ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
صفحة 1 من اصل 1
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
التاريخ : 23/07/2008
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
علينا أن نعرف ما معنى قوله ( ولا يبدين زينتهن ) وما هي هذه الزينة التي يتكلم عنها الله ، وبقدر ما نهتدي لمعرفة هذه الزينة بقدر ما نهتدي لحقيقة الحجاب ، وبقدر ما نجهل هذه الزينة أو نتجاهلها بقدر ما نضل عن حقيقة الحجاب ، إذن ما هي زينة النساء ؟
ــ تعريف الزينة
أعطي بإذن الله تعريفا تقريبيا للزينة ، فالزينة هي الحُسن الذي يظهر للناظر ، وهذا هو التعريف .
إذن كل ما يعطي حُسنا في النظر إليه فذلك الحُسن هو الزينة وقد تكون هذه الزينة في أي شيء ، فركوب الخيل مثلا كان مظهرا من مظاهر الزينة في الزمان خلفنا ، مثله مثل السيارات الفخمة في زماننا ، وهو ما نزل في قوله سبحانه ( ... والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ... ) إذن فوسائل الركوب هي مظهرا من مظاهر الزينة ، ويلمس الناس هذه الزينة ، وكل حسب زمانه ، وهو ما يخلقه الله في كل زمان لقوله تعالى ( ... والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة )( ويخلق ما لا تعلمون ... ) فلو رجعنا إلى زمان فرعون وأخذنا قارون كمثال وهو رجل ثري جدا ، فإن أحسن مظهر يظهر فيه للناس هو أن يخرج في موكب من الخيل مثلا أو أن يظهر بأي مظهر يعكس فيه ثراه وغناه فإن هذا المظهر هو من مظاهر الزينة ، يقول الله عن قارون ( ... فخرج على قومه في زينته ـــــــ قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ... ) فقارون ظهر لقومه بمظهر فيه زينة ، وهو مظهر فيه حُسن وهكذا كل مظهر فيه حسن فهو زينة ، حتى الأعمال التي يعملها الإنسان ويرى فيها حسنا فذلك الحسن زينة ذلك العمل والشيطان يزين الأعمال السيئة للناس فيضفي عليها حُسنا فيراها الفاسقون عملا حسنا ، وذلك قوله تعالى ( ... أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ... ) إذن فالحُسن الذي يظهر على الشيء فذلك هو الزينة .
والزينة قسمين : زينة مضافة ، وزينة أصلية .
1 ) الزينة المضافة
وهي الزينة التي تضاف للشيء فتزينه أو تزيده زينة ، وأضرب مثالا بالأرض ، فالأرض عندما ينزل عليها المطر تصبح مكسوة بالنبات ، وهذا الكساء يعطيها حُسن في المنظر ، وهو الذي تزينت به ، وبالتالي فهو زينة للأرض ، وذلك قوله سبحانه ( ... إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ــــ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ ... ) فقوله ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت ) يعني أن الأرض لم تكن مزينة من قبل ، وهذا الكساء من النبات هو الذي تزينت به فزينها ، وهذه الزينة أضيفت إليها ، فهي زينة مضافة ، وكل ما على الأرض فهو زينة لها لقوله سبحانه ( ... إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها ... )وكذلك اللباس الذي يلبسه الإنسان فهو زينة له ، وذلك قوله تعالى ( ... قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ... ) وهذه الزينة التي يتكلم الله عنها هي اللباس ، وكل الناس تعرف بأن اللباس زينة ، لذا تراهم يتزينون به ، وهذه الزينة زينة مضافة وليست من أصل الشيء .
2 ) الزينة الأصلية
وهي الزينة من ذات الشيء ، فهي أصلا منه ، وهذه المرة أضرب مثالا بالسماء ، فالكواكب هي أصلا من السماء ، وهي التي تزينها ، وبالتالي فالكواكب هي زينة السماء ، وذلك قوله تعالى ( ... إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ... ) إذن فالكواكب هي زينة السماء الأصلية ، أي زينتها من ذاتها .
وكمعلومة فإن الزينة ترتبط بالنظر وليس بالسمع ولا باللمس ولا بشيء آخر ، ومثال ذلك قوله سبحانه ( ... ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ... ) فالبروج مزينة للناظرين وليس للسامعين ، فالزينة يتمتع بها النظر ، وهي مرتبطة به كليا ، إذن عندما نتكلم عن الزينة فالمقصود بذلك هو النظر وليس شيئا آخر ، وكل الموضوع يتعلق بالزينة وما يخفى منها عن الأنظار .
ــ والآن نعود للموضوع لنتكلم عن زينة المرآة
وبالطبع فالمرأة لها زينة مضافة وزينة أصلية ، والزينة المضافة هي ما تزين به نفسها من ثياب وحلي ويدخل في هذا المكياج أيضا ، أما زينتها الأصلية فترتكز أساسا على جسمها وحسنها وجمالها .
وعندما يقول الله في شأنها ( ... ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ... ) فماذا يعني هذا الكلام ، ألا ترون بأن الله ينهى المرأة أن تبدي زينتها أي يأمرها بأن تخفيها عن الأنظار إلا ما ظهر منها فقط ، فهل يوجد شك في هذا ، والآن وقد عرفتم ما هي الزينة فكيف تخفي المرأة زينتها ؟ والمشكل ليس في إخفاء زينتها فهذا أصبح مؤكدا لدينا ، وإنما المشكل في تحديد ما يظهر من هذه الزينة التي استثناها الله بقوله ( إلا ما ظهر منها ) وهذا هو المشكل ، كيف نحدد هذه الزينة ؟ فلنتابع ما يلي :
لقد تبين لنا من خلال نساء الأنبياء أن المرأة منهن عندما تكون في بيتها يجب إخفاء زينتها كليا بأمر من الله ولا يجوز أن يظهر منها شيئا ، وبما أن زينتها تخفى كليا عندما تكون في البيت فهذا يعني أن ما يظهر منها في قوله ( إلا ما ظهر منها ) يبقى مربوط بوجودها خارج البيت ، إذن فخارج البيت هو الذي يحدد ما يظهر منها ، وهذا يعني أن ما يظهر منها تلزمه الضرورة عند الخروج من البيت ، إذن فما هي هذه الضروريات التي تستلزم إظهار بعض الزينة ، والذي علينا أن نفعله هو أن ننطلق أولا من إخفاء الكل ، ثم نبدأ في إظهار ما يجب إظهاره عند الضرورة ، وبذلك نكون قد وصلنا إلى ما جاء في قوله سبحانه ( إلا ما ظهر منها ) فالمرأة عند خروجها من البيت تحتاج لنظرها ، فالنظر إذن هو مما يظهر منها ، ولمس الأشياء لمعرفة جودتها من رطوبة وخشونة وغيرها يتطلب إظهار اليد ، فاليد إذن مما يظهر منها ، أما بقية الوجه فأتركه للمرأة نفسها فهي التي تعرف ما إذا كان ضروري لإظهاره أم لا ، فلقد رأيت نسوة في بعض المجتمعات وقد علقن في أنوفهن حليا منها تتدلى ، وهن يمشين عاديات لا يحسسن بشيء ، ونفس الشيء بالنسبة لإخفاء النظر ، فالكثير من النساء من يضعن على أعيهن قطعة من البلاستيك تسمى نظارات ، وتتفاوت هذه النظارات في الأحجام من متوسطة إلى كبيرة ، حتى أن منها ما يغطي نصف الوجه تقريبا ، وهي تمشي فرحانة مسرورة أمام كل الناس وعلى وجهها قطعة كبيرة من البلاستيك والكل مطروب والدنيا هانية ، وهذه كلها حجج على المرأة في ما تفعل بزينتها ، لذا تركت الوجه للمرأة نفسها .
الكاتب : بنور صالح
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى