الحجاب في كتاب الله
صفحة 1 من اصل 1
الحجاب في كتاب الله
الحجاب في كتاب الله
الحجاب وهو مصطلح لنوع من الثياب مشرع للنساء ، ولنتابع سويا ما حقيقة الحجاب في ما أنزل الله .
لقد تكلم الله عن العلاقة بين الرجال والنساء الغير الأزواج وجعل لها حدودا صارمة ، وكل هذا لتجنب الوقوع في الزنا ، فالله لم ينهانا عن فعل الزنا ، فلم يقل لنا أبدا لا تزنوا ، بل نهانا عن القرب من الزنا ، وقال لنا ( ... ولا تقربوا الزنى ... ) وكل الحدود التي أنزلها الله في العلاقة بين الرجال والنساء غير الأزواج إلا وتجدها تهدف لبناء حصن شديد لعدم القرب من الزنا ، فانظر ماذا قال مثلا للرجال ، قال ( ... قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... ) فقد أمر الرجال بالغض من البصر ، ولماذا أمرنا بهذا ؟ أظن أن الكل يعرف الجواب ، والكل يعرف القصد من وراء هذا ، أنظر أين وضع الله الحد بيننا وبين النساء ، إن الله بنى الحصن ضد الزنا وجعل جداره بعيدا ، بعيدا ، فالحصن يبدأ من النظر ، وإنك لتجد جدارا قويا شيده الله في هذا المكان بالذات ، وكل قوة الحصن تكمن في هذا الجدار [ النظر ]
وأليك الآن مكونات الجدار :
ــ ( ... قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ... )
ــ وجه الله نفس الأمر إلى النساء فقال ( ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ... ) وهذا يزيد الجدار قوة
ــ ولم يتوقف الله عند غض البصر وحفظ الفرج كما فعل مع الرجال ، بل أضاف للنساء أوامر عديدة تزيد في قوة الجدار فقال لهن ( ... ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ... ) ولمن يا ترى لا يبدين زينتهن ؟ أليس للرجال ، إذن لكي لا يراها الرجال ، فنحن دائما في مجال النظر ، والله أمر النساء بأن يخفين زينتهن عن الرجال ، ومن هنا يشرع الحجاب .
ــ ثم أضاف يقول لهن ( ... وليضربن بخمرهن على جيوبهن ... ) فالكلام الآن عن الثياب مباشرة ، وهو يأمر النساء بتغطية الجيوب ، ولماذا أمرهن بتغطية الجيوب ؟ لإخفائها حتى لا يراها الرجال ، فنحن لا زلنا في مجال [ النظر ] والجدار لا زال في التشييد ، ولا ننسى بأننا الآن في تشريع ثياب يكون حجابا لزينة النساء ، وقد أصبح هذا الثياب محددا من الله ، وبالتالي يسقط الاختيار ، فالحدود التي يأمر بها الله هي التي ترسم هذا الثياب أو هذا الحجاب .
ــ ثم أضاف الله يقول لهن ( ... ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ، أو آبائهن ، أو آباء بعولتهن ، أو أبنائهن ، أو أبناء بعولتهن ، أو إخوانهن ، أو بني إخوانهن ، أو بني أخواتهن ، أو نسائهن ، أو ما ملكت أيمانهن ، أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال ... ) أنظر لهذا التحصين وانظر لهذا التفصيل الكبير ، فهل يذهب كل هذا التفصيل هباء منثورا ، دون مراعاة لهذه الفئات ، إذن فالمرأة لها حدود شرعية في ظهورها للرجال ، وهذا ما يشرع الحجاب .
ــ ثم أضاف يقول لهن ( ... أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ... ) حتى الأطفال أخذوا في الحسبان ، ومتى أصبح نظرهم يتطلع للنساء أبعدوا خارج الجدار ولو كانوا أطفالا وهذا لتعلم أن الأمر كبير عند الله ، فإنه لم يترك ذكرا إلا وأخرجه خارج الجدار حتى لا يرى النساء إلا من أعطاه الله الحق في ذلك .
ــ ولم يتوقف الله عند هذا بل أضاف يقول ( ... ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ... ) وهذا يعطي إشارة للنساء من عدم لفت انتباه أنظار الرجال لما يخفيه النساء من زينتهن ، إذن حتى لفت النظر بطريقة غير مباشرة إلى ما يحرك غريزة الرجال أخذ بالحسبان وأقفل بابه .
ــ وحتى العجائز أخذن في الحسبان ، إذ يقول الله فيهن
( ... والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ، وأن يستعففن خير لهن ، والله سميع عليم ... )فرغم أنه خيرهن في الثياب لكبر سنهن إلا أنه نهاهن أن يظهرن بمظهر يعمل على تحريك الغرائز ، ثم بين لهن أن الاستعفاف أفضل حتى في مثل هذه المرحلة من العمر ، إذن فالنظر إلى النساء أحيط به من عدة جوانب ، من ناحية الثياب ، ومن ناحية الأشخاص الذين يحق لهم النظر والذين يحجبون عنه ، وكيف يكون الأمر في مرحلة الشيخوخة عند النساء ، وكيف نتصرف مع الأطفال ، كل هذا ذكره الله وجعل له حدودا ، وهذه المعطيات كلها هي التي تعطي صورة الحجاب الذي يليق بالنساء لكي يستجيب مع أوامر الله .
ــ وحتى نساء الأنبياء أخذن في الحسبان ، فقد قال الله للرجال في زمانهن ( ... وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ... ) إذن كل النساء سواسية في هذا الجانب تجاه الرجال ولا فرق بين أزواج الأنبياء والنساء الأخريات ، وتبدو هذه المساواة في قوله سبحانه ( ... يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ... ) فالخطاب جاء موجه للجميع في ما يخص الثياب أي الحجاب .
2 ) والآن نشرع في تصميم هذا الحجاب .
لنبدأ في التخطيط بإذن الله ، وكل ما سنفعله هو أن نصمم الثياب ليتطابق مع المعطيات السابقة لا غير ، وقبل أن نصمم هذا الثياب أو هذا الحجاب يجب أن نكون قد اتفقنا على أن كل النساء سواسية في هذا الثياب ، سواء كن نساء عاديات أو نساء أنبياء ، وإذا تبين أن هذا صحيح فالثياب واحد ، وبما أن الثياب يكون واحد فإني أتطرق لصنع ثياب نساء الأنبياء وهو الذي يكون نموذجا لجميع النساء .
وبالنسبة لنساء الأنبياء آخذ قوله تعالى ( ... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ... ) فالله قال هذا عن نساء النبي وهن في البيوت ، أي إذا أراد الرجال شيئا من بيت النبي فعليهم أن يطلبوه من نسائه من وراء حجاب ، أي دون أن يروهن ، إذن فالذي يجب أن يكون بين الرجال ونساء الأنبياء هو أن لا يروهن كليا تماما ، وهذا ما يجب أن يكون دائما وأبدا .
والآن نساء الأنبياء يردن أن يخرجن من بيوتهن لقضاء حوائجهن ، وعلينا أن نحافظ دائما على الوضع السابق ، بحيث لا يرونهن الرجال ، أي حجابا خارج البيت ، فنحن الآن وجها لوجه أمام الثياب الذي نريد صنعه ، وهذا الثياب هو الذي سيقوم بدور الحجاب ، أي يحجب نساء الأنبياء من أن يروهن الرجال ، والآن نقف وقفة .
ــ الوقفة الأولى [ أصحاب الجلباب ]
كل من ترتدي ثيابا لا يرى منها شيئا فهذا الثياب هو في قمة الثياب ، فهو أكثر طهارة وأكبر عفة لمن تريد أن ترتديه وبالمناسبة أحيي كل النساء اللواتي يرتدين هذا النوع من الثياب وأشجعهن على هذا ، وهذا النوع من الحجاب يلبي كل المعطيات السابقة الذكر ، ولا يترك أي شبهة عليها ، بقي هل ينال إعجاب الناس أم لا فهذا شيء آخر ، والآن ننتقل إلى نوع آخر من الحجاب .
ــ النوع الثاني من الحجاب
نأخذ الحجاب السابق لندخل عليه بعض التعديلات حسب المعطيات التي أنزلها الله ، فنأخذ قوله تعالى ( ... ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ... ) وهذه المعلومة الأخيرة هي التي جعلتنا نقدم على تعديلات الحجاب السابق ولولا أن قال الله ( إلا ما ظهر منها ) لكان الثياب السابق هو المفروض على الإطلاق وهذه رحمة من الله ، وقوله تعالى ( إلا ما ظهر منها ) يفيد أن الذي يظهر لم يظهر لرغبة وإنما جاء مدفوعا تدفعه الأسباب وهو ما تستوجبه الضرورة عند الخروج من البيت ، حيث أن داخل البيت على نساء الأنبياء أن لا يظهرن كليا لمن هو خارج البيت إذن فقوله ( إلا ما ظهر منها ) هو خارج البيت ، أي ما تستوجبه الضرورة للظهور خارج البيت ، والآن نقف وقفة .
ــ الوقفة الثانية [ أصحاب النقاب ]
كل من ترتدي الجلباب المعروف حاليا ولا يرى منها إلا العينين فهذا الحجاب هو أيضا قمة في الطهارة والعفة ، وهو يطابق جميع المعطيات وفيه جميع المواصفات التشريعية ، ولا يترك أي شبهة عليها .
ــ الوجه واليدين
إن الوجه واليدين هما آخر ما يمكن أن يظهر من الجلباب السابق ، وهذا أقصى ما يمكن أن تتطلبه الضرورة ، وأقصى تعديل يمكن أن يدخل على الجلباب المعروف ، ولحد هذا التاريخ 12/07/2008 فإن رأيي في هذه الحالة الأخيرة مؤقت ، ولم أستقر عليه بعد ، لأني لا زلت أرى فيه شبهة ، فالوجه هو المنطقة الحساسة التي يذهب النظر إليها مباشرة ، لذا فتغطيته أقرب من تعريته بالنسبة لنساء الأنبياء ، وإذا تبين أن النساء سواسية في المظهر الخارجي سواء كن نساء أنبياء أو غيرهن فقد يكون تغطية الوجه هو الأمثل والأقرب للصواب ، وأجدر بأمة تريد أن تتطهر ، وآخذ مثالا بسيط للتوضيح .
ــ المثال
لنأخذ نبيا يعيش في زماننا ، علما أن الحدود التي أنزلها الله لا تتغير بتغير الزمان ، فمثلا قوله تعالى ( ... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ... ) فهذا الحكم ليس من الأحكام التي تتغير بتغير الزمان ، وبالتالي فالحكم يبقى سار المفعول ، فالنبي الذي يعيش في زماننا نفرض أن له أزواجا في مدن متفرقة ، ونفرض أن أحد جيرانه اسمه عبد الوهاب له حانوت في لوازم الخياطة ، ولنفرض أن عبد الوهاب لم يأتيه الماء لأنه يسكن في الطابق العلوي ، فنزل إلى الطابق السفلي يسال زوجة النبي برميلا من الماء ، وإليكم السؤال المطروح ، فهل ستظهر له زوجة النبي أم لا تظهر له ؟
ــ السؤال الثاني
والآن نفرض أن زوجة النبي احتاجت لشراء أشياء من بينها لوازم الخياطة ، وخرجت من البيت ثم ذهبت إلى حانوت عبد الوهاب ودخلت الحانوت ، والسؤال المطروح ، هل ستظهر له بوجهها أم تغطي وجهها ؟ وكيف هو الثياب الذي ستلبسه ؟
ــ السؤال الثالث
هل نساء الأنبياء سواسية مع غيرهن في الحجاب ؟ علل ذلك بالدليل مما أنزل الله .
الكاتب : بنور صالح
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى