منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وزلفا من الليل

اذهب الى الأسفل

وزلفا من الليل Empty وزلفا من الليل

مُساهمة من طرف bennour السبت يناير 26, 2019 1:00 am

وزلفا من الليل


يقول الله سبحانه ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) ما معنى ( وزلفا من الليل )

ــ إن كلمة [ زلف ] تستعمل دائما بين شيئين اثنين ، فأينما تذكر إلا وتجدها تربط بين شيئين ، لنضرب بعض الأمثلة :
( ... وأزلفت الجنة للمتقين ... ) في هذه الآية هناك الجنة وهناك المتقين ، وكلمة [ زلف ] جاءت بينهما .
( ... ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ... ) في هذه الآية جاءت كلمة [ زلف ] بين الله والمشركين .
( ... فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ... ) في هذه الآية هناك العذاب وهناك الذين كفروا وكلمة[ زلف ] جاءت بينهما ، هذا ما تجده في عموم الكتاب ، كلمة [ زلف ] تأتي بين طرفين أو جهتين ، فهي دائما بين اثنين ، لذا فهي تأتي وصفا لهذه العلاقة بين الإثنين ، وليست إسما لشيء معين ، وأقرب المعاني لكلمة [ زلف ] هو القرب .

لنعود الآن إلى الموضوع ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) فالآية تبين مقادير الصلاة ومواقيتها ، فالطرف الأول من النهار صلاة ، والطرف الثاني من النهار صلاة ، ثم قال ( وزلفا من الليل ) وماذا يوجد بعد حرف الواو في كلمة [ وزلفا ] فهناك كلام مستتر بعد حرف الواو في ما معناه [ وأقم الصلاة مقدارا زلفا من الليل ] هذا ما يفهم من قوله ( وزلفا من الليل ) فكلمة زلفا ليست جمعا وإنما هي صفة للطرف الأول من الليل ، فالليل له طرفين أيضا ، أول الليل وآخره ، وقوله ( وزلفا من الليل ) يعني به الطرف الأول من الليل والذي هو قريب من النهار ، والآية التالية تشرح السابقة ، الآية ( ... أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر ... ) وهذه الآية تتطابق كليا مع سابقتها ، وهذا يعطي زيادة في التوضيح ، فالجزء الأول من الآية ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) يشترك فيه الطرف الآخر من النهار ويليه الطرف الأول من الليل ، وهذا الأخير يعني الجزء الأول من الليل هو المعني بالأمر في قوله ( وزلفا من الليل ) وبالتالي فهو وصف للطرف الأول من الليل ، وهذه الآية تبين بأن هذا الطرف ليس مجزءا ، بل هو مستمر وعنده نهاية فهو يبدأ من بداية الليل وينتهي بغسقه ، فلا يمكن القول بأن كلمة [ زلفا ] تعني أجزاء من الليل .

ــ بعض التوضيحات
إن الفجر مجال من الوقت وليس نقطة من الوقت كما يتخيل البعض ، فمنذ أن يبدأ النهار إلى أن تطلع الشمس بازغة كل هذا يسمى الفجر ، فالفجر مجال من الوقت ، ونفس الشيء بالنسبة للعشاء ، فهي مجال من الوقت وليس بداية لوقت معين ، فصلاة الفجر هي مقدار من الوقت وصلاة العشاء هي مقدار من الوقت ، وهذه المقادير محددة ، فصلاة الفجر محددة بطلوع الشمس وصلاة العشاء محددة بغسق الليل ، نفس الشيء بالنسبة لقوله تعالى ( وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن بالعشي والإشراق ... ) فالعشي مجال من الوقت والإشراق مجال من الوقت ، والعشي في هذه الآية يعني ( لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) أي الصلاة في هذا الوقت أما الإشراق في الآية فيعني ( الفجر ) فمع بداية النهار تبدأ الشمس في الإشراق وتبقى تتقدم في الإشراق إلى حين تشرق ، وهذا المجال من الوقت هو الإشراق ، وهو وقت الفجر أي صلاة الفجر ، فالصلاة التي كان يصليها داوود هي نفسها التي صلاها إبراهيم ومن قبله ومن بعده من الأنبياء ، وهي نفسها التي صلاها نبينا والتي أمرنا الله بها وأنزلها في كتابه الكريم ، فالصلاة هي نفسها عند جميع الأمم على مر التاريخ .


.
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى