عند ذبح الأنعام نقول سبحان الذي سخر لنا هذا
صفحة 1 من اصل 1
عند ذبح الأنعام نقول سبحان الذي سخر لنا هذا
عند ذبح الأنعام نقول سبحان الذي سخر لنا هذا
إن ذكر اسم الله على الأنعام هو أن يقول الإنسان عند ذبحها سبحان الذي سخر لنا هذا أو سبحان الله وذلك أن هذا الذكر هو أقوى الأذكار على الإطلاق ولذلك نستعمله في الصلاة في سجودنا وهو الذي تذكر الملائكة به ربنا ، فالخلائق كلها تذكر ربها بهذا التسبيح ، الآية ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض )وقوله ( وما من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) فالأنعام التي خلقها الله لنا لها أنفس كما لنا أنفس تعز عليها كما تعز علينا ومع ذلك ذللها لنا كما قال ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ، وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون )وأكبر الشكر وأوله أن نذكر اسم الله عند الإنتفاع بها وقد علمنا الله كيف يكون ذلك فأعطانا مثالا عن انتفاع شامل يمس الأنعام وغير الأنعام كالسفن ، والتي نأكلها والتي لا نأكلها كالناقة والحمار ، وذلك الإنتفاع الذي يشمل كل هذه الأصناف يتمثل في الركوب ، فكل هذه الأصناف نركبها فعلينا أن نذكر اسم الله عند ركوبها فنقول كما علمنا الله في قوله تعالى ( والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ، لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه فتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) وهذا ذكر ضربه الله لنا في انتفاع شامل فعلينا نحن أن نستعمله في الإنتفاعات المخصصة ، وأكبر هذه الإنتفاعات كلها وأعظمها نفعا عندما يضع الإنسان تلك الأنعام بين يديه ليضحي بها إنه موقف كبير ومشهد عظيم لا يعرف قيمته إلا من كان تقيا واعيا بما أنزل الله أو من كان مكان تلك الأضحية ، ويزداد ذلك المشهد عظمة مع قيمة الأضحية ، إنه موقف يحمل عبرة وعظة كبيرة لما سخر الله للإنسان ، وإذا كان الله ذكرنا بذكر اسمه في الإنتفاعات الأخرى مثل الركوب ففي موقف الأضحية جعل ذكر اسمه فرضا لا يمكن التساهل فيه لدرجة يحل أو يحرم فيها تلك الأضحية ، فمن لا يذكر اسم الله عليها في موقف كهذا فلا يحل له الإنتفاع بها أي إن الله غير راض بانتفاعه بها وليفعل ما يشاء ، الآية ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ) . إن موقفا مثل هذا يتطلب التسبيح الذي علمنا الله إياه ، فكلمة سبحان الله لها وزن عظيم عند الله فهي التي علمنا أن نستعملها في السجود كقوله( سبح اسم ربك الأعلى )
ويتبين من آخر السورة أن هذا التسبيح هو ذكر اسم الله ، الآية ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى )
وذكر اسم ربه أي ذكر اسم الله وهو التسبيح السابق وكما بينه في آية أخرى بقوله ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) ويذكر فيها اسمه أي يذكر اسم الله فيها وما هو هذا الذكر إنه التسبيح ولنتابع الآية السابقة ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو والآصال ) فالتسبيح يكون حقيقة في السجود ويرمز للصلاة بهذا التسبيح ، فالتسبيح هو ذكر اسم الله .
ــ إن تقديم الأضحية له أهمية كبرى في الحج فيجب على الحاج أن يتولى أضحيته بنفسه فإن لم يستطع فليشهد أضحيته وليشارك في ذكر اسم الله عليها مع من ذبحها له ولا يجوز أبدا أن يقدم مالا دون أن يشهد أضحيته ، وأعود وأذكر أن تقديم الأضحية وذكر اسم الله عليها مهم جدا جدا حتى تكاد تقول هي الحج فتدبر هذه الآيات ، يقول الله عز وجل في سورة الحج ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ، ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ، ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ، وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم ، فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ، حنفاء لله غير مشركين به ، ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ، ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ، لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ، ثم محلها إلى البيت العتيق ، ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلاهكم إلاه واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ، والصابرين على ما أصابهم ، والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ، والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ، لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف ، فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ، كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ، لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينال يناله التقوى منكم ، كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين )
ــ لا تقدم الأضحية هدية للبيت كما يقال ، وما دام المسلمون على هذا الإعتقاد فإن ذبائحهم عند البيت الحرام
لا يجوز أكلها ولا الإنتفاع بها بأي وجه من الوجوه لأنهم أهلوا بها لغير الله وهو من المحرمات بقوله تعالى
( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ، ذلكم فسق )
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى