منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيفية السجود

اذهب الى الأسفل

كيفية السجود   Empty كيفية السجود

مُساهمة من طرف bennour الجمعة يناير 25, 2019 1:07 am

كيفية السجود



ــ هل السجود المعمول به حاليا هو ذلك السجود الذي يأمرنا الله به ؟ هذا ما سنتعرف عليه بإذن الله
يقول سبحانه ( ... إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم ... ) إن قوله ( خروا سجدا ) يتبين من الآية أن السجود يكون على الأرض بما أنه يأتي خرا بعد القيام ، هذا أول شيء .
وقوله ( .. خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم .. ) يبين أن هناك تسبيح يقال عندما يخر المرء للسجود ، ويبين أيضا أنه يأتي في السجود بعد إتمام الخر لأن الخر سبق التسبيح ( خروا سجدا ) ( وسبحوا )
إن وضعية السجود وضعية ثابتة ومستقرة مثلها مثل وضعية القيام تماما وذلك قوله سبحانه ( .... أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ... ) أنظر إلى قوله ( ساجدا وقائما ) أي أن المصلي سيمضي وقته كله بين هاتين الوضعيتين ، إما ساجدا وإما قائما ، ونفس الشيء قاله الله في آية أخرى عن عباد الرحمان إذ يقول فيهم ( ... وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ... ) أنظر إلى قوله ( سجدا وقياما ) فهي نفس الوضعيتين المذكورة سابقا ، إذن فوضعية السجود وضعية يستقر المرء فيها ليسبح الله فيها ، ولحد الآن نعلم أن السجود وضعية مستقرة ، وتكون هذه الوضعية على الأرض ، ويقال فيها التسبيح ، بقي لنا أن نعرف كيفيته .

ــ كيفية السجود
يقول سبحانه ( ... تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر
السجود .. )
أنظر إلى هذه الآية جيدا ، فإنها تبين أن هناك حالة يكون فيها المؤمنون عادة وأن هذه الحالة تترك أثرها على المؤمنين ، فالآية تذكر بالضبط حالة السجود والتي تكمن في قوله ( تراهم ركعا سجدا ) وبالضبط في كلمة ( سجدا ) وهذه الحالة هي التي قال الله عنها ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )
أي أن هناك علامة تظهر على الوجه من أثر السجود ، إذن فالسجود يترك أثرا على الوجه ، وهل هذه حقيقة أم مجاز ذلك ما سنتعرف عليه بإذن الله ، علمنا من قبل أن السجود يكون على الأرض ، وأنه وضعية
مستقرة أي أن هذا السجود سيأخذ وقتا على الأرض ، وأن هذه الوضعية تتكرر على الدوام ، عدة مرات في اليوم وطيلة حياة المؤمن ، والآية تقول أنها تترك أثرا على الوجه ، وهذا يعني أن الوجه هو الذي يكون على علاقة بالأرض ، وأن استمرار الفعل هذا سيخلف أثرا عليه ، وهذا ما يفعله إخواننا المسلمين حين يسجدون على وجوههم ، والوجه هو ما يعرف عند الجميع والذي يكون فيه العينين كما قال يوسف لإخوته ( ... اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ... ) فالوجه هو المكان الذي يكون فيه البصر أي المكان المعروف ، فلا يسجد الإنسان على حنكه مثلا ، فالحنك جزء من الوجه وليس الوجه ، فالوجه يمثل مساحة كبيرة ، وبما أن أثر السجود سيكون على الوجه إذن فالجبهة والأنف هما اللذان يكونان على الأرض وبالتالي فالأثر يكون عليهما ، وهذه حقيقة نلمسها وليست مجازا ، إذن فكيفية السجود المعروفة عند إخواننا المسلمين صحيحة .




ــ ( ... يخرون للأذقان سجدا ... )

تطرقت لهذه الآية لأرفع الشبهة عنها بإذن الله حتى إذا مر بها المؤمن لا يفكر بأن يسجد على ذقنه مثلا ، وقبل ذلك أتناول قوله سبحانه حين قال في قوم نوح ( ... وإني دعوتهم جهارا ، وإني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ، فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ... ) نأخذ من الآية قوله
( ... يرسل السماء عليكم مدرارا ... ) هل يعني أن السماء هي التي تسقط على الناس مدرارا ، ولا يمكن لعاقل أن يقول مثل هذا الكلام ، وإنما يوجد في العبارة كلام غير مصرح به لفظيا ويكتشف من العبارة ذاتها ، ومعنى العبارة هو [ ... يرسل المطر عليكم من السماء مدرارا ... ] وهناك الكثير من الآيات مثل هذا النوع ، وقد تجد الآية وفيها عدة كلمات غير مصرح بها لفظيا ، ويعرف هذا المخفي من الكلام من خلال مضمون الكلام ، ومن خلال محتوى القرآن ككل ، وهناك توضيح يأتي من آيات أخرى وهكذا ، هناك ما يكتشف بالبداهة ، وهناك ما يكتشف بقليل من العلم بالتنزيل ، وهناك ما يكتشف بعلم وافر في التنزيل ، والإنسان وهو يقرأ التنزيل يجد نفسه يمر من حين لآخر بمثل هذه الآيات ، ومن بين هذه الآيات قوله سبحانه ( ... إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ... ) والذي يتبين من الآية أن تلاوة القرآن كانت سببا في وجود ذكر الخر والأذقان والسجود ، نحن نعلم أن تلاوة القرآن ينشأ على إثرها الخر والسجود ، إذن نبعد الخر والسجود من المتابعة ، ويبقى ذكر الأذقان وعلاقته بتلاوة القرآن ، وهل السجود يكون على الأذقان ، فالآية لا تقول بذلك فهي تقول ( يخرون للأذقان ) وليس يخرون على الأذقان ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى قد بينا سابقا من مضمون القرآن في آيات أخرى أن السجود يكون على الوجه ، إذن فقضية السجود على الذقن تبقى مستبعدة ، ننتقل الآن إلى آية أخرى من التنزيل يقول الله فيها ( ... أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا ، إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا ... ) نلاحظ في هذه الآية أن تلاوة القرآن كانت سببا في الخر والسجود والبكاء ، وهذه الآية لها تطابق كبير مع الآية السابقة ، لنبعد مرة أخرى الخر والسجود من الآية فيبقى لدينا البكاء في هذه الآية ، وفي الآية السابقة بقي فيها الأذقان ، فهل هناك علاقة بين البكاء والذقن ، نعم هناك علاقة ، فعندما يكون البكاء قليلا فإنه يتوقف قرب أطراف العينين ، وإذا كان الحدث كبيرا يزداد أكثر من ذلك ، وإذا كان قويا جدا فإن البكاء يصل إلى الذقن ، إذن فالبكاء يتناسب مع الحدث المسبب له ويعكس عادة حجم وأهمية الحدث ، إذن فالآية التي ذكر فيها الأذقان وسبب ذلك كان تلاوة القرآن ونفس هذا السبب يحدث البكاء في هذه الآية ، إذن فالمعنى لآية الأذقان أن تلاوة القرآن كان لها أثرا كبيرا لحد ينزل الدمع إلى الأذقان ، والآن ننتقل إلى الآية التي يوضح الله فيها هذا المعنى وهي الآية التي أردفها مباشرة بعد ذكر الأذقان والتي يقول فيها
( ... ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ... ) فانظر إلى الآية جيدا وكيف هي الأذقان مربوطة بالبكاء ، وإليك المعنى التوضيحي للآية باستخراج الكلمات الغير مصرح بها لفظيا فنقول أن معنى الآية هو [ يخرون والدمع يذرف للأذقان يبكون ] نفس الشيء كما قلنا في قوله سبحانه ( ... يرسل السماء عليكم مدرارا .. ) أي يرسل المطر عليكم من السماء مدرارا ، وهذا هو المعنى للآية .



bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى