أطيعوا الله والرسول
صفحة 1 من اصل 1
أطيعوا الله والرسول
التاريخ : 25/03/2007
أطيعوا الله والرسول
تكمن الطاعة في أمرين ، طاعة في التسيير ، وطاعة في التشريع .
1 ــ الطاعة في التسيير
هناك تسيير يقوم به الأنبياء مع المؤمنين ، فهم يقومون بتسيير شؤون المؤمنين وتنظيمهم كلما تطلب الأمر ذلك ، فالإشراف على حرب مثلا يتطلب تسييرها ، وهم الذين كانوا يشرفون على الحروب التي كانت تدور بينهم وبين أعدائهم ، والحروب هي التي تعكس حقيقة الطاعة ، وأكبر امتحان للطاعة هو في هذه المواقف ، وهذه الطاعة هي طاعة في التسيير ، وتجدها عند كافة الشعوب ، مؤمنين كانوا أم كفارا ، وكثيرا ما يذكر الله هذه الطاعة كقوله تعالى ( ... طاعة وقول معروف ، فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ... ) فهذه الطاعة مثلا ، هي طاعة في التسيير ، ولنرجع إلى الوراء لنتأكد من ذلك ، حيث يقول الله سبحانه ( ... ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة ، فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ، فأولى لهم ، طاعة وقول معروف ، فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ... ) أرأيت كيف أن الآية تتكلم عن التسيير ، وأن هذه الطاعة طاعة في التسيير ، ولا تعني أبدا أن الرسول يشرع للناس ، ولنأخذ مثالا آخر ، يقول سبحانه وتعالى ( ... وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن ، قل لا تقسموا طاعة معروفة ... ) وهذه أيضا طاعة في التسيير ، ولا تعني أن الرسول يشرع للناس ، ولنأخذ مثالا آخر ، يقول سبحانه وتعالى ( ... فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ... ) وهذه الآية يستعملها الكثير من المضلين ، فهم يضلون الناس بها ، يحرفونها كما حرفوا غيرها بتغيير معناها وجعلها نازلة في ما يشرعون للناس ، ويوهمونهم أنها طاعة في التشريع الذي صنعوه ، والحقيقة هي طاعة في التسيير ، ولنرجع إلى الوراء الذي يخفونه عن الناس لكي تعرف حقيقة هذه الآية ، يقول سبحانه وتعالى ( ... إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ، فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم ، لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ... ) أنظر كيف أن الآية تتكلم بكل وضوح على أنها طاعة في التسيير بينما هم يخفون الشطر الكبير منها والموضح لها حتى يظن الناس أنها تعني التشريع الذي صنعوه ، وهكذا مع الكثير من الآيات التي تذكر طاعة الرسول ، فلا تجد أبدا أن الرسول يشرع للعباد ، بل ما صنعوه من تشريع لم ينزل الله به من سلطان فهو من صنع أيديهم والله ورسوله منه براء .
والآن نتكلم عن الطاعة في التشريع .
1 ــ الطاعة في التشريع
تتمثل الطاعة في التشريع في الأخذ بما أنزل الله ، ولا يوجد تشريع خارج هذا النطاق ، أي لا يوجد تشريع خارج ما أنزل الله ، فالرسول لا يشرع للعباد ، والله وحده الذي يشرع لعباده ، وذلك قوله سبحانه ( ... شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ... ) فقوله ( شرع لكم ) يبين بكل وضوح بأن الله هو الذي شرع لنا جميعا بما فينا النبي نفسه ، فالله هو الذي يشرع ، وما على النبي إلا أن يتبع الشريعة التي أنزلها الله ، وذلك ما أمره الله به في قوله سبحانه ( ... ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ... ) فانظر جيدا إلى قوله ( فاتبعها ) فالنبي وغيره من الأنبياء مأمورين بالإتباع ، ولا يمكنهم أن يشرعوا للعباد وهم مأمورون باتباع التشريع الذي أنزله الله ، وكل التشريعات التي لم ينزل بها الله فهي من تشريع الناس وليس من تشريع الرسول ، فالمشركون شرعوا لأتباعهم ما لم يأذن به الله ، وأنكر الله عليهم ذلك بقوله ( ... أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ... ) وماذا شرع المشركون يا ترى ، وأذكر من تشريعهم أنهم شرعوا قتل الأولاد ، وحرموا ظهور بعض الأنعام ، وأنعام أخرى لا يذكرون اسم الله عليها ، وغير ذلك من التشريع الذي لم ينزل به الله وإليك مثال عن ذلك ، يقول سبحانه ( ... وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ، ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ، وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمهما إلا من نشاء بزعمهم ، وأنعام حرمت ظهورها ، وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه ... ) هذه من بين التشريعات التي كانوا يشرعونها ، القتل الذي لم ينزل به الله ، والتحريم الذي لم ينزل به الله ، وهذا ما تفعله الأمم دائما ، تشريع القتل الذي لم ينزل به الله ، وتشريع التحريم والتحليل الذي لم ينزل به الله ، وخصوصا الذي يخالف التشريع الذي أنزله الله ، وهكذا تفعل الأمة الإسلامية ، شرعت من القتل ما لم ينزل به الله ، وحرمت ما أحل الله ، فقد شرعوا قتل النفس في كثير من المواطن ، في رجم الزاني مثلا ، وقتل الذي يغير اعتقاده من الإسلام إلى ديانة أخرى ، والكثير من القتل الذي تجده في قمع حرية التعبير مثلا ، وكثير من القتل الذي تجده في المصنفات الفقهية والذي لا يستند على ما أنزل الله بل على ما صنعوه من تشريع بقول فلان وفلان ، حتى أنهم شرعوا القتل بينهم فأصبح المسلم يقتل أخاه المسلم وهو ما يراه الناس صباح مساء على القنوات ، ولكم في العراق أحسن مثال ، ولو صدقنا ما كتبوه في تاريخهم لرأيت العجب العجاب في ما فعلوه بينهم ، علما أن الله حرم عليهم ذلك بقوله ( ... ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ... ) وشرعوا أيضا من التحريم ما لم يحرمه الله ، كتحريم خواتم الذهب ، وآنية الفضة ، وتحريم الحرير والديباج والإستبرق ، وغير ذلك ، ولم يحرم الله شيئا من هذا ، بل جعله الله حلالا وهم الذين حرموه ، إذن كل من يطلع على التشريع الذي صنعوه إلا ويلحظ هذا ، فإما أن يكون منهم فيصر على فعلهم وضلالهم ، وإما أن يتوب إلى الله فيرجع إلى ما أنزل الله ، وقليل قليل ما هم ، وكل قتل لم ينزل به الله ، أو تحريم شيء أحله الله فإنه ينطبق عليه قوله سبحانه ( ... أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ... ) فالنبي لم يشرع بذلك التحريم ولا بذلك القتل ، والطاعة في هذا التشريع هي طاعة الطاغوت وطاعة الشيطان تحت عنوان طاعة الرسول ، فليحذر المؤمنون من اتباع هؤلاء وترك ما أنزل الله ، وقد بين الله لكم وبينت لكم .
2 ــ الحدود
إن كل تشريع يرسم حدودا ، والطاعة تكمن في احترام تلك الحدود ، فيجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها ،وإليك بعض الأمثلة ، ولنأخذ قوله سبحانه ( ... الطلاق مرتان ، فإمساك بمعروف ، أو تسريح بإحسان ، ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ، فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما في ما افتدت به .. ) وماذا قال الله عن هذا التشريع ، قال بعد ذلك ( تلك حدود الله ، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ) أنظر إلى ما جاء في هذه الآيات من تشريع وكيف بين الله بأنها حدوده بقوله ( تلك حدود الله ) وانظر كيف بين عدم تعدي هذه الحدود بقوله ( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) ولنأخذ مثالا آخر ، يقول الله فيه ( ... أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ، هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ، علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم ، فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ، وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، ثم أتموا الصيام إلى الليل ، ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ... ) وماذا قال الله عن هذا التشريع ، قال بعد ذلك ( تلك حدود الله فلا تقربوها ) إذن فالتشريع يرسم حدودا يجب الوقوف عندها ، ولو كان الأنبياء يشرعون للعباد لكان لهم حدودا هم أيضا ، ولأمرنا الله بالوقوف عندها هي أيضا ، وانظر في كل التنزيل ، من أوله إلى آخره ، فلن تجد هذا أبدا ، بينما الذي تجده دائما هو حدود الله ، ولا تجد أبدا حدود رسول الله ، وهذا يزيد بيانا ووضوحا أن الأنبياء لا يشرعون للعباد ، فليس لهم تشريع وليس لهم حدود ، فلا حدود ولا تشريع إلا ما أنزل الله ، وإليك ما قاله الله عن الأعراب ليتبين لك أن الحدود والتشريع هو ما أنزل الله على رسوله ، فاتبع ما يلي : يقول المولى سبحانه ( ... الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ... )فتأمل قوله ( وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) أجدر أن لا يعلموا ماذا ؟؟ الجواب : أجدر أن لا يعلموا الحدود ، أي التشريع ، وماهية هذه الحدود ، هل هي حدود الله وحدود الرسول ؟ ماذا قال الله ؟ الجواب : ( حدود ما أنزل الله على رسوله ) فانظر جيدا لهذا الجواب ، فالله يبين بكل وضوح ماهية الحدود ويقول ( حدود ما أنزل الله ) ( على رسوله ) لقد ذكر الله نفسه وذكر رسوله وذكر الحدود ، وبين علاقة الحدود بينه وبين رسوله بأنها الحدود التي أنزلها على رسوله ، ولم يذكر حدودا لرسوله ، علما أن الأعراب لا يبالون بأي حدود ، فالله بين بأن الحدود هي واحدة وهي في ما أنزل الله ، وتخيل أن إخواننا المسلمين صنعوا تشريعا بعشرات المصنفات ومئات المجلدات وهي تعج بالحدود التي شرعوها فيها ، ومع هذا الكم الهائل من الحدود لم يذكر الله ولا واحدا منها ، دين كامل مصنوع لم يذكر الله ولا شيئا منه ، بينما الذي أنزله الله هو كتاب واحد ، فهو يتكلم عن الحدود التي أنزلها فيه ولا يتكلم عن أي شيء مما صنعه الناس في كتبهم ، ألا يفهم القارئ بأن التشريع هو فقط ما أنزل الله ، وكل ما صنع الناس يجب اجثتاته وحرقه ثم نسفه في البحر .
فقول الله ( ... أطيعوا الله وأطيعوا الرسول .. ) لا تعني أبدا أن الله له تشريع يجب طاعته فيه والرسول له تشريع يجب طاعته فيه ، بل التشريع هو ما أنزل الله ، وطاعة الله هي الاستجابة لله في ما يقول في هذا التنزيل ، وطاعة الرسول هي الاستجابة لما جاء به من التنزيل يدعو الناس إليه ، وأضرب مثالا للتوضيح أكثر أنزل الله في الميراث يقول ( ... يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ، فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك ، وإن كانت واحدة فلها النصف ، ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد ، فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث ، فإن كان له إخوة فلأمه السدس ، من بعد وصية يوصي بها أو دين ، آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا ، فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما ، ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد ، فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن ، من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد ، فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم ، من بعد وصية توصون بها أو دين ، وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس ، فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث ، من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار ، وصية من الله ، والله عليم حليم ..) أنظر جيدا لهذا التشريع الذي أنزله الله ، وإليك ما قال فيه عقب هذا ، وانتبه جيدا ، وتمعن لما سيأتي ، يقول الله بعد التشريع السابق ( تلك حدود الله ) فالحدود حدود الله ، أي أن التشريع السابق هو تشريع من الله ، نتابع ماذا يقول عن هذه الحدود وهذا التشريع ، يقول بعد ذلك ( ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، وذلك الفوز العظيم ) تابع معي هنا ، ذكر الله تشريعا ، ثم بين أنه تشريع من عند الله ، وبعد ذلك ذكر طاعته وطاعة رسوله في هذا التشريع ، لاحظ جيدا ، هل تجد تشريعا للرسول مع تشريع الله ، لا يوجد إلا تشريع واحد ، وهذا واضح في قوله ( تلك حدود الله ) أي تلك التفاصيل التي أنزلتها في الميراث هي حدود الله ، ثم يأمرنا بطاعته وطاعة رسوله في هذه الحدود التي أنزلها ، فالطاعة لله والرسول فهي واضحة بأنها في تشريع واحد لا ثاني له ، وهذا يعني الاستجابة لله والرسول في تشريع واحد ، التشريع الذي أنزله الله ، فطاعة الله هي الاستجابة لله باتباع ما أنزل على رسوله ، وطاعة الرسول يعني الاستجابة له لما جاء به من تشريع من عند الله يدعو الناس إليه ، ولا مجال لتشريع ثان مع تشريع الله ، وتابع ماذا أضاف الله يقول بعد الذي قاله سابقا ، يقول سبحانه ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ) أنظر جيدا لقوله هذا ، فقد زاد توضيحا في قضية الطاعة للرسول ، وتكلم عن العكس ، من لم يطع الله والرسول ، أي عصى الله والرسول ، فأين عصى الرسول يا ترى ؟ هل عصاه في تشريع خاص بالرسول ؟ الجواب : عصى الرسول في تلك الحدود التي أنزلها الله والتي تتكلم عن الميراث ، فمن تعد تلك الحدود التي أنزلها الله فقد عصى الرسول وهذا واضح تماما في قوله سبحانه ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ... ) فانتبه جيدا لهذا الكلام ، فالله يذكر معصية الرسول في حدوده التي أنزلها عليه ، فطاعة الرسول ومعصيته تكمن في ما أنزل الله عليه وليس في تشريع خاص بالرسول ، إذن فتعالوا نحقق من الذي يطع الرسول ممن يعصيه ، ولنبدأ بالصلاة ، فتعالوا ننظر ماذا أنزل الله على رسوله في الصلاة ، ألم ينزل الله قوله ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) فهل تتبعون ما أنزل الله على رسوله ، كم صلاة أنزلها الله هل أنزل ثلاثا أم خمسا ، ومن شرع صلاة الظهر والعصر ، وهل أنزل الله الصلاة مقدرة بالوقت أم بعدد الركعات ، فمن شرع عدد الركعات بدل التقدير بالوقت ؟ ومن أدخل الانحناء في الصلاة والله لم ينزل به ، ومن شرع التقصير في الصلاة للمسافر والله لم يرخص إلا في حالة الخوف من مباغتة الأعداء ، ومن شرع الغناء بدل قراءة القرآن كما أنزل الله ، ومن غير مواقيت الصلاة بدل التوقيت الذي أنزله الله ، ومن شرع تحريم الصلاة والصيام على النساء في الحيض ، والقائمة مفتوحة على جميع التشريع من زكاة وصيام وغير ذلك من التنزيل ، فهل هذه هي طاعة الرسول ، هل أنتم تتبعون ما أنزل الله ، وهل رأيتم الآن أنكم لا تطيعون الرسول وهل رأيتم الآن أنكم تعصون الرسول ، بل أكثر من ذلك ، شرعتم تشريعا آخر واتهمتم به الرسول ، وأكثر من ذلك ، تجادلون في آيات الله وفي ما أنزل الله بالباطل الذي صنعتموه ، فاتقوا الله ، وتوبوا إليه واستغفروه لعلكم ترحمون .
أسئلة
ــ قال سبحانه ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) هل هذا الكلام يستوجب عليكم طاعة الله وطاعة الرسول فيه أم يستوجب عليكم طاعة الله فيه فقط .
ــ من صلى كما تقول هذه الآية ، هل أطاع الرسول أم لا ؟
ــ هل صليتم كما نزل في الآية التي جاءكم بها الرسول ؟
ــ إذا قلتم لا ، فهل أطعتم الرسول ؟ ولماذا لا تطيعون الرسول ؟
ــ تعليق
هل رأيتم الآن كيف أنكم تكذبون وتوهمون الناس أنكم تطيعون الرسول ، إذن فأطيعوا الرسول ، وأقيموا الصلاة كما قال الرسول ، الذي قال عن ربه ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) إذن أقيموا الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ، وهذا مثال من بين العشرات التي أنزل الله وقال بها الرسول ولم تطيعوا فيها الرسول وبالتالي فإنكم لا تطيعون الله ولا الرسول ، إنكم تكذبون .
1 ــ الطاعة في التسيير
هناك تسيير يقوم به الأنبياء مع المؤمنين ، فهم يقومون بتسيير شؤون المؤمنين وتنظيمهم كلما تطلب الأمر ذلك ، فالإشراف على حرب مثلا يتطلب تسييرها ، وهم الذين كانوا يشرفون على الحروب التي كانت تدور بينهم وبين أعدائهم ، والحروب هي التي تعكس حقيقة الطاعة ، وأكبر امتحان للطاعة هو في هذه المواقف ، وهذه الطاعة هي طاعة في التسيير ، وتجدها عند كافة الشعوب ، مؤمنين كانوا أم كفارا ، وكثيرا ما يذكر الله هذه الطاعة كقوله تعالى ( ... طاعة وقول معروف ، فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ... ) فهذه الطاعة مثلا ، هي طاعة في التسيير ، ولنرجع إلى الوراء لنتأكد من ذلك ، حيث يقول الله سبحانه ( ... ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة ، فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ، فأولى لهم ، طاعة وقول معروف ، فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ... ) أرأيت كيف أن الآية تتكلم عن التسيير ، وأن هذه الطاعة طاعة في التسيير ، ولا تعني أبدا أن الرسول يشرع للناس ، ولنأخذ مثالا آخر ، يقول سبحانه وتعالى ( ... وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن ، قل لا تقسموا طاعة معروفة ... ) وهذه أيضا طاعة في التسيير ، ولا تعني أن الرسول يشرع للناس ، ولنأخذ مثالا آخر ، يقول سبحانه وتعالى ( ... فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ... ) وهذه الآية يستعملها الكثير من المضلين ، فهم يضلون الناس بها ، يحرفونها كما حرفوا غيرها بتغيير معناها وجعلها نازلة في ما يشرعون للناس ، ويوهمونهم أنها طاعة في التشريع الذي صنعوه ، والحقيقة هي طاعة في التسيير ، ولنرجع إلى الوراء الذي يخفونه عن الناس لكي تعرف حقيقة هذه الآية ، يقول سبحانه وتعالى ( ... إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ، فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم ، لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ... ) أنظر كيف أن الآية تتكلم بكل وضوح على أنها طاعة في التسيير بينما هم يخفون الشطر الكبير منها والموضح لها حتى يظن الناس أنها تعني التشريع الذي صنعوه ، وهكذا مع الكثير من الآيات التي تذكر طاعة الرسول ، فلا تجد أبدا أن الرسول يشرع للعباد ، بل ما صنعوه من تشريع لم ينزل الله به من سلطان فهو من صنع أيديهم والله ورسوله منه براء .
والآن نتكلم عن الطاعة في التشريع .
1 ــ الطاعة في التشريع
تتمثل الطاعة في التشريع في الأخذ بما أنزل الله ، ولا يوجد تشريع خارج هذا النطاق ، أي لا يوجد تشريع خارج ما أنزل الله ، فالرسول لا يشرع للعباد ، والله وحده الذي يشرع لعباده ، وذلك قوله سبحانه ( ... شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ... ) فقوله ( شرع لكم ) يبين بكل وضوح بأن الله هو الذي شرع لنا جميعا بما فينا النبي نفسه ، فالله هو الذي يشرع ، وما على النبي إلا أن يتبع الشريعة التي أنزلها الله ، وذلك ما أمره الله به في قوله سبحانه ( ... ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ... ) فانظر جيدا إلى قوله ( فاتبعها ) فالنبي وغيره من الأنبياء مأمورين بالإتباع ، ولا يمكنهم أن يشرعوا للعباد وهم مأمورون باتباع التشريع الذي أنزله الله ، وكل التشريعات التي لم ينزل بها الله فهي من تشريع الناس وليس من تشريع الرسول ، فالمشركون شرعوا لأتباعهم ما لم يأذن به الله ، وأنكر الله عليهم ذلك بقوله ( ... أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ... ) وماذا شرع المشركون يا ترى ، وأذكر من تشريعهم أنهم شرعوا قتل الأولاد ، وحرموا ظهور بعض الأنعام ، وأنعام أخرى لا يذكرون اسم الله عليها ، وغير ذلك من التشريع الذي لم ينزل به الله وإليك مثال عن ذلك ، يقول سبحانه ( ... وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ، ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ، وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمهما إلا من نشاء بزعمهم ، وأنعام حرمت ظهورها ، وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه ... ) هذه من بين التشريعات التي كانوا يشرعونها ، القتل الذي لم ينزل به الله ، والتحريم الذي لم ينزل به الله ، وهذا ما تفعله الأمم دائما ، تشريع القتل الذي لم ينزل به الله ، وتشريع التحريم والتحليل الذي لم ينزل به الله ، وخصوصا الذي يخالف التشريع الذي أنزله الله ، وهكذا تفعل الأمة الإسلامية ، شرعت من القتل ما لم ينزل به الله ، وحرمت ما أحل الله ، فقد شرعوا قتل النفس في كثير من المواطن ، في رجم الزاني مثلا ، وقتل الذي يغير اعتقاده من الإسلام إلى ديانة أخرى ، والكثير من القتل الذي تجده في قمع حرية التعبير مثلا ، وكثير من القتل الذي تجده في المصنفات الفقهية والذي لا يستند على ما أنزل الله بل على ما صنعوه من تشريع بقول فلان وفلان ، حتى أنهم شرعوا القتل بينهم فأصبح المسلم يقتل أخاه المسلم وهو ما يراه الناس صباح مساء على القنوات ، ولكم في العراق أحسن مثال ، ولو صدقنا ما كتبوه في تاريخهم لرأيت العجب العجاب في ما فعلوه بينهم ، علما أن الله حرم عليهم ذلك بقوله ( ... ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ... ) وشرعوا أيضا من التحريم ما لم يحرمه الله ، كتحريم خواتم الذهب ، وآنية الفضة ، وتحريم الحرير والديباج والإستبرق ، وغير ذلك ، ولم يحرم الله شيئا من هذا ، بل جعله الله حلالا وهم الذين حرموه ، إذن كل من يطلع على التشريع الذي صنعوه إلا ويلحظ هذا ، فإما أن يكون منهم فيصر على فعلهم وضلالهم ، وإما أن يتوب إلى الله فيرجع إلى ما أنزل الله ، وقليل قليل ما هم ، وكل قتل لم ينزل به الله ، أو تحريم شيء أحله الله فإنه ينطبق عليه قوله سبحانه ( ... أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ... ) فالنبي لم يشرع بذلك التحريم ولا بذلك القتل ، والطاعة في هذا التشريع هي طاعة الطاغوت وطاعة الشيطان تحت عنوان طاعة الرسول ، فليحذر المؤمنون من اتباع هؤلاء وترك ما أنزل الله ، وقد بين الله لكم وبينت لكم .
2 ــ الحدود
إن كل تشريع يرسم حدودا ، والطاعة تكمن في احترام تلك الحدود ، فيجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها ،وإليك بعض الأمثلة ، ولنأخذ قوله سبحانه ( ... الطلاق مرتان ، فإمساك بمعروف ، أو تسريح بإحسان ، ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ، فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما في ما افتدت به .. ) وماذا قال الله عن هذا التشريع ، قال بعد ذلك ( تلك حدود الله ، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ) أنظر إلى ما جاء في هذه الآيات من تشريع وكيف بين الله بأنها حدوده بقوله ( تلك حدود الله ) وانظر كيف بين عدم تعدي هذه الحدود بقوله ( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) ولنأخذ مثالا آخر ، يقول الله فيه ( ... أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ، هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ، علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم ، فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ، وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، ثم أتموا الصيام إلى الليل ، ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ... ) وماذا قال الله عن هذا التشريع ، قال بعد ذلك ( تلك حدود الله فلا تقربوها ) إذن فالتشريع يرسم حدودا يجب الوقوف عندها ، ولو كان الأنبياء يشرعون للعباد لكان لهم حدودا هم أيضا ، ولأمرنا الله بالوقوف عندها هي أيضا ، وانظر في كل التنزيل ، من أوله إلى آخره ، فلن تجد هذا أبدا ، بينما الذي تجده دائما هو حدود الله ، ولا تجد أبدا حدود رسول الله ، وهذا يزيد بيانا ووضوحا أن الأنبياء لا يشرعون للعباد ، فليس لهم تشريع وليس لهم حدود ، فلا حدود ولا تشريع إلا ما أنزل الله ، وإليك ما قاله الله عن الأعراب ليتبين لك أن الحدود والتشريع هو ما أنزل الله على رسوله ، فاتبع ما يلي : يقول المولى سبحانه ( ... الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ... )فتأمل قوله ( وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) أجدر أن لا يعلموا ماذا ؟؟ الجواب : أجدر أن لا يعلموا الحدود ، أي التشريع ، وماهية هذه الحدود ، هل هي حدود الله وحدود الرسول ؟ ماذا قال الله ؟ الجواب : ( حدود ما أنزل الله على رسوله ) فانظر جيدا لهذا الجواب ، فالله يبين بكل وضوح ماهية الحدود ويقول ( حدود ما أنزل الله ) ( على رسوله ) لقد ذكر الله نفسه وذكر رسوله وذكر الحدود ، وبين علاقة الحدود بينه وبين رسوله بأنها الحدود التي أنزلها على رسوله ، ولم يذكر حدودا لرسوله ، علما أن الأعراب لا يبالون بأي حدود ، فالله بين بأن الحدود هي واحدة وهي في ما أنزل الله ، وتخيل أن إخواننا المسلمين صنعوا تشريعا بعشرات المصنفات ومئات المجلدات وهي تعج بالحدود التي شرعوها فيها ، ومع هذا الكم الهائل من الحدود لم يذكر الله ولا واحدا منها ، دين كامل مصنوع لم يذكر الله ولا شيئا منه ، بينما الذي أنزله الله هو كتاب واحد ، فهو يتكلم عن الحدود التي أنزلها فيه ولا يتكلم عن أي شيء مما صنعه الناس في كتبهم ، ألا يفهم القارئ بأن التشريع هو فقط ما أنزل الله ، وكل ما صنع الناس يجب اجثتاته وحرقه ثم نسفه في البحر .
فقول الله ( ... أطيعوا الله وأطيعوا الرسول .. ) لا تعني أبدا أن الله له تشريع يجب طاعته فيه والرسول له تشريع يجب طاعته فيه ، بل التشريع هو ما أنزل الله ، وطاعة الله هي الاستجابة لله في ما يقول في هذا التنزيل ، وطاعة الرسول هي الاستجابة لما جاء به من التنزيل يدعو الناس إليه ، وأضرب مثالا للتوضيح أكثر أنزل الله في الميراث يقول ( ... يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ، فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك ، وإن كانت واحدة فلها النصف ، ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد ، فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث ، فإن كان له إخوة فلأمه السدس ، من بعد وصية يوصي بها أو دين ، آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا ، فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما ، ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد ، فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن ، من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد ، فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم ، من بعد وصية توصون بها أو دين ، وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس ، فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث ، من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار ، وصية من الله ، والله عليم حليم ..) أنظر جيدا لهذا التشريع الذي أنزله الله ، وإليك ما قال فيه عقب هذا ، وانتبه جيدا ، وتمعن لما سيأتي ، يقول الله بعد التشريع السابق ( تلك حدود الله ) فالحدود حدود الله ، أي أن التشريع السابق هو تشريع من الله ، نتابع ماذا يقول عن هذه الحدود وهذا التشريع ، يقول بعد ذلك ( ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، وذلك الفوز العظيم ) تابع معي هنا ، ذكر الله تشريعا ، ثم بين أنه تشريع من عند الله ، وبعد ذلك ذكر طاعته وطاعة رسوله في هذا التشريع ، لاحظ جيدا ، هل تجد تشريعا للرسول مع تشريع الله ، لا يوجد إلا تشريع واحد ، وهذا واضح في قوله ( تلك حدود الله ) أي تلك التفاصيل التي أنزلتها في الميراث هي حدود الله ، ثم يأمرنا بطاعته وطاعة رسوله في هذه الحدود التي أنزلها ، فالطاعة لله والرسول فهي واضحة بأنها في تشريع واحد لا ثاني له ، وهذا يعني الاستجابة لله والرسول في تشريع واحد ، التشريع الذي أنزله الله ، فطاعة الله هي الاستجابة لله باتباع ما أنزل على رسوله ، وطاعة الرسول يعني الاستجابة له لما جاء به من تشريع من عند الله يدعو الناس إليه ، ولا مجال لتشريع ثان مع تشريع الله ، وتابع ماذا أضاف الله يقول بعد الذي قاله سابقا ، يقول سبحانه ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ) أنظر جيدا لقوله هذا ، فقد زاد توضيحا في قضية الطاعة للرسول ، وتكلم عن العكس ، من لم يطع الله والرسول ، أي عصى الله والرسول ، فأين عصى الرسول يا ترى ؟ هل عصاه في تشريع خاص بالرسول ؟ الجواب : عصى الرسول في تلك الحدود التي أنزلها الله والتي تتكلم عن الميراث ، فمن تعد تلك الحدود التي أنزلها الله فقد عصى الرسول وهذا واضح تماما في قوله سبحانه ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ... ) فانتبه جيدا لهذا الكلام ، فالله يذكر معصية الرسول في حدوده التي أنزلها عليه ، فطاعة الرسول ومعصيته تكمن في ما أنزل الله عليه وليس في تشريع خاص بالرسول ، إذن فتعالوا نحقق من الذي يطع الرسول ممن يعصيه ، ولنبدأ بالصلاة ، فتعالوا ننظر ماذا أنزل الله على رسوله في الصلاة ، ألم ينزل الله قوله ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) فهل تتبعون ما أنزل الله على رسوله ، كم صلاة أنزلها الله هل أنزل ثلاثا أم خمسا ، ومن شرع صلاة الظهر والعصر ، وهل أنزل الله الصلاة مقدرة بالوقت أم بعدد الركعات ، فمن شرع عدد الركعات بدل التقدير بالوقت ؟ ومن أدخل الانحناء في الصلاة والله لم ينزل به ، ومن شرع التقصير في الصلاة للمسافر والله لم يرخص إلا في حالة الخوف من مباغتة الأعداء ، ومن شرع الغناء بدل قراءة القرآن كما أنزل الله ، ومن غير مواقيت الصلاة بدل التوقيت الذي أنزله الله ، ومن شرع تحريم الصلاة والصيام على النساء في الحيض ، والقائمة مفتوحة على جميع التشريع من زكاة وصيام وغير ذلك من التنزيل ، فهل هذه هي طاعة الرسول ، هل أنتم تتبعون ما أنزل الله ، وهل رأيتم الآن أنكم لا تطيعون الرسول وهل رأيتم الآن أنكم تعصون الرسول ، بل أكثر من ذلك ، شرعتم تشريعا آخر واتهمتم به الرسول ، وأكثر من ذلك ، تجادلون في آيات الله وفي ما أنزل الله بالباطل الذي صنعتموه ، فاتقوا الله ، وتوبوا إليه واستغفروه لعلكم ترحمون .
أسئلة
ــ قال سبحانه ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) هل هذا الكلام يستوجب عليكم طاعة الله وطاعة الرسول فيه أم يستوجب عليكم طاعة الله فيه فقط .
ــ من صلى كما تقول هذه الآية ، هل أطاع الرسول أم لا ؟
ــ هل صليتم كما نزل في الآية التي جاءكم بها الرسول ؟
ــ إذا قلتم لا ، فهل أطعتم الرسول ؟ ولماذا لا تطيعون الرسول ؟
ــ تعليق
هل رأيتم الآن كيف أنكم تكذبون وتوهمون الناس أنكم تطيعون الرسول ، إذن فأطيعوا الرسول ، وأقيموا الصلاة كما قال الرسول ، الذي قال عن ربه ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) إذن أقيموا الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ، وهذا مثال من بين العشرات التي أنزل الله وقال بها الرسول ولم تطيعوا فيها الرسول وبالتالي فإنكم لا تطيعون الله ولا الرسول ، إنكم تكذبون .
آخر تعديل bennour يوم 29-06-08 في 22:23.
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى