إن مكة هي مكة الحالية المعروفة بالحجاز
صفحة 1 من اصل 1
إن مكة هي مكة الحالية المعروفة بالحجاز
مكة هي مكة الحالية بالحجاز
أين هي مكة التي ذكرها الله في القرآن ؟ الموضوع يتمحور حول هذا السؤال
ما هي المصادر المعتمدة التي نستعملها للكلام عن هذه القضية ؟ والجواب : إن المصادر المعتمدة للكلام في كل ما له علاقة بالقرآن هي المصادر التي تفيد العلم فقط ، ولا مجال للمصادر الظنية ، والتي من جملتها كل ما ينسب للأموات ويدخل في هذا المرويات الدينية والتاريخ بشكل عام ، والمصدر الوحيد المعتمد هو كتاب الله الذي بين أيدينا ألا وهو القرآن ، لنبدأ باسم الله .
نأخذ الآية التالية : قال تعالى ..... وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ........ هذه الآية نزل فيها إرشاد من الله للقوم بأن يقوموا بفعل معين ، وهو ذبح بقرة ، فالبقرة هي إسم لشيء وليس صفة لشيء ، ولم يعطهم الله أي معلومات أخرى لتحديد البقرة أو لتعيينها ، فالإسم هذا ينطبق على جميع البقر وبالتالي أي بقرة أخذوها فقد قاموا بما عليهم بما أمرهم الله به ، بل لما راحوا يبحثون ويسألون عن تحديد البقرة وتعيينها وقعوا في التشديد والتعسير من أمرهم كلما زادوا في السؤال ، فهذه عبرة لنا وآية لنا في الوقوع في مثل هذه الأحوال ، فمتى كان الأمر من الله محدود المعلومات فلنقف عند ذلك وننتقل للطبيق ولا نأخذ بمعلومات خارج الكتاب ، فالمعلومات الخارج عنه هي ما تسقطنا في شباك الشيطان كما علمنا الله من قصة آدم ، راجع موضوعي بعنوان : قصة آدم .
والآن ننتقل إلى الآية التالية : قال سبحانه وتعالى ..... إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ، ومن دخله كان آمنا ، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ......
إذن عندنا أمر من الله بحج هذا البيت الموجود بمكان اسمه بكة ، وبالتالي عندنا شيئين نتوجه إليهما ، البيت ومكان اسمه بكة ، والمعني بالأمر هو البيت ، ويا ترى من الذي يعرف الآخر ، فهل البيت هو الذي يعرف المكان الذي هو بكة أم بكة هي التي تعرف البيت ؟ ما هو الذي نبحث عنه أولا ؟ فالظاهر من الآية أن بكة هي التي تعرف البيت لقوله .... للذي ببكة ..... أي علينا أن نذهب إلى بكة فإن فيها البيت ، أي أن البيت موجود فيها حتما ، والآن نطرح سؤالا ، هل بكة التي أرشدنا الله إليها هل أعطانا معلومات أخرى عنها ؟ إذا أخذنا بكة كمكان دون التطرق لما بداخلها فلا توجد أي معلومة أخرى عنها ، ومن ثم ننطلق الآن في التطبيق على الأرض ، لنذهب الآن ونسأل عن بكة ، نسأل الناس أين توجد بكة ؟ فالجواب الذي نتلقاه هو إنها مكة المعروفة بالحجاز ، وإذا ذهبنا إليها نجد فعلا أن هناك بيت للحجاج وبالتالي نكون قد استجبنا لأمر الله ، ولنفرض أننا وجدنا عدة بكات معروفة عند الناس ننتقل إلى سؤال آخر ، أين هي بكة التي يوجد فيها بيت للحج إليه ؟ فإذا كانت 20 بكة وواحدة منها فقط التي يوجد فيها بيت للحج نذهب إلى هذه ، ولنفرض أننا وجدنا في 20 كلها فيها بيت للحج فمذا نفعل ؟ الجواب : نذهب لأي كان منها ونكون قد استجبنا لأمر الله ويكون الحج صحيحا طبقا لآية البقرة ، وبما أن هذا الإشكال لا يوجد أصلا وأن بكة لا توجد إلا واحدة وأن البيت الذي يحج إليه الناس يوجد بداخلها فعلا فهذا يعني أن الله حفظ هذا المكان في الكتاب وخارجه وسيبقى محفوظ إلى يوم الدين بإذن الله ، إذن بكة هي مكة المعروفة بالحجاز .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع الثاني : هل البيت الحرام هو الذي يعرف اليوم بالحجاز
نريد أن نعرف هل البيت الحرام الذي أمرنا الله بالحج إليه هل هو الذي يعرف اليوم بالحجاز ؟
لنأخذ الآية ....... إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات ، مقام إبراهيم ........ والذي نركز عليه في هذه الآية هو الآيات البينات التي ذكر الله أنها فيه ، ما هي هذه الآيات البينات ؟ هل هذه الآيات البينات تكمن في البناء مثلا ، فلو نظرنا للحجارة فلا نرى ما يمكن أن يكون آيات وكذلك إذا نظرنا للطين أو للشكل ، فكل هذا تغير عبر الزمان من بناء إلى بناء آخر عبر الأجيال ، فالبيت يتجدد مع الزمان ، علما أن هذه الآية نزلت مع ظهور الإسلام وهي تقول بأن البيت فيه آيات بينات وقد مرت عليه آلاف السنين أي أن البناء لا بد وقد تغير عدة المرات وبالتالي فالآيات لا تكمن في البناء ولا في الشكل ، فالآيات تكمن في أمور ثابتة عبر الزمان ، وهي كالآتي : المكان الموجود فيه البيت فهو ثابت عبر الزمان ، قال سبحانه وتعالى ..... وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ...... نتلكم عن هذه النقطة لاحقا إن شاء الله ، نتابع الآيات البينات ، ومنها أنه كان محل احترام كبير لكل القبائل والعشائر العربية وحتى غيرها آنذاك وهي جاهلة ومشركة فكان يوفر الأمن لأهله بحيث أنها كانت تتقاتل وتتخاطف في كل مكان إلا عند البيت وأهله ، قال تعالى ..... أو لم نمكن لهم حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ..... وهذه آية من آيات البيت التي يراها الجميع ويعترف بها بما فيهم قوم البيت أي أهل مكة آنذاك ، ومن آياته البينات أنه يجلب الرزق لأهله ولو على حساب الآخرين ، قال الله تعالى ..... أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ....... إذن فهذه آيات في البيت ثابتة عبر الزمان لا تتغير ، وقد أثبت القرآن أنه وجدها في القوم الذين كانوا بجوار البيت ، ورغم أنهم كانوا مشركين إلا أن الآيات بقيت ثابتة تتجلى فيهم الأمن والرزق وكذلك مكان البيت ، أي أن البيت ذلك هو مكانه وإن تغير البناء ، ونستنتج من هذا أن هذه الآيات ستبقى إلى الأبد بإذن الله مهما تغيرت عقائد القوم فقد وصلوا إلى أعلى درجات الجهل والظلم والكفر ألا وهو الشرك بالله وقد جعلوا له أندادا أعلى درجات الظلم والكفر لقوله تعالى ..... إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ..... وقال أيضا على لسان لقمان ...... إن الشرك لظلم عظيم ....... تخيل أن القوم كانوا في هذه الأحوال يكفرون بالله ويشركون به ويتخذون أندادا له وقد يكون هذا كله داخل البيت نفسه ، ومع هذا فكانوا في أمن والرزق يأتيهم وهذا بسبب ماذا ؟ بسبب البيت ، أي أن البيت ظلت آياته ثابتة عبر الزمان رغم البعد الكبير جدا في الزمن بين أهل مكة آنذاك قبل مجيء الإسلام ونبي الله إبراهيم صلى الله عليه ، فتلك حقبة كبيرة من الزمن قد مر عبرها كل الأنبياء من لدن إبراهيم إلى ظهور نبينا ، فهي حقبة كبيرة جدا ومقارنة بين ظهور الإسلام إلى زماننا اليوم فقد تعد مرتين أو أكثر لهذه الفترة ، وخصوصا أن الفترة السابقة الذكر كان البيت تتوافد عليه الأجيال أغلبها مشركة بالله ، وأن تلك الحقبة من الزمن كانت معروفة بالجبروت من الفراعنة والجبابرة والملوك والاستعمارات ومع ذلك فلم يمس البيت بسوء ولم يحول ولم يختطف ولم يقرض ولم يعدم ، بل مع كل ما لتلك الفترة من المساوئ والمكاره وشرك القوم أنفسهم بقي البيت في مكانه ويؤدي دوره من الأمن والرزق وجلب الناس إليه ليحجوا إليه وهم كافرون وهذا ليجلبوا الرزق لقومه ، وهذا يعني أن هذه الآيات ثابتة لا تتغير لا بتغير الزمن ولا بتغير القوم ، وكنتيجة أن البيت الذي يعرف اليوم بمكة هو صحيح لا غبار عليه وهو بالضبط البيت الذي أمرنا الله بالحج إليه نحن المسلمون ، وبالتالي فإن هذا البيت الذي يحج إليه العالمين من كل الأمصار فهو يهديهم إلى أنه المكان الذي دشنه إبراهيم صلى الله عليه وهذا معنى مقام إبراهيم ، كيف لا وهذا البيت الذي صمد لعصور غابرة في التاريخ بجبروتها وفرعنتها وتسلطها واستبدادها وفي وسط أمة مشركة من الناس كيف لا يصمد وقد أصبح في عزة من أهله لا يشركون بالله شيئا وقد أظهر الله دينهم على الدين كله وانتشر في مشارق الأرض ومغاربها ، هذه لفتة فقط للتنبيه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طريقة أخرى للاستدلال على أن البيت الحرام هو الذي يعرف اليوم بالحجاز
قال الله تعالى في حق إبراهيم ..... وآتيناه أجره في الدنيا ..... ومن جملة أجره أنه لبى له طلباته علما أن طلبات الأنبياء مقبولة كلها إلا ما شاء الله ، ومن طلباته ما أخبرنا الله بقوله في حق إبراهيم إذ يقول ..... قال رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم والآخر ، قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار ...... هذا هو الطلب ، وانظر حتى الكافر أعطاه ذلك ولم يخص به المؤمنين فقط ، ولننظر هل تحقق ذلك الطلب ؟ والجواب في الآية التالية ، يقول الله سبحانه ...... لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف . وكذلك طلبه الذي قال فيه ..... ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ، ربنا ليقيموا الصلاة ، فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ..... وقد أجاب الله طلبه كما جاء في قوله تعالى ..... أولم يروا أنا جعلنا لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ..... وكما نرى أن الدعاء قد تحقق تماما وأصبح ساري المفعول عبر مئات السنين وهذا في العصور الغابرة ، إذن فسيبقى مستمرا إلى يوم الدين ، والكل يرى أن هذا ما يحدث في كل زمان إلى يومنا هذا ، وبالتالي فهذا هو البيت الذي أمرنا الله بالحج إليه والتوجه إليه في الصلاة ، فلا مجال للشك فيه .
وأطرح إليكم أسئلة ، هل يمكن أن يزور البيت بأن يهدم ويبنى آخر في مكان آخر ؟ الجواب لا يمكن أبدا ، لو فرضنا أن البيت هدم وبني آخر في بلاد أخرى هل تتحول الآيات التي جعلها الله في البيت الحق فتتحول إلى البيت المزور ؟ الجواب لا يمكن أبدا ، لمذا ؟ بكل بساطة فإن الله مكن البيت بأن جعله آمنا يأمن القوم ناهيك عن الأمن للبيت نفسه ، قال سبحانه وتعالى ..... أو لمن نمكن لهم حرما آمنا ..... انظر جيدا لكلمة نمكن من التمكين ، فالله مكن لهم هذا البيت ليكون لهم حرما آمنا ، فمستحيل أن يستعمر أهله ، فمكة لا يمكن أن تستعمر ، فالله يصرف الجبابرة والطواغيت عنها ، لمذا ؟ إن أهل مكة أغلبهم من ذرية إبراهيم إن لم أقل كلهم ، نعم ، من ذرية إبراهيم ، فقد أعطى الله إبراهيم صلى الله عليه أجره في الدنيا ، فجعل في ذريته النبوة والكتاب ، وجعل في ذريته هذه الأمن والرزق والناس تهوي إليهم ، كما أجاب الله لطلب إبراهيم الذي قال فيه ..... وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ، ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ....... فاستجاب الله له ولبى طلبه بأن بعث نبي هذه الأمة منهم وذلك قوله سبحانه ...... كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ....... فالنبي من أهل مكة الذين هم من ذرية إبراهيم وإسماعيل ، فالدعاء الذي دعا به نبي الله إبراهيم كان بمناسبة بناء البيت الذي رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل فدعا إبراهيم بهذه المناسبة بأن يجعل من ذريتهما المشتركة أمة مسلمة لله وهي التي خرجت من مكة المسلمون الذين أسلموا فهم من ذرية إبراهيم وإسماعيل وهم الذين بعث الله فيهم النبي منهم والذي أنزل عليهم الكتاب الذي بين أيدينا الذي هو القرآن ، فعندما تنظر إلى كل هذا فإنك تجده كله مربوط بأدعية من النبي إبراهيم ، فالبيت فيه أدعية سبقته من نبي الله إبراهيم ، القوم الذين بجواره فيه أدعية سبقتهم من النبي إبراهيم قبل وجودهم أصلا ، نبينا محمد صلى الله عليه فيه دعاء سبقه من النبي إبراهيم صلى الله عليه وذلك قبل وجوده أصلا ، فالأدعية هذه أدعية أبدية وليست آنية ، والاستجابة لها هي استجابة أبدية أيضا ، وبالتالي فهي خالدة إلى الأبد بإذن الله ، لا يمكن أن تنقطع ، ولا أن تحول لجهة أخرى ، ومستحيل تزويرها ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى