الإخلاص لله ، فالمقبرة المراد تخصيصها للمسلمين فإنك تجد فيها جميع الذين ماتوا وأكثرهم من أشرار الخلق إلا من رحم ربك ، فتجد فيها القاتل والمقتول جنبا إلى جنب في نفس المقبرة ، وتجد فيها الذين كانوا يأكلون أموال الناس والذين أفسدوا في الأرض فسادا ، والمجرمين باختلاف أنواعهم ، ومنهم الذين سفكوا دماء الناس ، والمنافقين ومن كل نوع ، ومن الناس من لا يتخيل عقلك ماذا كان يفعل ، كل هؤلاء تجدهم في مقبرة واحدة سواء ، فالمقبرة يرحل إليها من هم عليها ، ومن عليها قال لهم فيهم .... وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ...... وقال أيضا ..... وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ..... وقال أيضا ..... ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ..... وقال ..... ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..... وقال ..... ولكن أكثر الناس لا يشكرون .... وقال ..... وأكثرهم لا يعقلون .... وقال ...... ولكن أكثرهم يجهلون ..... وقال ..... وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين .... هذا هو الذي يمثل السواد الكبير من هم على الأرض ، وهذا الذي يصبح تحتها شئت أم أبيت ، ولا تفيد هذه الفتاوى التكفيرية في تكفير الناس وتحريم المقابر إلا بزرع الأحقاد والكراهية في المجتمع لا غير ، ومن الأحسن تحسين الخطاب .
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى