الأشهر الحرم

من طرف bennour الأربعاء يناير 23, 2019 11:43 pm

الأشهر الحرم

يقول سبحانه " ... إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ... " يتبين من الآية أن الأشهر الحرم هي أربعة دون تعيين وذلك لذكرها نكرة غير معرفة

ــ كيف يتم تعيينها ؟
إن تعيينها يكون بيد الذي له سلطة البيت الحرام ، فالأشهر الحرم كانت موجودة في الجاهلية قبل الإسلام فالآية السابقة الذكر يقول الله بعدها " ... إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله ... " والعدة التي حرمها الله هي الأشهر الحرم السابقة الذكر ، علما أن الحج يكون دائما في الأشهر الحرم والكل كان يحج في هذه الأشهر المشركون والمسلمون على حد سواء ، فالمسلمون لم يخترقوا هذه الأشهر لكونهم أصبحوا مسلمين بل كانوا يحترمونها إلى أن كبرت شوكتهم وأصبحوا متمكنين من المسجد الحرام فنزلت سورة براءة التي أبعدت المشركين عن المسجد الحرام ومكنت المسلمين منه ومنحت المشركين مهلة أربعة أشهر وهي الأشهر الحرم وتم الإعلان عن هذه الأشهر الحرم من طرف المسلمين انطلاقا من يوم الحج الأكبر وهذا ما يعني أنها أشهر جديدة يتم تعيينها من طرف الذي بيده السلطة على المسجد الحرام .

بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ{1} فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ{2} وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ

ــ الأشهر الحرم متتاليات
إن الأشهر الحرم متتاليات الشهر تلو الآخر لا متفرقات كما فعل المسلمون بهذه الأشهر فجعلوها متفرقة
فقوله سبحانه " ... فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ... " يعني أن هذه الأشهر متتالية وليست متفرقة وهذه هي الأشهر الحرم لقوله سبحانه في سياق الكلام عن الآيات السابقة " ... فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ... " أي الأشهر التي أمهلهم فيها بقوله " ... فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ... " فالمسلمون حرفوا هذه الأشهر وجعلوها متفرقة

ــ يتم الإعلان عنها
بما أن الأشهر الحرم قد تغيرت وأصبحت متفرقة فيجب إعادتها إلى أشهر متتالية كما بينها الله في كتابه ويجب أن يتم هذا عن طريق إعلان ، فقديما عند نزول القرآن وقع الانتظار إلى أن يأتي يوم الحج الأكبر للإعلان عنها والذي يعنيه الحج الأكبر هو يوم التجمع الأكبر للحجاج والهدف من ذلك ليس اليوم في حد ذاته وإنما هو التبليغ وأهميته لكي يصل إلى أكبر عدد ممكن وحتى يصل إلى جميع الناس ، وبما أن اليوم أصبحت الوسائل متوفرة للإعلان عن أي شيء وإيصاله لجميع الناس في أي وقت كان فالإعلان عنها مرة أخرى لا يتطلب الانتظار ليوم الحج الأكبر ، وإلى أن يأتي ذلك اليوم إن قدر لهذا اليوم أن يكون بإذن الله فعلينا أن نحترم ما هو موجود من الأشهر الحرم الحالية لكون أصحابها هم الذين بيدهم زمام المسجد الحرام تماما كما كان المسلمون في البداية يحترمون الأشهر الحرم الجاهلية ، فالذين بيدهم زمام المسجد الحرام هم الذين يعينون الأشهر الحرم الأربعة ، وليس شرطا أن تكون مقيدة بأشهر من الشهور أو فصل من الفصول بل أهل المسجد الحرام هم الذين يراعون ما يتماشى وظروفهم واحتياجاتهم ومصالحهم ، فهم الذين يستقبلون الناس على أرضهم ، فالشيء الوحيد الذي يجب التقيد به هو العدة أي أن عدة الأشهر الحرم أربعة أشهر لا يجب المساس بهذه العدة على الإطلاق لا في الزيادة فيها ولا في الإنقاص منها ولا في تفريقها ولا في جمعها لعام آخر ، يجب أن تبقى أربعة أشهر من كل عام ، معلومة للجميع عن طريق الإعلان ، يجب أن تكون أربعة أشهر محرمة من كل عام لتمكين الناس في جميع أقطار العالم من أداء فريضة الحج بأمن وسلام لذا يجب أن تكون هذه الأشهر خالية من أي نوع من أنواع العنف لتمكين الناس من السفر إلى المسجد الحرام وأداء فريضة الحج بسلام ثم العودة إلى بيوتهم أيضا بسلام .