ليس للصيام نوافل ولا يجوز فعل ذلك
صفحة 1 من اصل 1
ليس للصيام نوافل ولا يجوز فعل ذلك
ليس للصيام نوافل ولا يجوز فعل ذلك
إن الصيام هو تحريم أنواع من الحلال مؤقتا بأمر من الله ، فلا يجوز للمرء أن يفعل ذلك من تلقاء نفسه في غير رمضان أي أنه لا يوجد صيام نافلة كما يقولون وهذا منكر، فمن صام من تلقاء نفسه في غير رمضان فقد حرم على نفسه مالم يحرمه الله وما لم يأذن به الله ، ومن ظن أن ذلك تقرب فهو ابتعاد ومعصية ، وما نسب إلى النبي من صيام الإثنين والخميس وأيام التشريق فهو افتراء عليه ، فلم يفعله ، ولا فعله أحد من الأنبياء ، ولا أحد من الصالحين وتفحص القرآن كله فلن تجد أحدا فعل هذا أبدا ، ولن تجد ترغيبا من الله في هذا الباب إطلاقا ، رغم أن الله رغب الناس كثيرا في التقرب إليه ، وضرب أمثلة كثيرة عن الأنبياء والصالحين في الأعمال التي يتقرب بها إليه ، فتجد آيات عديدة عن صلاة التطوع ، وتجد آيات عديدة عن الإنفاق في سبيل الله وإخراج الصدقات تطوعا ، ولكن إذا بحثت عن صيام التطوع فلن تجد ولا آية واحدة عنه ، ومن حث الناس على صيام أيام معينة فقد حثهم على تحريم حلال لم يأذن الله به ، ومن نسب ذلك لأي نبي من الأنبياء فقد كذب عليهم وكذب على الله وقال على الله ما لم يعلم ، فاحذروا خطوات الشيطان إنه يأمر الناس بالفحشاء والمنكر وأن يقولوا على الله ما لا يعلمون ، واحذروا قوله تعالى ( يا أيها الذين لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) سواء كان التحريم مطلقا أو مؤقتا أو تقربا أو كيف ما كان ، فالصيام في غير رمضان فهو للكفارات ، وذلك عندما يقوم الفرد ببعض المخالفات أو الأخطاء التي عينها الله وجعل الصيام كفارة لها ، ويستعمل الصيام كحل عند نفاذ حلول أخرى ، وهذه أمثلة عن ذلك .
ــ الصيام كفارة في الظهار
يقول عز وجل ( واللذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ، ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير ، فمن لم يجدفصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ، فمن لم يستطع فإطعام ستين
مسكينا )
ــ الصيام كفارة في القتل الخطأ
يقول سبحانه وتعالى ( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا ، وإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة ، وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة ، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله ، وكان الله عليما حكيما )
ــ الصيام كفارة في قتل الصيد من طرف المحرم
يقول سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ، ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم ، يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره )
ــ الصيام كفارة في اليمين
يقول الحكيم العليم ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ، ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ، فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام )
ملاحظة
حسب علمي إن صيام شهر رمضان هو كفارة للتجاوزات والأخطاء والذنوب التي نرتكبها ولا نعلمها ، منها ما يرتكبه المرء متعمدا ، ومنها ما يكون خطأ ، ومنها ما يكون سهوا ، فقد جعل الله كفارة لذلك صيام شهر عدته 30 يوم يجب إتمامها ، ولهذا وجبت على المسافر والمريض إتمامها ولو في غير رمضان ، فعليه أن يتم العدة وهي 30 يوما ، ومن لم يستطع القيام بذلك يطعم عددا من المساكين تماما كما يفعل في الكفارات الأخرى ، وإنما شرع هذا الصيام في رمضان لأن ليالي هذا الأخير مباركة بمناسبة نزول الكتاب وبالتالي الهداية والرحمة في هذا الشهر فجعل ذنوب السنة تكفر في هذا الشهر وهذا من تعظيم هذا الشهر أي من تعظيم لياليه وخصوصا الليلة المباركة وليس لتعظيم الصيام ، فقد عظم الله ليلة القدر ولم يعظم يومها فقال ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ) فقوله وما أدراك ما ليلة القدر هو تعظيم لهذه الليلة مستثنى منها النهار، ثم قال إن هذه الليلة خير من ألف شهر وهذا يبين مقدار عظمة هذه الليلة ، فبركة هذا الشهر مقتصرة على لياليه وصيام نهاره هو لتكفير الذنوب ، فالصيام جاء في هذا الشهر ليستفيد من لياليه .
ملاحظة ثانية
علينا أن نفهم شيئا ، نريد أن نتقرب إلى الله ، فهل نتقرب إليه هكذا من تلقاء أنفسنا أم نتقرب إليه كما أنزل إلينا ، فالذين لم يتبعوا ما أنزل الله ضلوا بما ظنوا أنهم يتقربون به إلى الله ، فالأصنام مثلا وأشكالا أخرى من العبادات اتخذوها وظنوها تقربهم إلى الله ، يقول سبحانه ( ... فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة ، بل ضلوا عنهم وذلك أفكهم وما كانوا يفترون ..)
وهناك الكثير ممن يظنون أنهم يتقربون إلى الله بما يفعلونه من تلقاء أنفسهم لا مما أنزل الله ، وهناك من يتشقف في العيش ويعيش على الرديء ويأكل لقيمات يظن ذلك تقربا إلى الله ، فالتقرب إلى الله إذا لم يكن مما أنزل الله فهو معرض للضلال ولا ريب ، فالذي يحرم على نفسه الطعام وأنواع من الطيبات كيف يسمى هذا التحريم ، فالتحريم إذا جاء بأمر من الله وإرشاد منه يسمى صيام ، أما التحريم الذي يحرمه البشر على نفسه فكيف نسميه ، فهذا ليس صيام ، لأن الصيام يأتي التحريم مؤقتا لأنواع من الطيبات بأمر من الله وبإذنه ، فالذي يضرب عن الطعام فهل هو صائم ، والذي منع عنه الطعام في سجن مثلا فهل هو صائم ، وتخيل أنك قدمت طعاما لأحد فتجده قد حرمه على نفسه فتسأله وتقول له من حرم عليك هذا ، فماذا سيكون جوابه ، فإذا قال أنا حرمته على نفسي تقربا لله ، فالله لا يتقرب له بالمنكر ، وقد قال الله
( ... ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب .. ) فهذا تحليل وتحريم سواء تقول هذا حرام على الناس ، او تقول هذا حرام علينا ، او تقول هذا حرام علي ، فكل ذلك لا يجوز لأحد لا فعله ولا قوله ، وسواء كان عليه أو على الناس ، فلا يجوز لأحد أن يحرم ما أحل الله ولو كان مؤقتا ، ولا يجوز لأحد أن يحرم ما أحل الله لا على نفسه ولا على غيره ، فالتحريم والتحليل يأتي من عند الله ، سواء كان على الدوام أو مؤقتا ، فعندما تـأتي الناس وهي صائمة في رمضان وتسألها لماذا لا تتناولون كذا وكذا ، فالجواب يكون بسيط ، أن الله حرم هذا ، ويكون سمعا وطاعة لما أمر وأنزل الله ، أما أن تأتي قوما في غير رمضان وقد حرموا على أنفسهم أنواعا من الطيبات ، ولما تسألهم من حرم هذا ، فما عليهم إلا أن يقولوا نحن الذين حرمنا هذا على أنفسنا ، فهذا منكر وضلال كبير ، لذا فلا تجد أي نبي فعل هذا ولا تجد أي ترغيب من الله في هذا الباب ، ولا تجد ذرة من هذا في ما أنزل الله .
والسلام عليكم
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى