دابة الأرض التي ذكرها الله
صفحة 1 من اصل 1
دابة الأرض التي ذكرها الله
دابة الأرض
الدابة
يقول الله في شأن الدابة ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ، ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون ، حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ، ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) ( النمل) إن الله يخرج الدابة لتكلم الناس عندما يقع القول على الذين ظلموا أي يوم القيامة وليس في الدنيا وذلك واضح في تتابع الآيات التي جاءت تبين هذه النقطة بالذات في قوله ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون ، حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ، ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) ففي يوم القيامة يقع القول عليهم بما ظلموا وهذا واضح في آخر الآية .
ما هو الهدف والقصد من إخراج الدابة
فالهدف والقصد يكمن في تكلم الدابة وكلامها ، فكل من جيء به في ذلك اليوم ليقول كلاما إنما جيء به ليشهد شهادة وهذا هو الهدف من الإخراج والتكلم وإليك أمثلة من ذلك قوله تعالى ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يعملون ) وقوله في آية أخرى ( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ، وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ) ويقول في آية أخرى
( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) والآيات كثيرة في هذا المجال ، إذن فإخراج الدابة في هذا اليوم جاء لتشهد على الناس أنهم كانوا لا يوقنون بهذا اليوم وما يصدر فيه من ثواب وعقاب ، فإخراجها من الأرض وشهادتها على الناس يدلان على أنها كانت موجودة في الحياة الدنيا وأنها كانت لها علاقة بالناس ، فما هي هذه الدابة ياترى .
من الدواب التي نعرفها والتي يتعامل معها الناس ما ذكره الله في كتابه بقوله ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم ، والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ، ويخلق ما لاتعلمون )
فقوله ( ويخلق ما لاتعلمون ) يفتح الباب أمام دواب أخرى يخلقها الله لفائدة الإنسان ، فالخيل والبغال والحمير خلقها الله لفائدة البشرية فكانت هي الوسيلة الأساسية في التنقلات وحمل الأثقال وما إلى ذلك من المنافع ، ولما أسبغ الله نعمه على البشرية وأصبحت تلك الدواب لا تلبي حاجات الناس خلق الله دوابا أخرى أشد قوة وأكثر صلابة وهو ما نشاهده اليوم من سيارات وحافلات وقطارات وأنواع أخرى عديدة ومتعددة فهذه الدواب هي آيات من آيات الله تستوجب شكر الله في كل حين ، ومن المفروض أن يقف الناس عند هذه الآيات وهذه الدواب ويتدبروا قليلا ، عندها يعرفون أن الله هو الذي خلقها لأجلهم ورأفة بهم ، وإذا أفاقوا من نومهم عرفوا ما يلزمهم ، ومن الدواب التي خلقها الله والتي تمثل كل هذه الدواب هو الإنسان الآلي المزود بالكمبيوتر تلك هي الدابة التي سيخرجها الله بإذنه يوم القيامة ليشهد على الناس أنهم كانوا لا يوقنون بآيات الله ، فالكمبيوتر الذي هو عقل هذا الإنسان الآلي والذي يتم به خلق كل هذه الدواب لا يعمل إلا بشيء واحد وهو 0 و 1 مجتمعين ، فالصفر يستعمل كرمز لعدم الوجود والواحد للوجود ، وهذين الرقمين لم يأتيا عبثا بل أودعهما الله ليعتبر من يعتبر ، فقد جعل الله خيرا وبركة كبيرة في هذين الرقمين إذ أن الكمبيوتر يحول كل الأشياء إلى هذين الرقمين ، فاللغات التي يتكلم بها جميع أهل الأرض على اختلاف أنواعها يحولها الكمبيوتر إلى هذين الرقمين 0 و 1 والصور التي تلتقطها الكاميرات تحول إلى هذين الرقمين ليتم تخزينها ودراستها وكل العلوم التي تدخل الكمبيوتر من رياضيات وفيزياء وكيمياء وهندسة وميكانيك وحسابات وأحوال جوية وعلوم فلك وغير ذلك من العلوم كلها تحول إلى هذين الرقمين ليعمل بها الكمبيوتر ، فإنك ترى البركة الكبيرة التي جعلها الله في هذين الرقمين حيث مكتبة من مآت المجلدات يتم كتابتها بهذين الرقمين على أسطوانة صغيرة تحمل بين أصبعين ، فما من شيء عمل بهما إلا وأعطى نتائج جيدة رفيعة ومذهلة ، فالصور الممتازة والأداء الممتاز والصيانة الممتازة والضبط المتناهي والدقة والقوة وغير ذلك كثير إلا ويتم الحصول عليه إذا حول لهذين الرقمين ، فالعالم الصناعي يسعى سعيا كبيرا لتحويل كل التكنلوجيا إلى هذين الرقمين ولا يمكن الإستغناء عنهما ولا استبدالهما ولا يستطيع أحد فعل ذلك مهما بلغ من العلم ، إن هذين الرقمين هي شهادة
لا إلاه إلا الله ، إن 0 هو لا إلاه ، و 1 هو إلا الله وكما ذكرت سابقا فالرقمين 0 و1 ثنائية واحدة لا تنفصل وتسمى bit وكذلك لا إلاه إلا الله كلمة لا تنفصل ، وكما أن البايت لا يقبل الأرقام الأخرى ك 2 و3 و4 و فشهادة التوحيد لا إلاه إلا الله لا تقبل آلهة أخرى ، ولو كتبنا في النظام الذي يعمل به البايت 1+1+1 لا يساوي 3 بل يساوي دائما 1 وهذا لا يكون صحيحا ولا يقبل إلا في هذا النظام وكذلك لو جمعنا الآلهة كلها مهما تعددت لوجدنا إلا الله الواحد الذي تنطق به الشهادة السابقة ، وكما أن للإنسان لغة فكذلك للكمبيوتر لغة ولغته تتكون أساسا من هذا البايت ، وكما أن الإكثار من الذكر يزيد في الميزان وتكون عواقبه حسنة فكذلك الإكثار من البايت أي أن العمل بأربع بايت يزيد في وزن وقوة البرنامج ويعطي نتائج أحسن من العمل ببايت أو إثنين وهكذا ، فالعمل ب 64 بايت يزيد في الوزن وقوة البرنامج ويعطي نتائج جيدة مقارنة بالعمل بأقل من ذلك ، فهذه الشهادة هي شهادة التوحيد وهي أساس كل شيء في الكون وعليها قامت كل الأديان التي أنزلها الله وهي التي يقع التركيز عليها والراسخون في العلم يعلمون بهذا ، فكل المخلوقات تشهد بهذا طوعا أو كرها فهي شهادة شهد الله بها على نفسه كما قال في كتابه الكريم ( شهد الله أنه لا إلاه إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ، لا إلاه إلا هو العزيز الحكيم ) ، إذن فالكمبيوتر هو الدابة التي سيخرجها الله غدا يوم القيامة في شكل إنسان آلي ليشهد على الناس أنه كان يوحد الله وأنه كان يبين لهم عظمة الله وحقيقة التوحيد في ما ينجز لهم من خوارق وعجائب وآيات واضحة ملأت الدنيا فيشهد عليهم أنهم لم يكونوا من الموحدين فلم يؤمنوا بتلك الآيات ولا بما أنزل الله عليهم ، هذا رأيي وعقيدتي في الدابة عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا والله أعلم .
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
مواضيع مماثلة
» الصلاة الوسطى التي أنزل الله
» الحوار مع السلفية حول الصلاة التي أنزلها الله في منتدى التوحيد رقم 03
» الأعمال التي يقوم بها في الحج
» كذب على الله من قال إن الحكمة هي السنة
» الجلباب في كتاب الله
» الحوار مع السلفية حول الصلاة التي أنزلها الله في منتدى التوحيد رقم 03
» الأعمال التي يقوم بها في الحج
» كذب على الله من قال إن الحكمة هي السنة
» الجلباب في كتاب الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى