منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بعد الأنبياء يحكم العلماء بكتاب الله فقط

اذهب الى الأسفل

بعد الأنبياء يحكم العلماء بكتاب الله فقط  Empty بعد الأنبياء يحكم العلماء بكتاب الله فقط

مُساهمة من طرف bennour الخميس يناير 24, 2019 12:13 am

بعد الأنبياء يحكم العلماء بالكتاب فقط 

إن الحكم قضية حساسة في بناء المجتمعات والحضارات كما له تأثير كبير جدا على الدين ولهذا تطرقت إليه وقبل أن أتناول هذا الموضوع يجب أن نضع حدا للحقبة التاريخية الماضية ولا نخوض فيها ونجعل بيننا وبينها قوله تعالى  [  تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ]

الحكم في كتاب الله
يقول الله عز وجل [  إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور، يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ، فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون  ]  هذه الآية تتكلم عن الحكم في التوراة ، والأحكام التي جاءت بها جعلها الله قاعدة راسخة لكل أمة أنزل الله عليها كتاب كالنصارى والمسلمين وهو ما تبينه الآيات التي تليها .

ــ  [  إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ] يعني أن الله أنزل على اليهود التوراة فقط لا شيء معها، وجعل فيها الهداية والنور أي كل من أتى إليها واتبع ما تمليه عليه إلا وأضاءت له الطريق وأوصلته إلى المكان الآمن الذي يحتاجه كل الناس، وبدونها يدور الإنسان في الظلام في طرق شتى لا تؤدي إلا للمهالك  الشديدة الندامة  
ــ  [  يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا  ]  هنا يتكلم عن الحاكم والمحكوم والمرجع الذي يتم الحكم به ، فالحاكم أي القاضي هم النبيون وهم القضاة الأوائل لكل أمة ، والمرجع الذي يتم به الحكم أو القانون الذي يتم به القضاء هو الكتاب المنزل وهنا يعني التوراة السابقة الذكر، فالنبيون الذين كان على عهدهم التوراة يحكمون بها لليهود .
ــ  [  والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ] هنا تتكلم الآية عن من يحكم بعد الأنبياء وهذا مهم جدا جدا ، فبعد الأنبياء يأتي الربانيون والأحبار وهم العلماء  [ بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ] أي يحكمون بما أنزلناه في كتاب الله لكونهم جعلناهم حفظة عليه وهم الذين يشهدون بأنه من عند الله وهذه أوصاف مهمة جدا جدا في تنصيب الحكام ، إذ أن الخلافة في الحكم يتولاها العلماء والعلماء وحدهم ، وهذه أوصاف من أوصافهم ، الحافظين لكتاب الله العالمين بما أنزل الله فيه ، فلو قدر لهذه الأمة أن تقف وراء إمامها فلا يخلفه بعده أبناؤه ولا أقاربه ولا حاشيته وأصحابه إذ ليست هذه المعاييرالتي أنزلها الله وليست هذه الأوصاف التي تحكم بين الناس ، فالذي يحكم بين الناس هو العلم ، ويجب أن تكون الأمة صارمة في هذا الباب ولا تخاف في الله لومة لائم .
ــ [ فلا تخشووا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون ] هذا الجزء يتكلم عن الحكام ، إن الذي يمارس الحكم أي القضاء يتعرض لمضايقات كثيرة  وضغوط  شديدة ، وإذا خشي الناس فسيركن لهم وسيحكم بغير ما أنزل الله ، ولهذا يحذرالله الحكام فيقول لهم [ فلا تخشوا الناس واخشون ]  ففي هذا المنصب يمكن للحكام أن يصبحوا أغنياء بين عشية وضحاها  فالرشاوى تتدفق عليهم من كل باب ، وتصبح لديهم علاقات كبيرة مع الشخصيات البارزة في المجتمع ، فهذه المكاسب الدنيوية تجعل الحكام أي القضاة يحرصون كل الحرص على المحافظة عليها والمزيد منها وبالتالي تدفعهم إلى الحكم بغير ما أنزل الله ، ولهذا يحذرهم الله فيقول لهم [ ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا  ] أي احذروا أن تقعوا في مثل هذا فتحكموا بغير ما أنزل الله ، وبعد أن نبه الحكام وحذرهم أصدر حكما على الذين لا يحكمون بما أنزل الله فقال [  ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون  ]  وهنا أطرح سؤالا وأقول ماذا أنزل الله  ؟  لأن كثيرا من الناس يتكلمون بهذه الآية وهم يقصدون الحكم بالكتب التي صنعها آباؤهم
وما أنزل الله بها من سلطان ، إن الذي أنزله الله هوالكتب المنزلة المعروفة وفي هذه الآية يتكلم عن التوراة  
ــ [  وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ، والعين بالعين ، والأنف بالأنف ، والأذن بالأذن ، والسن بالسن ، والجروح قصاص ، فمن تصدق به فهو كفارة له ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الظالمون  ]  هذا أصعب حكم أنزله الله وهو حق ، وننتبه جيدا إلى قوله في البداية [  وكتبنا عليهم فيها ]  أي كتبنا عليهم في التوراة وهو الكتاب المنزل في ذلك الوقت ، فالحكم محصور في الكتاب المنزل ، ولا يمكن لأي قضاء أن يكون عادلا في هذا الباب حتى تعوض النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف ... ومن لم يحكم بهذا الحكم فهو من الظالمين وهو ما حكم به الله في النهاية بقوله [  ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الظالمون  ]  كل هذا الكلام كان عن التوراة وأهلها ، ولنتابع ما قاله عن النصارى بعد ذكر الآيات السابقة .
ــ  [  وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة ، وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه التوراة وهدى وموعظة للمتقين ، وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الفاسقون  ] فالآية تبين أن الله أرسل عيسى على آثار النبيين الذين كانوا قبله أي بمعنى يسير في الطريق الذي رسمه الله للنبيين من قبله فهو يمشي على آثارهم وهذا يعني أن الحكم في النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف .... لا يتغير ، وأن هذا الحكم كان أيضا في الإنجيل وهو قوله [  وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة  ] والتصديق لما في التوراة يشير إلى الحكم في الإنجيل بما ذكر فيها سابقا ولذا أتبعه بقوله  [  وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه  ] أي أنزل أحكاما عديدة فيها ومن بينها ما ذكر سابقا من النفس بالنفس وغيرها ، وهنا أيضا يوضح المرجع الذي يجب الحكم به فيؤكد على الإنجيل للنصارى فهم أهل الإنجيل ويؤكد بقوله  [ بما أنزل الله فيه ] لا في غيره ، فالآية واضحة كل الوضوح ، فالكتاب المنزل على القوم هو مرجعهم في الحكم ، تكلم الله عن التوراة والحكم بها ، ثم تكلم عن الإنجيل والحكم بها ، ولنستأنف ما قاله عن القرآن .
ــ  [  وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ، فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبؤكم بما كنتم فيه تختلفون  ] فقوله [ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ] أي أنزلنا إليك القرآن وهو يؤيد ما جاء في التوراة والإنجيل من الأحكام التي أنزلها الله للحكم بها وهو يشير بذلك إلى النفس بالنفس والعين بالعين ....الى آخره لأن هذا هو أصعب حكم على الحكام ، فإذا التزم الحكام بهذا هانت عليهم الأحكام الأخرى ، وهذا الحكم فيه صيانة كبيرة للنفس البشرية التي لا يمكن تعويضها أو تعويض جزء منها ، فقد أعطى الله قيمة كبيرة جدا للنفس البشرية ومن تدبر القرآن يتضح له ذلك ، وأعلى قيمة في هذه الأحكام هي النفس بالنفس والعين بالعين ....إلى غير ذلك ولذا جاء ذكر هذا الحكم دون سائر الأحكام الأخرى في هذا الجزء من القرآن الذي يتناول موضوع الحكم والحكام ، نواصل ما يقوله الله عن القرآن  [  فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ] فالخطاب موجه للنبي وهو يأمره بأن يحكم بما أنزل الله أي يحكم بالقرآن لأمة القرآن ، وهذا واضح ولا يحتاج إلى توضيح أكثر من ذلك ، فالنبي أمره الله أن يحكم بالقرآن ، ويؤكد الله على الحكم بالقرآن ويقول له مرة أخرى  [  وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ، فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون ، أفحكم الجاهلية يبغون ، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ] ينهي الله موضوع الحكم والحكام بالآية الأخيرة حيث يشدد فيها كثيرا على الحكم بما أنزل الله ولم يترك أي مجال للجدال في هذا الموضوع ولو في جزء صغير من القرآن وهو قوله [ وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ] ثم يتكلم عن الذين لا يريدون الحكم بما أنزل الله أنه يريد أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ، ويبين أيضا أن كثيرا من الناس لا يريدون الحكم بما أنزل الله لأن الأكثرية فاسقة أي خارجة عن طاعة الله وهو قوله [ وإن كثيرا من الناس لفاسقون  ] فالأكثرية تريد حكم الجاهلية ، والقليل الذين يوقنون بأن الله أنزل هذه الأحكام في كتابه وأن الحكم بها هو المفروض وهو أحسن من أي حكم آخر وهو قوله [  ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون  ] والذي يلاحظ من هذا الجزء الكبير من القرآن أن الله ركز من البداية إلى النهاية على الحكم بما أنزل الله وكرر هذه النقطة عدة مرات للأهمية الكبيرة التي أعطاها للحكم بالكتاب المنزل ، ونلاحظ أيضا أن الله أعطى تحذيرات عديدة وأصدر أحكاما غليظة في حق العلماء الذين لم يحكموا بما انزل الله فقال عنهم هم الكافرون وقال عنهم هم الظالمون وقال هم الفاسقون ليخوفهم حتى لا يجرأ أحدهم فيحكم بغير ما أنزل الله ، ونلاحظ أيضا أنه تكلم عن الكتب الثلاث التي أنزلها ، فتكلم عن التوراة وأهلها وكيف أمرهم بالحكم بها ثم تكلم عن الإنجيل وأهله وكيف أمرهم بالحكم به وتكلم عن القرآن وأمرنا أن نحكم به ونتحاكم إليه ، فأهل التوراة لم يحكموا بها وأهل الإنجيل لم يحكموا به وكذلك المسلمون لم يحكموا به ونأخذ على سبيل المثال حد الزنى وماذا أنزل الله فيه وكيف يحكم فيه المسلمون باتفاق ، وهو الحكم الذي صنعوه في كتبهم ويريدون الحكم به على الناس وينسبون هذا إلى الله ورسوله زورا وبهتانا .

bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى