منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شهر رمضان شهر ثابت في فصل الشتاء

اذهب الى الأسفل

شهر رمضان شهر ثابت في فصل الشتاء Empty شهر رمضان شهر ثابت في فصل الشتاء

مُساهمة من طرف bennour الخميس ديسمبر 27, 2018 10:57 pm



شهر رمضان شهر ثابت في فصل الشتاء



فرضالله الصيام بقوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعكم تتقون )

عـد تــه
عدة الصيام شهر لقوله تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه )

تعريف الشهر 
هوعدة زمنية لا علاقة لها ببداية الشهر القمري ولا بانتهائه يقول الله للتي توفى زوجها أن لا تعقد زواجا بعد وفاته حتى تنقضي عدتها وحددها بأربعة أشهر وعشرة أيام فقال ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ) فالأربعة أشهر هذه تنطلق من اليوم الذي توفى فيه الزوج فالتي يتوفى زوجها تبدأ في عدتها منذ وفاته ولا تنتظر طلوع القمر ولا غروبه .
مثال آخر في الظهار يقول الله فيه ( والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ) فالشهرين المذكورين يمكن أنطلاقهما من أي يوم كان ولا يعني أشهر قمرية ولا ينتظران الدورة القمرية بل هما عدة زمنية لا علاقة لهما بظهور ولا اختفاء القمر .
مثال آخر عن كفارة القتل الخطأ يقول الله فيه ( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة ، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله )وهنا أيضا الأشهر المذكورة لا علاقة لها بالأشهر القمرية بل تبدأ من أي يوم كان .
مثال آخر في المطلقة التي توقفت عنها الحيض والتي لا تحيض يقول الله في ذلك ( واللئي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللئي لم يحضن ) وهنا أيضا لا علاقة للأشهر المذكورة بالدورة القمرية ولا تعني هذه الأشهر بداية ونهاية القمر بل هي كلها عدة زمنية ، وهكذا كلما ذكر الله كلمة شهر في القرآن إلا وتجدها عدة زمنية لا علاقة لها بالقمر وهذا في القرآن كله .

تحديد عدة الشهر
بين الله عدة الشهر بأن جعل السنة تتكون من إثنى عشر شهر فقال ( إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض ) فلم يقل هذه شهور قمرية ولا شمسية ، إنما تقسم السنة إلى 12 جزء وكل جزء منها يسمى شهر وبالتالي إذا ما قسمنا 365 يوما وربع يوم على 12 سيكون الشهر يساوي 30 يوما وجزء من اليوم وهذه هي عدة الشهر بالضبط ، وبما أن الشهر في العبادة تكون عدته بالأيام فعدة الشهر هي 30 يوما ، فالشهر في التشريع عدته 30 يوما فمن أنقص منه يوما بعد هذا العلم فقد أنقص العدة وأضرب مثالا على هذا من كتاب الله وأذهب إلى كفارة الظهار التي قال الله فيها ( والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ) هنا في هذه الآية يتبين بوضوح ما ذكرته سالفا ، فكفارة الظهار هي تحرير رقبة ، فمن لم يجد يصوم شهرين متتابعين ، فمن لم يستطع صيام شهرين يكفر عن الشهرين بإطعام ستين مسكينا مقابل كل يوم مسكينا أي عدة الشهرين 60 يوما أي عدة الشهر الواحد هي 30 يوما ، فلو إبتدأ هذا الرجل صيامه متزامنا مع بداية الدورة القمرية لا نتهت دورتين قمريتين في 59 يوم ولكن صيامه لم ينته بعد ولا زال أمامه يوما لكي ينهي عدته وإلا فعدته غير كاملة وكفارته لم تتم كما لو أطعم 59 مسكينا مقابلها إذا لم يستطع الصيام فكفارته غير تامة أيضا حتى يضيف مسكينا آخر ، وكذلك الشأن بالنسبة للتي يتوفى زوجها ، فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام أي أربع مرات 30 يوما وعشرة أيام أي لو مات زوجها في يوم من أيام الشهر القمري لابتدأت عدتها من ذلك اليوم 30 يوما ثم 30 يوما ثم 30 يوما ثم 30 يوما ثم 10 أيام ، ولو تصادف موت زوجها مع بداية الدورة القمرية ثم انقضت أربع أشهر قمرية أي 30 يوما ثم 29يوما ثم 30 يوما ثم 29 يوما ثم أضافت عشرة أيام لكانت عدتها ناقصة ما لم تضف يومين آخرين لتتم العدة وإلا فعدتها ناقصة وكأنها اعتدت بأربعة أشهر وثماني أيام وهذه عدة ناقصة ، فعندما نتكلم عن الشهور في التشريع فإننا نتكلم عن العدة التي تحدد لنا الأيام بالضبط ولا نتكلم عن الوسيلة التي يقاس بها الشهور ، ولهذا لما يتكلم الله عن الشهور في القرآن تجد الكلام يدور حول العدة ولا يدور حول وسيلة القياس فيجب أن ننتبه جيدا لهذه النقطة ونفرق بين العدة ووسيلة القياس فالعدة أيامها مضبوطة بينة ومحدودة أما وسيلة القياس أيامها مبهمة فالشهور القمرية تتراوح بين 29 و30 يوم والشهور الشمسية المصطلحة تتراوح بين 30 و31يوم ، لكن الشهر في التشريع عدته مضبوطة وهي 30 يوما لا تتغير .

تعريف السنة
السنة هي دورة كاملة لفصل من الفصول ، فالسنة في التشريع هي دورة الفصول التي تعطينا عدة السنة وليس وسيلة القياس ونأخذ مثالا عن قوله تعالى في سورة يوسف << قال تزرعون سبع سنين دأبا >> فالسنة هنا هي دورة الفصول وليس وسيلة القياس ، فالسنة مرتبطة بالزرع أي الفصل ، ولأوضح هذه النقطة جيدا آخذ فرضية فأقول لو قال الله لنا ازرعوا خمسين سنة دأبا ، فلو استعملنا دورة الفصول سنزرع خمسين مرة ، ولو أخذنا وسيلة قياس كالسنة القمرية مثلا لزرعنا أكثر من خمسين مرة ولخرجنا عن العدة التي أمرنا الله بها ، فالسنة تكون دائما مرتبطة بالفصول ، ولو لم تكن هناك فصول لكانت الحالة الطبيعية ثابتة ولما فكر الإنسان في السنة ولما كانت سنة بهذا المقدار، ونجد الإنسان مرتبطا بالفصول إرتباطا كبيرا إن لم أقل كليا ، فكان من الضروري أن تكون السنة هي دورة الفصول وتسمى السنوات المتتالية للقحط بالسنين كما قال الله تعالى في سورة الأعراف << ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم 
يذكرون >> فالسنين هنا هي سنوات عديدة من القحط ، وهي دورات الفصول .

وسيلة القياس 
استعمل النظام الشمسي والنظام القمري لقياس السنوات وحساب عدد السنين ، وأدخل على كل منهما تعديلات لضبط السنة أي لضبط الفصول ، وكان النظام الشمسي أكثر ضبطا من النظام القمري حيث أن النظام الشمسي يبقى منه فارق ربع يوم كل سنة وأدخل تعديل عليه فجمع هذا الربع من كل سنة لمدة أربع سنوات حتى إذا صار الفارق يوما أضيف في السنة الرابعة ورجعت السنة إلى أصلها ولم تضطرب دورة الفصول ، وكذلك استعمل اليهود النظام القمري وبلغني أنه يوجد فيه تعديل عندهم حيث أنهم يجمعون الفارق من كل سنة والذي يقدر بحوالي 12 يوما وبعد ثلاث سنوات يرجعون السنة إلى أصلها لكي لا تضطرب الفصول ويستقر عدد السنين ، أما ما وقع عند المسلمين فقد أهملوا هذا التعديل حتى اضطربت الفصول فيما بينها ودخلت السنين بعضها البعض ، فإذا أخذنا ربيع الأول وربيع الثاني فهما شهران يرمزان لفصل الربيع بينما تجدهما يصادفان أي فصل من فصول السنة فتجدهما في الخريف وفي الشتاء وفي الصيف ، وكذلك بالنسبة لإحياء الذكريات ، ونأخذ المولد النبوي مثلا ، فإذا كان مولده في الربيع فإنك تجدهم يحتفلون به مرة في الربيع ومرة في الخريف ومرة في الشتاء ومرة في الصيف فكيف بإنسان يولد في الشتاء مثلا ويقام له عيد ميلاده في الصيف ، كل هذا بسبب إهمال التعديل ، فاليهود أقاموا التعديل على الشهور القمرية لأنهم يستعملونها في حساباتهم ، واستعملت النصارى النظام الشمسي في حساباتهم ورغم دقته أضافوا إليه تعديلات فأصبح أكثر ضبطا وتبنته البشرية جمعاء ، أما المسلمون فاستعملوا النظام القمري في حساباتهم وربما أدخلوا عليه تعديلا وأهمل في ما بعد وبقي مهملا ، ويظن الكثير أن الدين هو الذي يفرض هذه الوسيلة من القياس وينسبونها للعروبة فيقولون الشهر العربي بينما هي وسيلة قياس استعملها كثير من الشعوب ، ويبين الله لنا في كتابه أنه هو الذي لقن البشرية فكرة حساب السنين بأن قدر القمر منازل ونبه الإنسان على دوراته ليتمكن الإنسان من تقسيم السنة إلى 12 جزء ثم يدرك بعد ذلك أن أيام السنة 365 يوما فيدخل التعديل عليها ثم ينبهه إلى حساب آخر فينقله إلى النظام الشمسي فيرى مشارق الشمس في الشتاء على غير ذلك في الصيف فيتطلععلى استعمال النظام الشمسي فيراه أفضل ثم يدخل عليه بعض التعديلات فيصبح مثاليا ثم أخرج بعد ذلك الساعة فكانت هي الوسيلة الدقيقة للحساب وكل هذا جاء انطلاقا من القمر وذلك قوله تعالى في سورة يونس ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ) قد تكون هذه الآية تعني النظامين الشمسي والقمري أي بمعنى هو الذي جعل الشمس ضياء لتعلموا عدد السنين والحساب والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عددالسنين والحساب وقد يكون المعنى خاص بالنظام القمري وأرجح المعنى الأول لأن الله يقول في آية أخرى في سورة الإسراء ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوافضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب ) فآية النهار هي التي يبتغي الناس فيها من فضل ربهم وهي التي يعلموا بها عدد السنين والحساب أي استعمال النظام الشمسي ، وهذه الآية انفردت بالنظام الشمسي دون ذكر النظام القمري ، فقد أخبرنا الله من خلال هاتين الآيتين أنه أرشد الناس إلى استعمال الشمس والقمر لتعلم الحساب بصفة عامة وحساب عدد السنين بصفة خاصة ولم يلزمنا بأخذها خاما لا نجري عليها أي تعديل كما يرى المسلمون ظانين أن هذا من عند الله ، فالله لا يأمر الناس بالجهل . وكما قال الله عن الركوب ( والخيل والبغال والحمير لتركبوهاوزينة ويخلق ما لا تعلمون ) فالله يقول أنه خلق هذه الحياوانات لنركبها وهذا لا يعني أننا ملزمون بركوبها دون تطوير وسائل النقل ، وكذلك أرشدنا الله لوسائل تمكننا من معرفة الاتجاهات فقال ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون ) وهنا أيضا أرشدنا الله بهذه النجوم لمعرفة الاتجاهات سواء كنا في البر أو في البحر وهذه وسيلة قديمة ولم يلزمنا الله بها ، فقد أعطانا الله علما وجب علينا استعماله فخلق الله البوصلة وأعطانا وسائل أخرى نعرف بها الأماكن الأماكن البعيدة بدقة متناهية ولم نعد نحتاج إلى تلك الوسائل القديمة ، فإذا كان الناس الذين يسكنون في البلدان البعيدة عن الكعبة يتوجهون نحوها بخطإ 90درجة وكان ذلك جائز فلم يعد الآن كذلك إذا توفرت لديهم بوصلة تعطيهم اتجاه الكعبة بخطإ أقل من 5 درجات وإذا لاحظنا هذه الآيات نجدها تحمل نفس السياق 

( والخيل والبغال والحمير لتركبوها ) 
و ( والقمر قدرناه منازل لتعلموا ) 
و ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا ... ) 

فإنه يذكر الوسيلة ثم يقول لتفعلوا كذا وكذا ، وكل هذه الوسائل قابلة للتطور وتوجب العمل بما هو أدق ، فلم يجبرنا على التوقف عند الحمير ولا عند القمر ولا عند النجوم بل نستفيد من ما يعطينا من علم بعد ذلك ، فإذا ترتب ضرر ديني أو دنيوي مادي أو معنوي بسبب استعمال وسائل تقليدية مع وجود ما هو أدق فالفاعل الجاني مسؤول في ميزان الحقوق ، فمثلا إذا أبحرت باخرة ركاب واستعمل قائدها النجوم لمعرفة الطريق وترك الوسائل المتطورة المتوفرة فيها وضلت الباخرة الطريق وغرق أهلها فهو مسؤول على كل ما يقع في الدنيا والآخرة ولا يعذر إذا قال إن الله جعل النجوم لنهتدي بها ، وكذلك من أضل الناس باستعمال النظام القمري خاما دون أن يدخل عليه أي تعديل وأدخل الأحداث الدينية كلها ضمنه فأصبح لا يعرف أصلها وترتب عن ذلك ضرر فالفاعل مسؤول أمام الله .

شهر الصيام 
أمرنا الله بصيام شهر في السنة وبين لناهذا الشهر بقوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، فمن شهد منكم الشهر فليصمه ، ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم
تشكرون ) ذكرالله شهرا يعني عدة مقدارها 30 يوما كما بينت من قبل ولا علاقة له بدوران القمر وإنما هي عدة كما قال في آخر الآية ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) 
وكلمة رمضان هي وصف للشهر الذي يجب الصيام فيه وليست إسما لدورة من الدورات القمرية كما هو معروف اليوم .

بيان شهرالصيام 
إن هذا الشهر بينه الله وعرفه بنقطة هامة جدا جدا ، وهي أن الشهر الذي نصوم فيه هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن أي عدة من الأيام مميزة عن باقي الأيام ولا علاقة لها بالدورات القمرية ، فالأيام تمتاز عن بعضها البعض بالعوامل الطبيعية للأرض وليست لها أي ميزة إذا أسقطت على نظام غير مستقر لا يثبت الأيام في أماكنها ، فلما قال الله ( ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام أخر ) فالأيام الأخر هي أيام التعويض التي يقضيها المريض والمسافر وبحكم الضرورة فإنها ليست كالأيام التي فرض الله فيها الصيام ، فالأيام تمتاز عن بعضها البعض ، وتمتاز عن بعضها البعض بشكلها الطبيعي أي بحجم الليل والنهار والظروف المناخية من برد وحر فأيام الربيع ليست كأيام الخريف وليست كأيام الصيف وهكذا مع سائر الأيام ، تلك هي الميزات التي تميز أيام عن أخر ولا يوجد ميزات أساسية تميز الأيام عن بعضها غير هذه ، فرمضان يطلق على أيام مميزة بظروف مناخية معينة فهذه الأيام هي التي أمرنا الله بالصيام فيها ، ولماذا أمرنا الله بالصيام في هذه الأيام ؟ لأن الله أنزل القرآن في هذه الأيام ، وهذه الميزة الكبرى التي أصبحت تمتاز بها هذه الأيام ، فالأيام معرفة بظروف طبيعية معينة وبحدث كبير وهام جدا وهو نزول القرآن ، والذي يهمنا هو أن نبحث عن الوقت الذي أنزل الله فيه القرآن وبالتالي نصوم في هذا الوقت .

البيان 1
ــ يبين الله لنا أنه أنزل القرآن في ليلة مميزة عن باقي ليالي السنة ولا بد أن تكون هذه الليلة في فصل من الفصول ولا يعقل أبدا أن تكون في جميع الفصول فعلينا أن نبحث عن هذه الليلة والشهر الذي يضم هذه الليلة هوالذي يجب الصيام فيه .

البيان 2
ــ يقول الله عز وجل ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل امر ، سلام هي حتى مطلع الفجر ) إن الله يتكلم عن بركة هذه الليلة في السورة كلها ، وكأنه يقول كم هذه الليلة مباركة عندي ( وما أدراك ما ليلة القدر ) إن هذه الليلة مباركة جداجدا لدرجة قدر بركتها بأكثر من ألف شهر فهي ليلة مميزة عن الليالي كلها وفيها خير كبير ، وهذا الخير الكبير يتمثل في شيء واحد وهو رأس كل الخيرات ألا وهو نزول الرسائل من عند الله إلى عباده في الأرض وهي هداية البشر وهي أكبر نعمة على الإطلاق ، فالرسائل كلها تأتي في هذه الليلة ويأتي بها جبريل وهو الذي يسمى بالروح وتنزل معه الملائكة وذلك قوله ( تنزل الملائكة والروح فيها ) 
وقوله ( بإذن ربهم من كل أمر ) أي كل الرسائل ينزل بها جبريل ومعه الملائكة في هذه الليلة بإذن من الله ، فكل الكتب التي أنزلها الله نزلت في هذه الليلة ، وتنتهي هذه الليلة بسلام مع طلوع الفجر ، فكل هذا الخير وكل هذه البركات وهذا السلام بسبب نزول الرسائل في هذه الليلة ومن ضمنها هذه الرسالة الأخيرة ألا وهي القرآن ، ويدعم ما قيل في سورة القدر ما جاء في سورة الدخان من قوله تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ) أي إنا أنزلنا القرآن في ليلة كثيرة البركة إنا كنا منذرين الناس من قبل وكذلك أنزلنا إليكم هذا القرآن لننذركم أنتم أيضا ثم يقول بعد ذلك ( فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا ، إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ) فيها يفرق كل أمر حكيم أي كل الرسائل تنزل في هذه الليلة فأصبحت هذه الليلة مخصصة لنزول الرسائل ويضيف تأكيدا آخر فيقول إنا كنا مرسلين رحمة من ربك أي كنا نفعل ذلك من قبل بإرسال الرحمة إلى الناس في هذه الليلة وهذا يزيد تعظيما لبركة هذه الليلة ، وقد نال من بركة هذه الليلة الليالي المجاورة لها فكانت بذلك شهرا أمر الله بصيامه ، فالشهر كله أصبح مباركا بسبب تلك الليلة .

البيان 3
ــ إن الله بارك في الليل على النهار ، فالصلاة مفتوحة طول الليل بينما لاتوجد صلاة في النهار حسب ما بينت من كتاب الله من قبل إلا ما كان في طرفيه عند اختفاء الظل ، والرسائل نزلت في ليلة القدر أي في الليل وجعلت تلك الليلة سلاما إلى مطلع الفجر واقتصرت البركة على الليل فقط دون ذكر النهار رغم أن تلك الليلة لها نهارها، فكلما كان الليل أطول كلما كانت البركة أكثر وزاد الملائكة مكوثا ، وأخذ السلام وقتا أطول ، وهذه الضيافة التي يقوم بها الملائكة إلى الأرض ومعهم جبريل لا تأتي إلا نادرا جدا فكان أحرى بتلك الليلة أن تكون أطول ما أمكن لأن كل شيء سينتهي مع قدوم النهار وبالتالي فالنهار هو الذي يكون حدا لهذه الليلة فكلما كان هذا الحد أبعد كلما طال السلام وكثرت البركة .
ونلاحظ أيظا أن الإسراء جاء في الليل وهذا من مباركة الليل على النهار .
ونلاحظ أيضا أن الله وعد موسى أربعين ليلة ولم يقل أربعين يوما رغم أن لكل ليلة نهارها وذلك قوله تعالى ( وواعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ) وكلما ذكر هذا الوعد ذكره بهذا الوصف أي بالليالي فقط دون ذكر النهار، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الله يفضل الليل على النهار ففيه ينزل الرسائل ، وفيه يضرب الوعود ، وفيه يكلم أنبياءه ، ففيه كلم موسى تكليما ، وفيه يرغب الناس على الصلاة كما قال في كثير من الآيات كقوله ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) إن قوله ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون )يثني عليهم لأنهم كانوا يمضون كثيرا من الليل في الصلاة وكأنه يريد قيام الليل كله ، وكذلك قوله في وصفه عباد الرحمان ( وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) وهنا أيضا قوله يبيتون تعني معظم الليل ، فالله يحب الإكثار من الليل في الصلاة ، وبهذا كان يأمرنا على لسان نبينا فقال له ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ) يريد منا قيام قدرا كبيرا من الليل وكذلك قوله تعالى في ترغيب جميع المؤمنين 
بقوله ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه ) وهذه الآيات التي ذكرتها تبين بوضوح أن الليل ذو قيمة عظيمة عند الله وفيه خير كبير لمن أحسن استعماله وعرف قدره ، فالليل مبارك فيه على النهار فالليلة الطويلة أفضل وأكثر بركة من الليلة القصيرة فكلما كان الليل أطول كلما كان أكثر بركة ، إذن فالليالي الطوال أكثر بركة من الليالي القصيرة وبالتالي ليلة القدر التي نزل فيها القرآن والتي خصصت لنزول الرسائل كلها مع نزول الملائكة والأمين جبريل والتي تكون ليلة سلام لا بد وأن تأخذ مكانها ضمن هذه الليالي إذن فشهر الصيام يكون في هذه الليالي الطويلة ابتداء من 6 ديسمبر إلى 5 جانفي ، ولعل أطول كل هذه الليالي هي ليلة القدر والتي تصادف 21 ديسمبر أو تكون أقرب منها ، فليلة 21 ديسمبر هي التي ينتهي عندها الليل في الإمتداد وهي التي يبدأ عندها الليل في التراجع . 
فهذه الليالي الطوال تقع في فصل الشتاء فشهر الصيام يكون في فصل الشتاء وكلمة رمضان يكون معناها إما الليالي الطوال أو الليالي الباردة أو شيء من هذا القبيل ، إذن فالرسائل كلها نزلت في فصل الشتاء ، لنبرهن على ذلك ، بالنسبة لنبي الله موسى عندما كان راجعا مع أهله من مدين آنس من جانب الطور نارا فقال لأهله امكثوا وأراد أن يذهب إلى مكان النار ليأتي بقبس منها ليستدفئ بها أهله وهذا يعني أن الطقس كان باردا ويتناسق مع فصل الشتاء فلما ذهب كلمه الله وأخبره بأنه رسول من عنده في تلك الليلة أي من فصل الشتاء قال الحكيم العليم ( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا ، قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ) ( 29 س القصص )
إذن موسى كلمه الله في فصل الشتاء وتلك هي بداية الرسالة .

وبالنسبة للمسيح فإنه كان نبيا عند ولادته وقد أعلن ذلك بقوله لما جاء في سورة مريم ( قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ) فولادته هي بداية الرسالة ولا بد أن تكون في الليالي الطوال من فصل الشتاء ، ولعل النصارى أقرب في ذكرى احتفالهم بمولد المسيح لما جعلوه في 25 ديسمبر وهو أقرب من 21 ديسمبر أطول الليالي ، وهم يحتفلون بالليل ولا يحتفلون بالنهار، فاحتفالهم هذا لا يختلف مع كتاب الله وذلك ربما لإستعمالهم النظام الشمسي مع التعديل مما يثبت الأحداث في أماكنها ، فهم يحتفلون في الشتاء وفي الليالي الطوال وقريبين جدا من 21 ديسمبر أطول الليالي .

أما بالنسبة للقرآن وفي أي فصل نزل ؟ نتابع ما قاله الله في سورة المزمل إذ يقول ( ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ، إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) 
خطاب الله للنبي بقوله ياأيها المزمل يفيد أن النبي كان نائما ومتغطيا في فراشه وهذا يعني أن الليلة هذه كانت باردة أي في فصل الشتاء ، ومما يدل على أن هذه السورة نزلت مع بداية نزول القرآن قولهتعالى 
( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) فكلمة سنلقي تفيد المستقبل القريب وكأن القرآن لم يلق عليه بعد أي أن القرآن في بداية نزوله ، وكأنه يقول له إنه آتيك قولا ثقيلا في المستقبل القريب فاستعد لهذا القول الثقيل وقم من فراشك وابعد عنك هذا الغطاء الذي تستدفئء به وقم للصلاة وصل وقتا طويلا ، وليس كما يقولون أنه لما جاءه جبريل بالوحي أرعبه فرجع إلى بيته خائفا وقال لهم زملوني ، وجعلوا التزمل من الخوف بدل التزمل من البرد ، فهذه قصة مختلقة لإضلال الناس حتى لا يتمكنوا من معرفة الفصل الذي نزل فيه القرآن ، وكذلك كلمة رمضان التي يكون أقرب معنى لها هو الليالي الطوال أو الليالي الباردة فهذه الكلمة أيضا غيروا معناها فقالوا رمضان يعني الحر بدل البرد لصرف الناس عن معرفة الشهر الحقيقي الذي نزل فيه القرآن وما من شك أن كلمة رمضان كانت مفهومة ومعروفة لدى الناس وما من شك أنها كانت تطلق على الليالي الطوال أو الليالي الباردة ، وحسب ما أرى أن الشهور القمرية إن وجدت قبل الإسلام لم يكن ضمن أسمائها شهر يسمى رمضان ، لأن باسم كهذا يصبح الشهرمعرفا ولا يحتاج لذكر كلمة شهر قبله بأن قال الله شهر رمضان وكان يكفي أن يقال رمضان فقط لأنه معروف هذا من جهة ومن جهة أخرى لو كان هذا الشهر موجود ضمن الشهور القمرية لبدأوا التأريخ من هذا الشهر وليس بحادثة الهجرة التي إذا ما قورنت مع شهر نزل فيه القرآن لا تساوي شيئا ، وهل يعقل أن يبدأ التأريخ من حادثة الهجرة ويترك شهر نزلت فيه هداية البشرية ويعتبر أكبر نقطة تحول في تاريخ العرب خاصة والمسلمين عامة ، وهذا يؤكد على أن كلمة رمضان لم تكن تطلق على اسم أحد الشهور القمرية وكانت كلمة مستقلة تعني حالة طبيعية خاصة لا علاقة لها بالدورات القمرية ويبدو أنها أطلقت إسما على أحد الشهور بعد انطلاق التاريخ الهجري ، ومن الممكن أن يكون أدخل التعديل على الشهور القمرية فأصبحت السنة مستقرة ثم أدخلوا رمضان بعد ذلك ضمنها ثم جاءت فترة غفلوا فيها عن التعديل فأصبحت الفصول تدور وكل شيء أرخ بها أصبح يدورأيضا وخذ مثالا على ذلك المولد النبوي الذي أصبح يحتفل به في الصيف ، في الربيع ، في الشتاء ، في الخريف ، وكل هذا بسبب الغفلة عن التعديل ، ويبررون دوران شهر الصيام بقولهم يمتاز هذا الشهر بدورانه لكي يصوم الناس في جميع الفصول وهذه ليست ميزة هذا الشهر وحده بل أي شهر من هذه الشهور يمتاز بهذا إذ لو صام الناس في أي شهر من الأشهر القمرية كما تعرف اليوم لصاموا في جميع الفصول أيضا فلا ميزة لهذا الشهر على غيره من الشهور ولا فضل لشهر عن آخر . إن التعديل يتطلب تيقظا مستمرا على مدى السنين والذي يقوم بالتعديل هو من يرأس الناس ولا يمكن للتعديل أن يكون على مستوى الأفراد وإذا ما وقع خلل في الرئاسة وخصوصا إذا كانت فتنة أشغلت الحكم لإرساء نفوذه الذي لم يستقر عشرات السنين فلا يمكن للتعديل أن يستمر وبالتالي تصبح الشهور تدور ، ولا يهمنا متى وكيف حدث هذا التغيير ولا أحب أن أتطرق لتحليل انحراف الناس عن الصواب ، ومهما يقال في مجالات كهذه يبقى الخوض فيه مجرد احتمالات ، والذي يهمنا أن الشهر الذي نصوم فيه هو الشهر الذي نزل فيه القرآن ، وكما بينت للناس فهوفي فصل الشتاء في الليالي الطوال التي تنطلق من 6 ديسمبر إلى 5 يناير فهو شهر ثابت لا يتغير وذلك هو شهر رمضان تقدم من تقدم وتأخر من تأخر .

وهذه أسئلة لمن أراد الجواب عنها ، والأدلة مما أنزل الله .
ــ ما هو شهر رمضان ؟
ــ هل هو شهر ثابت أم متغير ؟
ــ في أي فصل نزل القرآن ؟



آخر تعديل bennour يوم 15-09-08 في 20:50.
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى