قوله الله لعيسى ابن مريم إني متوفيك
صفحة 1 من اصل 1
قوله الله لعيسى ابن مريم إني متوفيك
إني متوفيك
سؤال طرح في هذا المجال وهذا جوابي عليه ، يقول السائل :
الا تستطيع تأويل قوله تعالى ( إني متوفيك ) بأن الو فاة هنا معناهاالنوم؟كقوله تعالى ( الله يتوفى الْأَنفس حين موتها والتي لَم تمت في منامها )
الجواب
ــ إن وفاة عيسى بمعنى النوم مستبعد للأسباب التالية :
1 ) إن عيسى ابن مريم كان ينام مثله مثل سائر البشر ، أي أن الوفاة بمعنى النوم فقد توفى الله عيسى آلاف المرات مثل هذه الوفاة ، وهذا شيء عاد ، ولا يتناسب هذا مع الخبر الذي أخبر به عيسى بأن الله متوفيه ، وهذا يعني أن الوفاة في هذا الخبر تعني الوفاة بمعنى نهاية الأجل .
2 ) إن الوفاة بمعنى النوم هي وفاة مؤقتة ، وتتطلب ذكر التوقيت لتتميز عن الوفاة التي تعني نهاية الأجل ، ففي الآية ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ) ذكر الله الوفاة مرتبطة بالنوم الذي هو توقيتها لتعريفها وللتمييز بين الوفاتين ، وكذلك في الآية التي يقول فيها ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) فقد ذكر الوفاة مرتبطة بالليل أي ذكر التوقيت الذي يتماشى معها ويعرفها ، فهي دائما تحتاج للتعريف ، بينما الوفاة التي تعني نهاية الأجل فإنها معروفة وهي المعنية دائما ولا تحتاج لتعريف ، كقوله تعالى ( ... ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ... ) فهذه الوفاة معروفة ، وأنها تعني نهاية الأجل ، ولا تحتاج لتعريف ، وكذلك قوله ( إني متوفيك ) فهذه الوفاة جاءت غنية عن التعريف ، أي بمعنى الوفاة المعروفة والتي تعني نهاية الأجل .
3 ) إن الوفاة التي تعني النوم قابلة للتجديد ، على عكس الوفاة بمعنى الأجل فهي مرة واحدة ، علما أن عيسى ابن مريم سيقول لله يوم القيامة ( ... فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ... ) هذا الكلام سيقال يوم القيامة ، وهذه وفاة واحدة يتكلم عنها عيسى ولم تجدد له إلى يوم القيامة ، وهي الوفاة التي أخبره الله بها بقوله ( إني متوفيك ورافعك إلي ) وفاة واحدة لم تجدد إلى يوم القيامة ، إذن فهي نهاية الأجل .
4 ) إن الوفاة إذا ذكرت في شخص فإنها تعني نهاية أجله ، أما الوفاة التي تعني النوم فإنها تأتي على شكل العموم ، وقوله ( إني متوفيك ) جاءت مشخصة أي بمعنى نهاية الأجل .
5 ) إن الوفاة بمعنى نهاية الأجل ينقطع معها العلم بما يجري في الدنيا نهائيا ، ولا يعلم بشيء من ذلك حتى يأتي يوم القيامة ، وهذا ما حدث بالفعل مع عيسى ابن مريم لما سأله الله عن قومه وما فعلوه في الدنيا كان جوابه ( ... وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ... ) إذن فقد انقطع عنه العلم بما يجري في الدنيا بعد وفاته ولم يعلم بأي شيء حتى جاء يوم القيامة وفوجئ بما فعله قومه بعده في الدنيا ، إذن فوفاته كانت هي نهاية أجله .
آخر تعديل bennour يوم 20-08-08 في 21:54.
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى