منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأذان والإقامة

اذهب الى الأسفل

الأذان والإقامة Empty الأذان والإقامة

مُساهمة من طرف bennour الأربعاء ديسمبر 26, 2018 5:13 pm



الأذان والإقامة


ــ الأذان 

إن الأذان هو نداء يستعمل عند الحاجة وليس خاصا بالصلاة ، وكثيرا ما يستعمل في التبليغ العام ، ومثل ذلك في نداء إخوة يوسف لما ناداهم مناد كما جاء في قوله سبحانه ( ... فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ... ) فهذا أذان ولكنه ليس للصلاة ، مثل ذلك أيضا تبليغ الناس ببراءة الله ورسوله من المشركين في قوله سبحانه ( ... وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله ... ) فهذا أذان ولكنه ليس للصلاة ، ونفس الشيء في نداء إبراهيم عندما أذن في الناس بالحج كما أمره الله سبحانه بقوله ( ... وأذن في الناس بالحج ... ) إذن فالأذان هو نداء تفرضه الظروف ، والقصد منه التبليغ والإعلام ، وبما أن الصلاة تتطلب الحضور في الوقت ، وقد يقع الكثير في الغفلة والسهو والنسيان ، إذن فالظروف تتطلب النداء أي الأذان ، وهكذا كان أيضا في التنزيل ، ينادى للصلاة ، ومثل ذلك قوله سبحانه ( ... يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البييع ... ) إذن فالصلاة تطلبت نداء تمليه الظروف وليس مفروضا ، وهذا واضح في العبارة ( إذا نودي ) التي تبين بأن النداء متعلق بالظروف ، فلا يوجد فيها الأمر بالنداء كأن يقول [ يا أيها الذين آمنوا نادوا للصلاة ] فعبارة ( إذا نودي ) تفيد الظرفية في النداء ، وقد تكرر هذا في غير هذه الآية كقوله سبحانه ( ... وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤا ولعبا ... ) فالظرفية هذه نلمسها في الواقع الذي نعيشه أيضا ، فلو أخذنا مثلا جماعة كانت مسافرة لوحدها في الصحراء ، لا ترى على مد العين من يراها ولا من يسمعها ، وجاء وقت الصلاة ، فإنها تقوم للصلاة ولا تنادي في الصحراء ، ولمن تنادي ، فهل تنادي لنفسها ، أم تنادي من أجل أن تنادي ، فهذه إحدى الظروف التي لا تتطلب النداء ، وهناك الكثير مثلها .



ــ صيغة الأذان 

يمكن للأذان أن تكون له أي صيغة بهدف النداء للصلاة ، لا غير ذلك ، والأذان المعروف في الأوساط الإسلامية غني عن التبديل به ، فلا حاجة للتفكير في غيره .



ــ الإقامة للصلاة 

فالإقامة للصلاة لها نفس الظرفية للأذان ، فالظروف تملي ذلك ، إذ لا يمكن أن يقوم الناس للصلاة دفعة واحدة دون أن يكون ما يشير لذلك ، فتخيل أنك في المسجد والناس منتشرة هنا وهناك ، فكيف يتفق الناس للقيام للصلاة في وقت واحد ، فهل يركزون أنظارهم في الإمام إذا ما رأوه قام قاموا للصلاة ؟ وقد يقوم الإمام لغير الصلاة ، فهل كل ما قام الإمام قام الناس ، إذن فالظرف يملي أن يكون هناك ما يسمى باالإقامة ، وبما أن الإمام يقيم الصلاة للناس ، فهو الذي يصلي بهم 

كما جاء في قوله سبحانه ( ... وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ...) إذن فالإذن يأتي من عنده بالقيام للصلاة ، وهو الذي يشرف على إقامة الصلاة ، وهو الذي يرى ما أن تكون هناك إقامة شفاهية أم لا ، فإذا كان الإمام في جماعة صغيرة من أصحابه كأن يكونوا ثلاث مثلا ، فلا حاجة للإقامة الشفاهية ، إذن فالإقامة مرتبطة بالظرف 

والأمر يرجع للإمام .



أما بالنسبة للصيغة للإقامة فما قيل عن الأذان يقال عنها . 



ــ التكبيرات في الصلاة 

إن التكبيرات في الصلاة ليست من الصلاة وإنما هي من متطلبات الظروف والأوضاع ، فهي لا تخرج عن كونها إشارات ليس إلا ، فخذ أي تكبيرة منها ، فإنهم لا يستطيعون تكرارها ، وخذ مثلا التكبير في بداية الصلاة والذي يسمى بتكبيرة الإحرام ، فإنك تجده تكبيرا واحدا لا يقبل التعدد ، أي لا ييستطيع المصلي أن يكرره عدة مرات فيقول ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .... ، ومن فعل هذا يفتونه بعدم الجواز إلى بطلان الصلاة ، فلو كان ذكرا من الصلاة فهل يبطل الصلاة ، فانظر إلى القرآن مثلا ، فالإكثار منه هو زيادة في الذكر ، وانظر إلى التسبيح مثلا ، فالإكثار منه هو زيادة في الذكر ، وانظر إلى التسبيح كيف يكون سرا ، بينما التكبيرات كلها تجدها جهرا ، وذلك لأنها إشارات ظرفية إعلامية ، استعملت في مواضع معينة ، استعملت في البداية للإعلان عن بداية الصلاة ، واستعملت عند النزول للركوع للإعلان عنه ، وكذلك في الرفع من السجود ، فالظروف هي التي تتطلب مثل هذه الإشارات ، ولنأخذ مثالا ، فعندما يكون المسجد مكتظا ، فيضطر آخرون للصلاة خارج المسجد ، فهم لا يستطيعون متابعة الإمام في الحركات كالخر إلى السجود مثلا ، والرفع منه ، فعندما يتوقف الإمام عن القراءة فهم لا يعرفون إن كان خر للسجود أم وقع في خطإ يفكر في إصلاحه ، وفي مثل هذه الحالات يتلطلب الظرف إعطاء إشارات ، كالتكبير مثلا ، إلا أن كلمة الله أكبر يستحسن أن يقال 

[ الله الكبير ] لقوله سبحانه ( ... الكبير المتعال ... ) أما [ الله أكبر ] فهي صيغة للمقارنة ، ولم تذكر في التنزيل ، بينما ( الكبير المتعال ) فهي من أسماء الله الحسنى التي ذكرها الله ، وتفيد الإطلاق في الكبرياء والاستعلاء .



الكاتب : بنور صالح



آخر تعديل bennour يوم 06-05-09 في 21:56.
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى