قصة من حقيقة عجيبة رقم 03
صفحة 1 من اصل 1
قصة من حقيقة عجيبة رقم 03
الصفحة رقم 03
ومن الإشارات أيضا أذكر يوما أني كنت أصلي بالليل وأنا أتدبر الآية تلو الأخرى فلما وصلت قوله تعالى
( وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات ) التبس علي الأمر في الظل والحرور ولم أعرف أيهما أحسن من الآخر ، وقد استحسن الله الظل في عدة آيات خصوصا في الجنة كقوله تعالى ( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ) ولهذا التبس علي الأمر وأتممت الصلاة دون أن أتوصل إلى نتيجة وبعد الصلاة يعني صلاة القيام تناولنا السحور وكان شهر الصيام وكان أبنائي الصغار يستيقظون معنا للسحور فمكثوا يلعبون في فراشهم ثم جاؤوا إلي يمزحون ويقولون لي أيهما تحب ؟ الشمس أم الظل وهم يضحكون ، فتعجبت لقولهم وظلوا يضحكون ويعيدون نفس السؤال ملحين علي بالإجابة وبقيت واقفا ولم أجبهم حتى قالوا وهم يضحكون , إن قلت أحب الشمس قلنا لك تأكل حبة إسفنج ، وإن قلت أحب الظل قلنا لك تأكل فأر مقمل وانطلقوا يضحكون ، وهذه النكتة لا تعرف عندنا ولم أسمع بها من قبل وأظن أنها كانت من ابتكارهم , وكان أخوهم الكبير يرى ما يجري بيني وبين إخوته الصغار وكان عمره يقارب العاشرة فانطلق يقول لي دون أن أسأله عن ذلك ، إن الشمس تشبه الإسفنجة وهي تطلق الأشعة فقلت في نفسي هذا مقبول إذ أن حياة المخلوقات على الأرض تحتاج لأشعة الشمس لتنمو وتبقي الحياة فيها وكثير من الأشياء تتعرض للفساد لعدم تلقيها أشعة الشمس ووجودها في الظل رحت أتدبر تلك الآيات , فالله ذكر الأعمى ثم قارنه بالبصير وذكر الظلمات وقارنها بالنور وذكرالظل وقارنه بالحرور فهذه المقارنة الثلاث تشترك كلها في الكلمة التي تسبقها وهي < وما يستوي > وبما أن الله ذكر الأعمى أولا ثم أتبعه بالبصير فالأمثلة التي ذكرها بعد ذلك جاءت معطوفة أيضا في ترتيب الأسوإ والأحسن أي أن الأحسن معطوف على الأحسن والأسوأ معطوف على الأسوإ والأول بالأول والثاني بالثاني هذا من جهة ومن جهة أخرى البصير والنور والحرور لها نفس القافية ولها نفس النغم وكانت هذه الكلمات تحسن نغم الآيات فكانت هي الأحسن إذن , ولما عكس الله ترتيب الأحسن والأسوأ في المقارنة بين الأحياء والأموات جعله منفصلا بقوله وما يستوي الأحياء ولا الأموات وبالتالي فالحرور أحسن من الظل كما أخبرني الصغار .
ومن الإشارات في أمور غير الدين أذكر منها ذات مرة إذ جاءني ابني يشتكي من جرح في ظهره طال ولم يشفى فسألته كيف حدث ذلك ، فذكر أنه اصطدم بحديد ضربه في ظهره وقد مضى على ذلك عدة أيام وبقي الجرح كما هو ولم يعافى منه فخفت أنه قد يكون تسمم من الحديد وربما قد فات الأوان ولم يبلغني بذلك في ساعته على الجدية وحسب علمي آنذاك كان يجب أن يعطى حقنة في بطنه ضد التسمم أؤكد حقنة وفي بطنه وكان خوفي من هذا شديد لأني سمعت من قبل عن أحداث متشابهة نتج عنها بتر عضو من الجسد , كانت الصلاة قريبة صليت ودعوت الله أن يشفيه من هذا الجرح ولم يمض إلا وقت قصير حتى جاءني يشتكي من جديد , ما بك ؟ يجيب : نحلة لسعتني ... أين ؟ في بطني ! كلما أذكر هذه الإشارة ابتسم في قلبي , ابتسم كيف بعث الله نحلة قامت بحقنه وفي البطن بالذات وعلمت أن بعث النحلة رمز للشفاء فاطمأننت نهائيا ولم أذهب به إلى المستشفى ولم أبالي وتأكدت أن الله سيشفيه بإذنه وكان كذلك بإذن الله . كثيرا ما كنا نتلقى إشارات ورموز عن طريق الحيوانات منها ما نفهمه في الحال ومنها ما يفهم بعد سنين عندما تأتي إشارات أخرى تفك ذلك .
لقد انتشر عند الأوساط الدينية أن هؤلاء شيعة ينكرون السنة ومنهم من قال هؤلاء قرآنيون وكل ما في الأمر أني لا أتبع إلا القرآن وحده فاختلفت عن الآخرين , فبدأت الشرطة تستجوبني مرة على مرة وبدأت ألاحظ أشخاصا عديدين يراقبونني ويتربصون بي بطريقة غير مباشرة ، كنت أجدهم في كل مكان وعلى أشكال مختلفة منهم الذين أعرفهم والكثير الكثير لا أعرفهم ، كنت أراهم قرب البيت ، وفي الطريق وآخرين على شكل بائعين ومارين وغير ذلك ، أحيانا كنت أخرج من العمل أو من البيت فأجد أشخاصا واقفين بعيدا فإذا بهم ينطلقون مشيا في اتجاهي وعند وصولهم عندي ينقلبون يمشون معي عائدين ، وأحيانا يسألني أحد عن سجارة أو غير ذلك ، وداخل البيت أصبح الهاتف يرن بكثرة أحيانا استهزاء وأحيانا أخطاء وأحيانا دون استجابة وهكذا ، وفي الليل كنت أقوم حوالي الثالثة والرابعة للصلاة فيأتي أشخاص ويتوقفون قرب النافذة ثم ينطلقون في المحادثة بينهم ، غيرت فبدأت أقوم خفية والأنوار طافئة وأتوضأ في حركة السارق وأصلي بصوت منخفض جدا ، تفاقم الوضع لدرجة لم أعد أميز بين الأشخاص ، فأصبحت خائفا خصوصا أن البلاد كانت تمر بفتنة الإرهاب ، ولما وصلت هذه المرحلة من الخوف بسبب اتباعي للقرآن وحده عزمت على الرحيل من المدينة ، عندها اتضح لي أن هذا هو قبر النبي الذي رأيتني في المنام أريد الفرار به إلى مكان آمن والذي كان في المنام مقبرة يحيطها سور وعلى قمتها دار خالية ، فرأيت أنه حان الوقت للذهاب إلى المقبرة التي يوجد فيها الأمن ، فانطلقت أبحث عن هذه المقبرة وقلت لأصحابي يجب البحث عن هذه المقبرة لقد حان وقت البحث عنها ,
ذهبت إلى وهران عند أخي الهواري كالعادة وهو أصغر مني سنا وأحب إخوتي إلي وكان محبوب أيضا عند الناس تجده مبشوش الوجه دائما , يمازح الناس عند لقائهم , ولا يضيق صدره من الضيافة فكنت أذهب عنده كل ما أكون هناك وهو الوحيد الذي كنت أشرح له صدري وأفشي له سري فذكرت له في هذه المرة أن أشخاص يتتبعونني ويتربصون بي وإني خائف من مكرهم لكنه لم ير أي حاجة للخوف وقال لي ليس هناك ما يدعو للخوف وكان يظن أني أتوهم فأكدت له أني لا أتوهم وأن ما أراه حقيقة فلم يقتنع بما أقول وبقينا في أخذ ورد في هذه النقطة بالذات , ولما رآني مصرا على ما أقول ولم أوافقه على ما يرى , أتدرون ما قال لي دون أن يعلم بشيء ؟ لقد صرخ في وجهي غاضبا وقال إذهب إلى المقبرة إذن ، تعجبت من قوله هذا وأحببت استفسارا كيف تكلم بهذا فقلت له لماذا قلت لي هذا ؟ قال إذا لم تستطع العيش مع الناس فاذهب إلى المقبرة إذن , كان الجواب مقنعا فبقيت أتعجب لقوله هذا وقلت له لقد قلت شيئا عجيبا , إني الآن حقيقة أبحث عن المقبرة وذكرته بالرؤيا التي قصصتها عليه أيام زمان ، وكانت هذه إشارة ورسالة من الله أن أواصل البحث عن المقبرة ، كانت هناك مقبرة قريبة من حينا في وهران ويحاط بها سور ويوجد بها دار خاوية فكنت أتمعن فيها وأقول هل هذه هي المقبرة حتى أني لأهم بأخذ أسرتي وأرحل إليها ثم أتراجع عن هذا لأني لم أكن متأكدا منها أنها المقبرة المقصودة ولأني رأيت مقابر أخرى تشابهها أيضا فالتبست علي المقابر وبقي البحث والضغط علي متواصلا , وذات يوم وأنا في وهران عند أخي الهواري في بيته وكانت ساعة الأخبار على الشاشة وهي تعرض صورا لفيضان وقع في الصحراء ، فإذا بي أبصر مشهدا يشبه تماما المقبرة التي رأيتها في المنام إنها بقعة في مدينة غرداية يحيطها سور بيوتها متراصة على هضبة وفي قمتها بيت كالبيت الذي رأيته على قمة المقبرة إنه مسجد تلك البقعة فقلت لأخي لعل هذه البقعة هي المقبرة التي أبحث عنها ، فأصبحت هذه البقعة هي المكان الراجح عندي ، رجعت إلى المحمدية وبقيت تساورني بعض الشكوك ، وذات يوم أحسست بمضايقات ومكر شديد من اولئك الأشخاص فهرعت إلى الصلاة ، وبينما كنت أصلي أو بعد الصلاة وكنت في الطابق العلوي من سكناي تساءلت في نفسي فقلت أين أذهب الآن ..أين أذهب .. فإذا بالجواب يأتيني من تحتي من الطابق السفلي ويقول غرداية ، سمعت هذه الكلمة فقط لا شيء معها ففوجئت بهذا الجواب السريع وانطلقت بسرعة إلى الطابق السفلي حيث كانت الشاشة تشتغل هناك لأتأكد من حقيقة ما سمعت فوجدت رئيس الجمهورية زروال يخطب على الشاشة ولم أتمكن من معرفة المكان الذي كان يخطب فيه فانتظرت الأخبار المقبلة فإذا بزروال يلقي خطابا لحملته الإنتخابية في المدينة , وأي مدينة ؟ إنها مدينة غرداية , فتأكدت من الكلمة التي سمعتها أنها حقيقة غرداية وتأكدت من المقبرة أنها حقيقة في غرداية ولم يبق لي أي ذرة من الشك , ذهبت إلى أصحابي ونبأتهم بالخبر .
لم نكن نعرف عن هذه المدينة وأهلها إلا أنهم يتبعون المذهب الإباضي ويقال عنهم من الخوارج , أصبحت أتشوق لمعرفة المزيد عن هوية هذه المنطقة وخصائصها وكل ما يمتاز به أهلها وبقيت أتساءل دائما ولحد الآن لماذا وجهني الله لهذا المكان ولماذا هؤلاء الناس بالذات ؟ كنت ولا أزال أجيب نفسي لعل هؤلاء أقرب الناس استجابة لما أدعو إليه وأملي لا يزال قائما وقويا في ذلك ، عزمت على الذهاب لهذه المنطقة وأخبرت الزوجة بذلك ففاجأتها وضاق صدرها لما سمعت بالمكان في الصحراء ذات الحرارة الشديدة والنقص في الخيرات التي تأتي من التل والبعد المتناهي عن الإخوة والأقارب , وإذا قيل الصحراء قيل النقص في المحاسن والزيادة في المساوئ هكذا يعرف عندنا , أصبحت الزوجة تعيش في قلق من الرحيل إلى الصحراء وكنت أؤكد لها أن هذا توجيه من الله وعلي اتباعه ، وذات يوم وهي في هذا الضيق ذهبنا إلى وهران وذهبت هي عند أختها المتزوجة هناك واسمها الهوارية وأثناء الحديث قالت الزوجة لاختها إننا على وشك الرحيل من مسكننا ، فرحت أختها وقالت ، هذا جيد , جميل أن تجاوروننا ، قالت الزوجة ليس هنا ، إننا راحلون إلى مكان بعيد ، قالت الأخت إن كنتم تريدون الرحيل بعيدا فاذهبوا إلى الصحراء , وأدلكم على مكان جميل ، فاذهبوا إلى غرداية ، فلما سمعت الزوجة هذا التوجيه من أختها اندهشت وراحت تستفسر وتقول لها من أين لك أن تعرفي غرداية قالت الأخت كانت لي صديقة من الدراسة تسكن في وهران يحي الكميل تزوجت وراحت تسكن هناك وكانت تراسلني وتقول أن المدينة أعجبتها وأنها مبسوطة هناك وشكرت لها المدينة فاطمأن قلب الزوجة حينها وزال ضيقها ، فلما ذكرت لي ذلك علمت أن الله أراد أن يطمئنها من حيث لا تحتسب ومن ثم بقيت في الإنتظار حتى يأتي المولد النبوي وأذهب إلى ذلك المكان , لست أدري لماذا اخترت مناسبة المولد
وبينما كنت في انتظار المولد والمضايقات والخوف يتابعني كان الله يطمئنني بإرسال إشارات من حين لآخر إلى أن جاءت إشارات كبيرة في أيام معلومات ومتتالية إذ جاءني أحد الأصدقاء يوم الأربعاء بعد العصر يقص علي ما رأه في منامه ، يقول أنه رأني معه على رصيف طريق شارع خميستي وكانت آجورة حمراء ملقاة على حافة الطريق وكنا نترقب السيارات التي تمر أيها تمس تلك الآجورة بعجلتها ، فمرت أنواع عديدة وجميلة من المركبات ولم تمسها ولا واحدة منها ثم جاءت أخرى أكبر وجميلة ولم تمسها ولا واحدة منها ثم الشاحنات الجميلات ثم الحافلات الأكبر حجما وأروع جمالا وحتى التي تحمل الحافلات نفسها كل هذه المركبات على اختلاف أنواعها وجمالها وضخامتها لم تمس ولا واحدة منها هذه الآجورة , ثم رأى بعد ذلك طائرة أو طوافة أو طائرات وطوافات جميلات ثم رأى جرارا وكان كل مرة يذكر جمال المركبات التى رآها ثم يقول أنه جاء عندي مع آخرين إلى البيت فوجدوا عندي عسلا مصفى كما قال ثم بعد ذلك وجد نفسه في مكان آخر يلبس رنجاس وهو حذاءه الذي يلبسه في الحقيقة ورآني جالسا فاتحا القرآن أو أفتح القرآن في سورة النحل أو يدلني على سورة النحل ثم قال لقد قمنا بدورة كاملة حول المدينة وانتهت الرؤيا التي رآها وقصها علي فلم أبالي بها وظننتها أضغاث أحلام ، وفي صبيحة يوم الغد وهو يوم الخميس هتف لي أخي الهواري من وهران يقول أن هناك جنازة لأحدى الأقارب في البادية ويجب الحضور هناك أردت الذهاب وكانت السماء مبللة بالغيوم وكان عندي حذاء ألبسه في الأيام الممطرة فلبسته في هذا اليوم لأقاوم به الغرس في البادية إن سقط المطر ، خرجت من البيت وفي الطريق تذكرت الصديق صاحب الرؤيا عندما قال لي أنه كان يلبس رنجاسه أي حذاءه الحقيقي فهو يشبه حذائي الذي خرجت به اليوم ولم أكن أعرف أن هذا النوع من الأحذية يسمى رنجاس لأن هذا الإسم يطلق فقط على نوع من الأحذية العسكرية ، ولم أشتر حذاء مثل هذا إلا في هذه السنة وكنت أحب نوعا آخر ألبسه دائما وهو خفيف وأسفله رقيق وفي هذه السنة كنت أمشي في الطريق وكان يوما ممطرا فأحسست بالماء داخل الحذاء فتفحصته فوجدت الماء قد دخل من أسفل الحذاء فعزمت أن أشتري حذاء يكون أسفله سميكا فبحثت عن هذا النوع من الأحذية فلم أجد إلا بعد بحث جاد ومتكرر في عدة أيام حتى أحسست أنه شغلني كثيرا على غير عادتي في شراء الأحذية ولم أكن أعرف أن هذا النوع من الأحذية يسمى رنجاس حتى سمعته من صاحب الرؤيا وهو حقيقة يشبه الرنجاس أي الحذاء العسكري فلما رأيتني ألبس رنجاسا تذكرت رؤيا القبر التي رأيتها والتي ذكرتها من قبل البس فيها رنجاسا وأمشي في خط محراث كبير وأقول هذه طريق اليهود وهذا الرنجاس الذي اكتشفته اليوم زادني تأكيدا للذهاب إلى غرداية وبقي لدي بعض الشك في الحذاء هل هو رنجاس أم لا فلما وصلت البادية التي فيها الجنازة التقيت بخالي فسألته قائلا أشير إلى حذائي إلى ماذا يشبه هذا الحذاء ؟ أجابني قائلا هذا حذاء عسكري فقد أكد لي نهائيا أنه الحذاء الذي رأيته في المنام ثم ذكرت له الرؤيا التي رأيتها وكان بجانبه رجل دين يشاركنا الحديث فسمع الرؤيا وبمجرد ما انتهيت قال إن القبر في هذه الرؤيا هو القرآن وهو كذلك دون شك وإني لحامله دون أن يدري هذا الرجل ، وكان يوم الخميس هذا هو بداية السنة الهجرية مما زادني دفعا قويا للرحيل في هذه السنة إلى غرداية ، وأنا في البادية إذ جاءني شعور بالإختلاء بعيدا عن الناس فذهبت إلى مكان يسمى الوادي وهو فعلا وادي بين الأودية وهو خاليا وبعيدا عن القرية وجلست قرب بعض الأشجار وكانت الطيور تحوم حول الأشجار فقلت في نفسي إن هذه الطيور يقول الله عنها أن فيها آيات فيجب علي أن أتدبر فيها فبقيت أتمعن فيها وأتدبر لأصدق ما قاله الله في هذه الطيور فإذا بطائرة تمر بالوادي فانتقل فكري إليها مباشرة تركت التدبر في الطيور ورحت أتدبر في تلك الطائرة كآية عظيمة من الله كيف بهذا الحجم الكبير جعله الله يطير في السماء وهو يحمل من البشر ما كان يحمله عشرات الدواب ، ينامون ويأكلون ويشربون بداخلها وهي محمولة في الجو برحمة الله وهذه آية عظيمة من الآيات العظام الأخرى لكن الناس لا يبصرونها وهنا وفجأة تذكرت رؤيا الصديق وفهمتها أي أن تلك السيارات الجميلة والمتنوعة والمركبات الضخمة وحاملات المركبات كلها مرت ولم تمس ولا واحدة منها تلك الآجورة أي كل هذه النعم التي خلقها الله للإنسان مختلفة الأحجام ومتنوعة الجمال فكل منها آية من آيات الله ولكن لا أحد يبصرها وهو يقودها وهي تحملهم ومتنوعة الجمال ومتنوعة الأحجام والناس لغفلتهم يمرون عليها مر الكرام كما قال الله عز وجل << وكم من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون >> فالآية هي تلك الآجورة التي كان الناس يمرون بها ثم يبتعدون عنها ، فالرؤيا تدل على أن الله أنزل نعما عظيمة وكثيرة على الإنسان لكن الناس في غفلة عنها وجعلني الله في الرؤيا من المستبصرين ووقع ذلك فعلا حيث وفقني الله في التدبر في الطيور ومن ثم في الطائرات لأكتشف تفسير الرؤيا في ما بعد وعند رجوعي إلى القرية وجدت سيارات عديدة ومتنوعة في مكان الجنازة وكذلك جرارا وكنت أعلم أن سورة النحل هي السورة الوحيدة التي يذكر الله فيها نعما كثيرة خلقها الله وسخرها للإنسان وفي كل مرة يقول إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون أو يعقلون فمن تدبر سورة النحل يجدها سورة النعم وفيها قال الله في مدخل السورة << والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون >> انظر كيف ذكر الركوب والزينة وبين أنه يخلق مركبات لا نعلمها وهي ما نراه في زماننا وما يظهر مع الزمان << وسخر لكم البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون >> << وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات وبالنجم هم يهتدون >> << اولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون >> << والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين >> << وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون وأوحى ربك إلى النحل أتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومن ما يعرشون ...... ... يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون >> وهذه السورة هي التي ذكر فيها العسل
هذا اختصار لبعض النعم المذكورة في سورة النحل من أراد معرفة المزيد فليقرأ السورة , لقد حدث هذا يوم الخميس وفي الرؤيا ذكر أننا كنا في شارع خميستي وهو ما حدث في يوم الخميس ، قضيت الليلة في القرية ثم ذهبت صبيحة الجمعة إلى وهران وقضيت الليلة هناك وكنت قد أخذت معي ابني يونس الذي كان سنه آنذاك يقارب الخمس سنوات ، وفي الليل ولما كنت نائما جاءني وجع في بطني فأيقظني وسرعان ما زال عني فإذا بالكلاب تنطلق في النباح من كل مكان على غير العادة إن لم أقل كل كلاب الحي وأقل كل كلاب الحي , والحي كبير جدا, فالنباح من كل مكان ، ونباح مفزع ، وكأن كل كلب يهاجم شيئا وحده بشراسة وهو غير معقول على حسب ما ألفناه من كلاب الحي فتعجبت لما سمعت هذا وقلت في نفسي لعل الكلاب أحست بقدوم الساعة وكان أمر الساعة يشغلنا كثيرا كما ذكرت سابقا ، وفي صبيحة يوم السبت انطلقت من وهران متجها نحو المحمدية ، وبينما كنت أمشي في المدينة مع ابني يونس إذا بكلب يأتي ويمشي خلفنا وكان أحمل خبزا فقلت لعله جائع فألقيت إليه جزءا منه فلم يكن جوعان إذ لم يأكله وبقي يمشي خلفنا فقلت ماذا يريد هذا الكلب منا ربما يكون هذا طريقه المألوف لنتوقف ثم ننظر , توقفنا فتوقف الكلب خلفنا , واصلنا السير واصل السير معنا لنتوقف مرة أخرى يتوقف خلفنا فتعجبت لأمر الكلاب ، فالبارحة كلاب الحي واليوم كلب وسط المدينة ، ولما وصلت المحمدية ودخلت البيت أجد مفاجأة تنتظرني , وجدت زجاجة مملوءة بالعسل أتت بها أمرأة تريد أن أرقيها فيه فسألت الزوجة متى أتت بهذا العسل قالت يوم الخميس وهو اليوم الذي فسرت فيه الرؤيا التي رآها الصديق والتي ذكر فيها أنه جاء عندي في البيت فوجد عندي عسلا مصفى ، فالعسل دخل بيتي في هذا اليوم ولم يدخل بيتي عسل منذ زمن بعيد قبل هذا اليوم فتحققت الرؤيا عسل مصفى دخل بيتي في هذا اليوم بالذات ، ثم إن الصديق قال أننا قمنا بدورة كاملة في المنام وقد قمت فعلا بدورة كاملة إذ انطلقت من المحمدية ثم القرية ومن ثم إلى وهران ثم رجعت إلى المحمدية وهذا المسار على أرض الواقع يشكل دورة حقيقية جغرافيا وفي مساء ذلك اليوم أي يوم السبت التقيت مع أصحابي كالعادة فأردت أن أخبرهم عن الرؤيا وتفسيرها ثم قصة الكلاب التي رأيتها وقبل أن أتكلم معهم وبمجرد لقائي بهم سابقوني هم بالكلام وقالوا تعالى نخبرك عن أمر عجيب حدث بالأمس ، فرحت أسمع لأحدهم واسمه زروقي وهو يقول ، في صبيحة يوم أمس أي يوم الجمعة عندما خرجت من البيت انطلق كلب ينبح في وجهي وهو على سطح منزل أحد الجيران على غير عادته فأتممت السير إلى المسجد وفي الطريق وجدت كلبا مفترشا في الطريق أو افترش في طريقي وفي الطريق دائما انطلق كلب يجري أمامي ويلتفت برأسه وراءه ينظر إلي فلما صليت ورجعت إلى البيت جاء أحد الجيران وأخرج كلبه يحرضه علي وهو يمزح فخشيت على نفسي من أمر الكلاب هذا أن يكون معناه أني منافقا أو فاسقا ، وأراد أن أطمئنه على نفسه بتفسير هذه الإشارة فتعجبت لأمر الكلاب هذا فرحت أخبرتهم بما رأيته أنا أيضا من أمر الكلاب في وهران وهذا في نفس اليوم والليلة فتعجبوا مما ذكرته لهم
و لما رجعت إلى البيت قلت للزوجة لقد ظهر أمر كلاب وذكرت لها ما حدث في وهران وما حدث في المحمدية فأضافت تقول هي أيضا لقد جاء في ذلك اليوم كلب من مكان لا نعلمه ودخل الحي عندنا حتى فر منه اولاد الحي ثم انصرف علما أني أسكن في حي خاص بالأساتذة ولا يوجد فيه الكلاب ، فتعجبت من ذلك وكيف يأتي كلب مجهول إلى هذا الحي فإشارة الكلاب أصبحت واضحة الآن ، ولما قمت للصلاة في الليل أي قيام الليل المعتاد والذي أواظب عليه منذ سنين بما يقارب الساعتين كل ليلة وأقرأ خلال هاتين الساعتين ما يقارب ربع حزب فقط لأني أقرأ الآية وأرددها عدة مرات وأنا أتمعنها وأتدبرها ولهذا أجد نفسي في النهاية قرأت ما يقارب الصفحتين وأقرأ الكتاب نزولا متتابع الصفحات دون تخط ولا صفحة واحدة وحسب هذا الترتيب أختم القرآن بعد ثمانية أشهر وفي هذه الليلة عندما شرعت في الصلاة ومباشرة مع البداية وجدت نفسي أمام قوله تعالى << واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون >> فتعجبت مرة أخرى من أمر الكلاب هذا فأين ما توجهت وجدته علما أن الكلب ذكر في القرآن مرتين فقط وأن كل آية من القرآن ألتقي بها في قيام الليل مرة كل ثمان أشهر على الأقل وكيف بهذ الليلة التي ظهر أمر الكلاب عندها التقي بالآية التي تذكر الكلب تناسقا مع أمر الكلاب فلم أفهم تفسير هذه الإشارة ، وهذا يعني أن هذا التنسيق من الله لا شك فيه ، أتممت القيام ودخلت في صلاة الصبح وأنا منشغل بأمر الكلاب وبعد الصلاة استلقيت على السرير وأنا أفكر في أمر الكلاب وبجانب السرير كان ينام ابني الصغير يونس وبينما كنت مستغرقا في الحيرة والتساؤل إذا بيونس يرفع رأسه ويقول وهو نائم : كلب , نطق بكلمة كلب فقط ، فاقتربت منه لأسمع المزيد فلم يقل بعدها شيئا فلما استيقظ سألته عما رأى البارحة في نومه فقال رأيت في المنام أنك اشتريت لي كلبا، فقلت في نفسي هل يعني أمر الكلاب هذا أن أشتري كلبا ، علمت أنها رسالة من الله لكن لم أعرف تأويلها ثم ذهبت إلى العمل وبعد عودتي قالت لي الزوجة عند دخولي البيت وقبل أن أجلس تعالى لأخبرك عن شيء غريب حدث اليوم ! ما هو يا ترى ؟ كانت القناة المعتادة التي تتابعها تعرض صباحا أو مرة في الأسبوع حصة للأطفال تعلمهم فيها اللغة العربية وفي هذا اليوم أوقفوا هذه الحصة واستبدلوها بمسلسل قديم تعرفه ، إنه مسلسل الكلب فتعجبت هي وتعجبت أنا أيضا لأمر الكلاب هذا فالتنسيق حتى مع التلفزيون ثم سألتها عن ماذا يتحدث المسلسل قالت إنه يتحدث عن إنسان تحول إلى كلب وفي نهاية المسلسل يرجع إلى أصله ويعود إنسانا وهنا فهمت تأويل أمر الكلاب وتوقفت الظاهرة : يفهم من الآية التي شبه الله فيها الإنسان بالكلب على أن الكلب في هذه الأحداث يعني التخلي عن ما أنزل الله ويستهدف العلماء بشكل كبير ،
أما مسلسل الكلب الذي جاء على الشاشة في آخر الأحداث فهو يشير إلى ظاهرة الكلاب التي جاءت متسلسلة على شكل مسلسل أن لها معنى واحدا لجميعها ويفسره مسلسل الكلب الذي يتحول فيه الإنسان إلى كلب منذ البداية ويبقى فيه كلبا طيلة المسلسل كله حتى تقترب النهاية عندها يرجع إلى أصله ويتحول إلى إنسان ، ويفهم من هذا حسب رأيي
أن أهل الكتاب بما فيهم المسلمين كانوا على كتاب الله في البداية ثم انسلخوا عنه وبقوا خارجين عن الكتاب إلى أن تقترب النهاية أي قرب الساعة عندها يعودون إلى كتاب الله وغالب الظن أن هذا المسلسل يعود على المسلمين والله أعلم .
أسألكم بالله هل هذه الإشارة من عند الله أم من عند الشيطان فمن نسق بين ظاهرة الكلاب في مدينة وهران ومدينة المحمدية في نفس الوقت ، ومن جاء بالكلب عندنا في حي الأساتذة في نفس الوقت ، ومن نسق هذه الظاهرة ورتبها لألتقي في هذه الليلة بالآية التي تذكر الكلب والتي لا ألتقي بها في القيام إلا مرة واحدة في السنة وكيف أتصادف بها في اليوم الذي يظهر فيه أمر الكلاب ثم كيف تغير الإذاعة برنامجها في هذا الوقت بالذات لتجعل مكانه مسلسل الكلب ليتناسق مع الأحداث ، فمن جاء بهذه الظاهرة التي لم نراها من قبل ولا بعد ومن كان يقوم بهذا التنسيق ، هل يمكن الشيطان أن يفعل ذلك أم هذا من عند الله .
بعد إشارة الكلب جاءت إشارة أخرى مباشرة
في نهار يوم السبت فقدت رضاعة ابنتي الصغيرة واسمها كوثر وكان سنها يقارب السنتين وكانت لا تنام إلا وفي فمها الرضاعة فلا يمكن الاستغناء عنها أبدا ولما جاء الليل وأرادت أن تنام بحثوا عن الرضاعة مجددا ليعطوها إياها فلم يجدوها فأمضينا ليلة كما يقال بيضاء ، فكلما استيقظت نجد صعوبة في تنويمها وكلما تفقدت رضاعتها أثناء نومها ولم تجدها يدفعها ذلك للاستيقاظ مما يوقظنا لمعالجة الأمر لا هي تنام ولا نحن ننام كل هذا من أجل الرضاعة ، وفي صبيحة يوم الأحد ذهبت مباشرة عند البقال لأشتري لها رضاعة فقال يوجد نوعان بسيطة وثمنها رخيص وأخرى نوع رفيع وثمنها أضعاف الأولى فاشتريت الرخيصة وأتيتها بها ، وفي منتصف النهار دخلت في جدال مع الزوجة حول السكن ، أردت أن أبيع السكن وأبحث عن آخر في غرداية لأني ذاهب إليها فلم تقبل الزوجة وكان يبدو لها أن هذه مغامرة فحاولت إقناعها فقالت لسنا لوحدنا هناك أطفال بيننا فقلت لها إن الخير الذي آتيهم خير مما هم عليه الآن وتوقفنا عن الجدال وبعد العصر جاء أصحابي عندي كالعادة فخرجت معهم وفي هذا اليوم بالذات أخذت معي ابنتي كوثر أحملها على صدري، وفي الطريق قلت لهم على وجه التسلية وأنا أنظر إليها وأضحك معها هذه كوثر , أتدرون ماذا تعني كوثر ؟ كوثر تعني الكثير ، كوثر تعني الكثير ، أقصد الخير الكثير ، كنت أمزح معهم وأمزح بصدق , كان معنا أحد أصحابنا واسمه حسان فانصرف لأمر يهمه وواصلنا الطريق ونحن نتبادل أطراف الحديث ، وبينما نحن نسير وفجأة وجدنا شيئا ملقى في الطريق , ما هو هذا الشيء يا ترى ؟ إنها رضاعة جديدة وفي علبتها ، ومن الرضاعات الرفيعة أي الغالية الثمن ، وبمجرد ما رأيتها فهمت هذه الإشارة وعلمت حينها أن الله صدقني في ما قلت للزوجة من أن الخير الذي آت الأولاد خير مما هم عليه الآن وأدركت أن رزقا خير من الذي نحن فيه آتينا بإذن الله كنت على يقين مطمئنا بذلك لأن الله نبهني البارحة بفقدان رضاعة كوثر وفي الصباح عرض علي البقال اثنين رخيصة وثمينة فاشتريت الرخيصة وفي نفس اليوم وقع الجدال مع الزوجة حول بيع السكن فتأسفت الزوجة على الأطفال وقلت لها أن الخير الذي آتيهم خير مما هم عليه الآن وقلت لأصحابي في الطريق أن هذه كوثر وقلت لهم يعني الكثير أقصد بذلك أن الله أعطاني الكثير وما هي إلا لحظات حتى وجدنا رضاعة جديدة لم تفتح بعد وكانت موجهة لكوثر التي جاءت اليوم بالذات لتستلمها وكنت أنا المتزوج من بين أصحابي ولي أولاد وفيهم كوثر التي تحتاج للرضاعة وقد فقدت رضاعتها البارحة واشتريت لها أخرى رخيصة فوهبني الله لها الغالية وبدون ثمن ، أخذت الرضاعة وقلت لأصحابي هذه لكوثر وأعطيتها إياها وقصصت لهم قصة الرضاعة فتعجبوا مما حدث وعلموا أن هذه رسالة من الله يبشرنى فيها برزق خير من الرزق الذي كنت فيه ، ولما التقى أحد أصحابنا بحسان الذي انصرف ولم يحضر إشارة الرضاعة وأخبره بقصتها تعجب حسان وقال سبحان الله وراح يقص عليه ما حدث له بعد انصرافه عنا من ذلك اليوم ، يقول حسان عندما انصرفت عنكم ذهبت لشغل معين ثم صليت المغرب في المسجد وعندما خرجت من المسجد وبينما كنت أمشي في الطريق إذا بقدمي تضرب في الظلام شيئا ملقى على الأرض أحسست أنه غير صلب وأتممت السير ، مشيت بعض الشيء ثم توقفت وأردت الرجوع لأعرف ما هو هذا الشيء الطري الذي ضربته قدمي ، ولما وصلت إليه وألقيت إليه نظري إذا به رضاعة ، فقلت في نفسي إن الله يريد خيرا بهؤلاء الصبيان هكذا قال , وهؤلاء الصبيان هم أبنائي الذين دار الكلام عليهم بيني وبين أمهم .
وهنا أطرح سؤالا هل هذه الإشارة من عند الله أم من الشيطان وهل يستطيع الشيطان أن يفعل ذلك .
تابع الصفحة رقم 04
ومن الإشارات أيضا أذكر يوما أني كنت أصلي بالليل وأنا أتدبر الآية تلو الأخرى فلما وصلت قوله تعالى
( وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات ) التبس علي الأمر في الظل والحرور ولم أعرف أيهما أحسن من الآخر ، وقد استحسن الله الظل في عدة آيات خصوصا في الجنة كقوله تعالى ( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ) ولهذا التبس علي الأمر وأتممت الصلاة دون أن أتوصل إلى نتيجة وبعد الصلاة يعني صلاة القيام تناولنا السحور وكان شهر الصيام وكان أبنائي الصغار يستيقظون معنا للسحور فمكثوا يلعبون في فراشهم ثم جاؤوا إلي يمزحون ويقولون لي أيهما تحب ؟ الشمس أم الظل وهم يضحكون ، فتعجبت لقولهم وظلوا يضحكون ويعيدون نفس السؤال ملحين علي بالإجابة وبقيت واقفا ولم أجبهم حتى قالوا وهم يضحكون , إن قلت أحب الشمس قلنا لك تأكل حبة إسفنج ، وإن قلت أحب الظل قلنا لك تأكل فأر مقمل وانطلقوا يضحكون ، وهذه النكتة لا تعرف عندنا ولم أسمع بها من قبل وأظن أنها كانت من ابتكارهم , وكان أخوهم الكبير يرى ما يجري بيني وبين إخوته الصغار وكان عمره يقارب العاشرة فانطلق يقول لي دون أن أسأله عن ذلك ، إن الشمس تشبه الإسفنجة وهي تطلق الأشعة فقلت في نفسي هذا مقبول إذ أن حياة المخلوقات على الأرض تحتاج لأشعة الشمس لتنمو وتبقي الحياة فيها وكثير من الأشياء تتعرض للفساد لعدم تلقيها أشعة الشمس ووجودها في الظل رحت أتدبر تلك الآيات , فالله ذكر الأعمى ثم قارنه بالبصير وذكر الظلمات وقارنها بالنور وذكرالظل وقارنه بالحرور فهذه المقارنة الثلاث تشترك كلها في الكلمة التي تسبقها وهي < وما يستوي > وبما أن الله ذكر الأعمى أولا ثم أتبعه بالبصير فالأمثلة التي ذكرها بعد ذلك جاءت معطوفة أيضا في ترتيب الأسوإ والأحسن أي أن الأحسن معطوف على الأحسن والأسوأ معطوف على الأسوإ والأول بالأول والثاني بالثاني هذا من جهة ومن جهة أخرى البصير والنور والحرور لها نفس القافية ولها نفس النغم وكانت هذه الكلمات تحسن نغم الآيات فكانت هي الأحسن إذن , ولما عكس الله ترتيب الأحسن والأسوأ في المقارنة بين الأحياء والأموات جعله منفصلا بقوله وما يستوي الأحياء ولا الأموات وبالتالي فالحرور أحسن من الظل كما أخبرني الصغار .
ومن الإشارات في أمور غير الدين أذكر منها ذات مرة إذ جاءني ابني يشتكي من جرح في ظهره طال ولم يشفى فسألته كيف حدث ذلك ، فذكر أنه اصطدم بحديد ضربه في ظهره وقد مضى على ذلك عدة أيام وبقي الجرح كما هو ولم يعافى منه فخفت أنه قد يكون تسمم من الحديد وربما قد فات الأوان ولم يبلغني بذلك في ساعته على الجدية وحسب علمي آنذاك كان يجب أن يعطى حقنة في بطنه ضد التسمم أؤكد حقنة وفي بطنه وكان خوفي من هذا شديد لأني سمعت من قبل عن أحداث متشابهة نتج عنها بتر عضو من الجسد , كانت الصلاة قريبة صليت ودعوت الله أن يشفيه من هذا الجرح ولم يمض إلا وقت قصير حتى جاءني يشتكي من جديد , ما بك ؟ يجيب : نحلة لسعتني ... أين ؟ في بطني ! كلما أذكر هذه الإشارة ابتسم في قلبي , ابتسم كيف بعث الله نحلة قامت بحقنه وفي البطن بالذات وعلمت أن بعث النحلة رمز للشفاء فاطمأننت نهائيا ولم أذهب به إلى المستشفى ولم أبالي وتأكدت أن الله سيشفيه بإذنه وكان كذلك بإذن الله . كثيرا ما كنا نتلقى إشارات ورموز عن طريق الحيوانات منها ما نفهمه في الحال ومنها ما يفهم بعد سنين عندما تأتي إشارات أخرى تفك ذلك .
لقد انتشر عند الأوساط الدينية أن هؤلاء شيعة ينكرون السنة ومنهم من قال هؤلاء قرآنيون وكل ما في الأمر أني لا أتبع إلا القرآن وحده فاختلفت عن الآخرين , فبدأت الشرطة تستجوبني مرة على مرة وبدأت ألاحظ أشخاصا عديدين يراقبونني ويتربصون بي بطريقة غير مباشرة ، كنت أجدهم في كل مكان وعلى أشكال مختلفة منهم الذين أعرفهم والكثير الكثير لا أعرفهم ، كنت أراهم قرب البيت ، وفي الطريق وآخرين على شكل بائعين ومارين وغير ذلك ، أحيانا كنت أخرج من العمل أو من البيت فأجد أشخاصا واقفين بعيدا فإذا بهم ينطلقون مشيا في اتجاهي وعند وصولهم عندي ينقلبون يمشون معي عائدين ، وأحيانا يسألني أحد عن سجارة أو غير ذلك ، وداخل البيت أصبح الهاتف يرن بكثرة أحيانا استهزاء وأحيانا أخطاء وأحيانا دون استجابة وهكذا ، وفي الليل كنت أقوم حوالي الثالثة والرابعة للصلاة فيأتي أشخاص ويتوقفون قرب النافذة ثم ينطلقون في المحادثة بينهم ، غيرت فبدأت أقوم خفية والأنوار طافئة وأتوضأ في حركة السارق وأصلي بصوت منخفض جدا ، تفاقم الوضع لدرجة لم أعد أميز بين الأشخاص ، فأصبحت خائفا خصوصا أن البلاد كانت تمر بفتنة الإرهاب ، ولما وصلت هذه المرحلة من الخوف بسبب اتباعي للقرآن وحده عزمت على الرحيل من المدينة ، عندها اتضح لي أن هذا هو قبر النبي الذي رأيتني في المنام أريد الفرار به إلى مكان آمن والذي كان في المنام مقبرة يحيطها سور وعلى قمتها دار خالية ، فرأيت أنه حان الوقت للذهاب إلى المقبرة التي يوجد فيها الأمن ، فانطلقت أبحث عن هذه المقبرة وقلت لأصحابي يجب البحث عن هذه المقبرة لقد حان وقت البحث عنها ,
ذهبت إلى وهران عند أخي الهواري كالعادة وهو أصغر مني سنا وأحب إخوتي إلي وكان محبوب أيضا عند الناس تجده مبشوش الوجه دائما , يمازح الناس عند لقائهم , ولا يضيق صدره من الضيافة فكنت أذهب عنده كل ما أكون هناك وهو الوحيد الذي كنت أشرح له صدري وأفشي له سري فذكرت له في هذه المرة أن أشخاص يتتبعونني ويتربصون بي وإني خائف من مكرهم لكنه لم ير أي حاجة للخوف وقال لي ليس هناك ما يدعو للخوف وكان يظن أني أتوهم فأكدت له أني لا أتوهم وأن ما أراه حقيقة فلم يقتنع بما أقول وبقينا في أخذ ورد في هذه النقطة بالذات , ولما رآني مصرا على ما أقول ولم أوافقه على ما يرى , أتدرون ما قال لي دون أن يعلم بشيء ؟ لقد صرخ في وجهي غاضبا وقال إذهب إلى المقبرة إذن ، تعجبت من قوله هذا وأحببت استفسارا كيف تكلم بهذا فقلت له لماذا قلت لي هذا ؟ قال إذا لم تستطع العيش مع الناس فاذهب إلى المقبرة إذن , كان الجواب مقنعا فبقيت أتعجب لقوله هذا وقلت له لقد قلت شيئا عجيبا , إني الآن حقيقة أبحث عن المقبرة وذكرته بالرؤيا التي قصصتها عليه أيام زمان ، وكانت هذه إشارة ورسالة من الله أن أواصل البحث عن المقبرة ، كانت هناك مقبرة قريبة من حينا في وهران ويحاط بها سور ويوجد بها دار خاوية فكنت أتمعن فيها وأقول هل هذه هي المقبرة حتى أني لأهم بأخذ أسرتي وأرحل إليها ثم أتراجع عن هذا لأني لم أكن متأكدا منها أنها المقبرة المقصودة ولأني رأيت مقابر أخرى تشابهها أيضا فالتبست علي المقابر وبقي البحث والضغط علي متواصلا , وذات يوم وأنا في وهران عند أخي الهواري في بيته وكانت ساعة الأخبار على الشاشة وهي تعرض صورا لفيضان وقع في الصحراء ، فإذا بي أبصر مشهدا يشبه تماما المقبرة التي رأيتها في المنام إنها بقعة في مدينة غرداية يحيطها سور بيوتها متراصة على هضبة وفي قمتها بيت كالبيت الذي رأيته على قمة المقبرة إنه مسجد تلك البقعة فقلت لأخي لعل هذه البقعة هي المقبرة التي أبحث عنها ، فأصبحت هذه البقعة هي المكان الراجح عندي ، رجعت إلى المحمدية وبقيت تساورني بعض الشكوك ، وذات يوم أحسست بمضايقات ومكر شديد من اولئك الأشخاص فهرعت إلى الصلاة ، وبينما كنت أصلي أو بعد الصلاة وكنت في الطابق العلوي من سكناي تساءلت في نفسي فقلت أين أذهب الآن ..أين أذهب .. فإذا بالجواب يأتيني من تحتي من الطابق السفلي ويقول غرداية ، سمعت هذه الكلمة فقط لا شيء معها ففوجئت بهذا الجواب السريع وانطلقت بسرعة إلى الطابق السفلي حيث كانت الشاشة تشتغل هناك لأتأكد من حقيقة ما سمعت فوجدت رئيس الجمهورية زروال يخطب على الشاشة ولم أتمكن من معرفة المكان الذي كان يخطب فيه فانتظرت الأخبار المقبلة فإذا بزروال يلقي خطابا لحملته الإنتخابية في المدينة , وأي مدينة ؟ إنها مدينة غرداية , فتأكدت من الكلمة التي سمعتها أنها حقيقة غرداية وتأكدت من المقبرة أنها حقيقة في غرداية ولم يبق لي أي ذرة من الشك , ذهبت إلى أصحابي ونبأتهم بالخبر .
لم نكن نعرف عن هذه المدينة وأهلها إلا أنهم يتبعون المذهب الإباضي ويقال عنهم من الخوارج , أصبحت أتشوق لمعرفة المزيد عن هوية هذه المنطقة وخصائصها وكل ما يمتاز به أهلها وبقيت أتساءل دائما ولحد الآن لماذا وجهني الله لهذا المكان ولماذا هؤلاء الناس بالذات ؟ كنت ولا أزال أجيب نفسي لعل هؤلاء أقرب الناس استجابة لما أدعو إليه وأملي لا يزال قائما وقويا في ذلك ، عزمت على الذهاب لهذه المنطقة وأخبرت الزوجة بذلك ففاجأتها وضاق صدرها لما سمعت بالمكان في الصحراء ذات الحرارة الشديدة والنقص في الخيرات التي تأتي من التل والبعد المتناهي عن الإخوة والأقارب , وإذا قيل الصحراء قيل النقص في المحاسن والزيادة في المساوئ هكذا يعرف عندنا , أصبحت الزوجة تعيش في قلق من الرحيل إلى الصحراء وكنت أؤكد لها أن هذا توجيه من الله وعلي اتباعه ، وذات يوم وهي في هذا الضيق ذهبنا إلى وهران وذهبت هي عند أختها المتزوجة هناك واسمها الهوارية وأثناء الحديث قالت الزوجة لاختها إننا على وشك الرحيل من مسكننا ، فرحت أختها وقالت ، هذا جيد , جميل أن تجاوروننا ، قالت الزوجة ليس هنا ، إننا راحلون إلى مكان بعيد ، قالت الأخت إن كنتم تريدون الرحيل بعيدا فاذهبوا إلى الصحراء , وأدلكم على مكان جميل ، فاذهبوا إلى غرداية ، فلما سمعت الزوجة هذا التوجيه من أختها اندهشت وراحت تستفسر وتقول لها من أين لك أن تعرفي غرداية قالت الأخت كانت لي صديقة من الدراسة تسكن في وهران يحي الكميل تزوجت وراحت تسكن هناك وكانت تراسلني وتقول أن المدينة أعجبتها وأنها مبسوطة هناك وشكرت لها المدينة فاطمأن قلب الزوجة حينها وزال ضيقها ، فلما ذكرت لي ذلك علمت أن الله أراد أن يطمئنها من حيث لا تحتسب ومن ثم بقيت في الإنتظار حتى يأتي المولد النبوي وأذهب إلى ذلك المكان , لست أدري لماذا اخترت مناسبة المولد
وبينما كنت في انتظار المولد والمضايقات والخوف يتابعني كان الله يطمئنني بإرسال إشارات من حين لآخر إلى أن جاءت إشارات كبيرة في أيام معلومات ومتتالية إذ جاءني أحد الأصدقاء يوم الأربعاء بعد العصر يقص علي ما رأه في منامه ، يقول أنه رأني معه على رصيف طريق شارع خميستي وكانت آجورة حمراء ملقاة على حافة الطريق وكنا نترقب السيارات التي تمر أيها تمس تلك الآجورة بعجلتها ، فمرت أنواع عديدة وجميلة من المركبات ولم تمسها ولا واحدة منها ثم جاءت أخرى أكبر وجميلة ولم تمسها ولا واحدة منها ثم الشاحنات الجميلات ثم الحافلات الأكبر حجما وأروع جمالا وحتى التي تحمل الحافلات نفسها كل هذه المركبات على اختلاف أنواعها وجمالها وضخامتها لم تمس ولا واحدة منها هذه الآجورة , ثم رأى بعد ذلك طائرة أو طوافة أو طائرات وطوافات جميلات ثم رأى جرارا وكان كل مرة يذكر جمال المركبات التى رآها ثم يقول أنه جاء عندي مع آخرين إلى البيت فوجدوا عندي عسلا مصفى كما قال ثم بعد ذلك وجد نفسه في مكان آخر يلبس رنجاس وهو حذاءه الذي يلبسه في الحقيقة ورآني جالسا فاتحا القرآن أو أفتح القرآن في سورة النحل أو يدلني على سورة النحل ثم قال لقد قمنا بدورة كاملة حول المدينة وانتهت الرؤيا التي رآها وقصها علي فلم أبالي بها وظننتها أضغاث أحلام ، وفي صبيحة يوم الغد وهو يوم الخميس هتف لي أخي الهواري من وهران يقول أن هناك جنازة لأحدى الأقارب في البادية ويجب الحضور هناك أردت الذهاب وكانت السماء مبللة بالغيوم وكان عندي حذاء ألبسه في الأيام الممطرة فلبسته في هذا اليوم لأقاوم به الغرس في البادية إن سقط المطر ، خرجت من البيت وفي الطريق تذكرت الصديق صاحب الرؤيا عندما قال لي أنه كان يلبس رنجاسه أي حذاءه الحقيقي فهو يشبه حذائي الذي خرجت به اليوم ولم أكن أعرف أن هذا النوع من الأحذية يسمى رنجاس لأن هذا الإسم يطلق فقط على نوع من الأحذية العسكرية ، ولم أشتر حذاء مثل هذا إلا في هذه السنة وكنت أحب نوعا آخر ألبسه دائما وهو خفيف وأسفله رقيق وفي هذه السنة كنت أمشي في الطريق وكان يوما ممطرا فأحسست بالماء داخل الحذاء فتفحصته فوجدت الماء قد دخل من أسفل الحذاء فعزمت أن أشتري حذاء يكون أسفله سميكا فبحثت عن هذا النوع من الأحذية فلم أجد إلا بعد بحث جاد ومتكرر في عدة أيام حتى أحسست أنه شغلني كثيرا على غير عادتي في شراء الأحذية ولم أكن أعرف أن هذا النوع من الأحذية يسمى رنجاس حتى سمعته من صاحب الرؤيا وهو حقيقة يشبه الرنجاس أي الحذاء العسكري فلما رأيتني ألبس رنجاسا تذكرت رؤيا القبر التي رأيتها والتي ذكرتها من قبل البس فيها رنجاسا وأمشي في خط محراث كبير وأقول هذه طريق اليهود وهذا الرنجاس الذي اكتشفته اليوم زادني تأكيدا للذهاب إلى غرداية وبقي لدي بعض الشك في الحذاء هل هو رنجاس أم لا فلما وصلت البادية التي فيها الجنازة التقيت بخالي فسألته قائلا أشير إلى حذائي إلى ماذا يشبه هذا الحذاء ؟ أجابني قائلا هذا حذاء عسكري فقد أكد لي نهائيا أنه الحذاء الذي رأيته في المنام ثم ذكرت له الرؤيا التي رأيتها وكان بجانبه رجل دين يشاركنا الحديث فسمع الرؤيا وبمجرد ما انتهيت قال إن القبر في هذه الرؤيا هو القرآن وهو كذلك دون شك وإني لحامله دون أن يدري هذا الرجل ، وكان يوم الخميس هذا هو بداية السنة الهجرية مما زادني دفعا قويا للرحيل في هذه السنة إلى غرداية ، وأنا في البادية إذ جاءني شعور بالإختلاء بعيدا عن الناس فذهبت إلى مكان يسمى الوادي وهو فعلا وادي بين الأودية وهو خاليا وبعيدا عن القرية وجلست قرب بعض الأشجار وكانت الطيور تحوم حول الأشجار فقلت في نفسي إن هذه الطيور يقول الله عنها أن فيها آيات فيجب علي أن أتدبر فيها فبقيت أتمعن فيها وأتدبر لأصدق ما قاله الله في هذه الطيور فإذا بطائرة تمر بالوادي فانتقل فكري إليها مباشرة تركت التدبر في الطيور ورحت أتدبر في تلك الطائرة كآية عظيمة من الله كيف بهذا الحجم الكبير جعله الله يطير في السماء وهو يحمل من البشر ما كان يحمله عشرات الدواب ، ينامون ويأكلون ويشربون بداخلها وهي محمولة في الجو برحمة الله وهذه آية عظيمة من الآيات العظام الأخرى لكن الناس لا يبصرونها وهنا وفجأة تذكرت رؤيا الصديق وفهمتها أي أن تلك السيارات الجميلة والمتنوعة والمركبات الضخمة وحاملات المركبات كلها مرت ولم تمس ولا واحدة منها تلك الآجورة أي كل هذه النعم التي خلقها الله للإنسان مختلفة الأحجام ومتنوعة الجمال فكل منها آية من آيات الله ولكن لا أحد يبصرها وهو يقودها وهي تحملهم ومتنوعة الجمال ومتنوعة الأحجام والناس لغفلتهم يمرون عليها مر الكرام كما قال الله عز وجل << وكم من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون >> فالآية هي تلك الآجورة التي كان الناس يمرون بها ثم يبتعدون عنها ، فالرؤيا تدل على أن الله أنزل نعما عظيمة وكثيرة على الإنسان لكن الناس في غفلة عنها وجعلني الله في الرؤيا من المستبصرين ووقع ذلك فعلا حيث وفقني الله في التدبر في الطيور ومن ثم في الطائرات لأكتشف تفسير الرؤيا في ما بعد وعند رجوعي إلى القرية وجدت سيارات عديدة ومتنوعة في مكان الجنازة وكذلك جرارا وكنت أعلم أن سورة النحل هي السورة الوحيدة التي يذكر الله فيها نعما كثيرة خلقها الله وسخرها للإنسان وفي كل مرة يقول إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون أو يعقلون فمن تدبر سورة النحل يجدها سورة النعم وفيها قال الله في مدخل السورة << والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون >> انظر كيف ذكر الركوب والزينة وبين أنه يخلق مركبات لا نعلمها وهي ما نراه في زماننا وما يظهر مع الزمان << وسخر لكم البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون >> << وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات وبالنجم هم يهتدون >> << اولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون >> << والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين >> << وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون وأوحى ربك إلى النحل أتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومن ما يعرشون ...... ... يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون >> وهذه السورة هي التي ذكر فيها العسل
هذا اختصار لبعض النعم المذكورة في سورة النحل من أراد معرفة المزيد فليقرأ السورة , لقد حدث هذا يوم الخميس وفي الرؤيا ذكر أننا كنا في شارع خميستي وهو ما حدث في يوم الخميس ، قضيت الليلة في القرية ثم ذهبت صبيحة الجمعة إلى وهران وقضيت الليلة هناك وكنت قد أخذت معي ابني يونس الذي كان سنه آنذاك يقارب الخمس سنوات ، وفي الليل ولما كنت نائما جاءني وجع في بطني فأيقظني وسرعان ما زال عني فإذا بالكلاب تنطلق في النباح من كل مكان على غير العادة إن لم أقل كل كلاب الحي وأقل كل كلاب الحي , والحي كبير جدا, فالنباح من كل مكان ، ونباح مفزع ، وكأن كل كلب يهاجم شيئا وحده بشراسة وهو غير معقول على حسب ما ألفناه من كلاب الحي فتعجبت لما سمعت هذا وقلت في نفسي لعل الكلاب أحست بقدوم الساعة وكان أمر الساعة يشغلنا كثيرا كما ذكرت سابقا ، وفي صبيحة يوم السبت انطلقت من وهران متجها نحو المحمدية ، وبينما كنت أمشي في المدينة مع ابني يونس إذا بكلب يأتي ويمشي خلفنا وكان أحمل خبزا فقلت لعله جائع فألقيت إليه جزءا منه فلم يكن جوعان إذ لم يأكله وبقي يمشي خلفنا فقلت ماذا يريد هذا الكلب منا ربما يكون هذا طريقه المألوف لنتوقف ثم ننظر , توقفنا فتوقف الكلب خلفنا , واصلنا السير واصل السير معنا لنتوقف مرة أخرى يتوقف خلفنا فتعجبت لأمر الكلاب ، فالبارحة كلاب الحي واليوم كلب وسط المدينة ، ولما وصلت المحمدية ودخلت البيت أجد مفاجأة تنتظرني , وجدت زجاجة مملوءة بالعسل أتت بها أمرأة تريد أن أرقيها فيه فسألت الزوجة متى أتت بهذا العسل قالت يوم الخميس وهو اليوم الذي فسرت فيه الرؤيا التي رآها الصديق والتي ذكر فيها أنه جاء عندي في البيت فوجد عندي عسلا مصفى ، فالعسل دخل بيتي في هذا اليوم ولم يدخل بيتي عسل منذ زمن بعيد قبل هذا اليوم فتحققت الرؤيا عسل مصفى دخل بيتي في هذا اليوم بالذات ، ثم إن الصديق قال أننا قمنا بدورة كاملة في المنام وقد قمت فعلا بدورة كاملة إذ انطلقت من المحمدية ثم القرية ومن ثم إلى وهران ثم رجعت إلى المحمدية وهذا المسار على أرض الواقع يشكل دورة حقيقية جغرافيا وفي مساء ذلك اليوم أي يوم السبت التقيت مع أصحابي كالعادة فأردت أن أخبرهم عن الرؤيا وتفسيرها ثم قصة الكلاب التي رأيتها وقبل أن أتكلم معهم وبمجرد لقائي بهم سابقوني هم بالكلام وقالوا تعالى نخبرك عن أمر عجيب حدث بالأمس ، فرحت أسمع لأحدهم واسمه زروقي وهو يقول ، في صبيحة يوم أمس أي يوم الجمعة عندما خرجت من البيت انطلق كلب ينبح في وجهي وهو على سطح منزل أحد الجيران على غير عادته فأتممت السير إلى المسجد وفي الطريق وجدت كلبا مفترشا في الطريق أو افترش في طريقي وفي الطريق دائما انطلق كلب يجري أمامي ويلتفت برأسه وراءه ينظر إلي فلما صليت ورجعت إلى البيت جاء أحد الجيران وأخرج كلبه يحرضه علي وهو يمزح فخشيت على نفسي من أمر الكلاب هذا أن يكون معناه أني منافقا أو فاسقا ، وأراد أن أطمئنه على نفسه بتفسير هذه الإشارة فتعجبت لأمر الكلاب هذا فرحت أخبرتهم بما رأيته أنا أيضا من أمر الكلاب في وهران وهذا في نفس اليوم والليلة فتعجبوا مما ذكرته لهم
و لما رجعت إلى البيت قلت للزوجة لقد ظهر أمر كلاب وذكرت لها ما حدث في وهران وما حدث في المحمدية فأضافت تقول هي أيضا لقد جاء في ذلك اليوم كلب من مكان لا نعلمه ودخل الحي عندنا حتى فر منه اولاد الحي ثم انصرف علما أني أسكن في حي خاص بالأساتذة ولا يوجد فيه الكلاب ، فتعجبت من ذلك وكيف يأتي كلب مجهول إلى هذا الحي فإشارة الكلاب أصبحت واضحة الآن ، ولما قمت للصلاة في الليل أي قيام الليل المعتاد والذي أواظب عليه منذ سنين بما يقارب الساعتين كل ليلة وأقرأ خلال هاتين الساعتين ما يقارب ربع حزب فقط لأني أقرأ الآية وأرددها عدة مرات وأنا أتمعنها وأتدبرها ولهذا أجد نفسي في النهاية قرأت ما يقارب الصفحتين وأقرأ الكتاب نزولا متتابع الصفحات دون تخط ولا صفحة واحدة وحسب هذا الترتيب أختم القرآن بعد ثمانية أشهر وفي هذه الليلة عندما شرعت في الصلاة ومباشرة مع البداية وجدت نفسي أمام قوله تعالى << واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون >> فتعجبت مرة أخرى من أمر الكلاب هذا فأين ما توجهت وجدته علما أن الكلب ذكر في القرآن مرتين فقط وأن كل آية من القرآن ألتقي بها في قيام الليل مرة كل ثمان أشهر على الأقل وكيف بهذ الليلة التي ظهر أمر الكلاب عندها التقي بالآية التي تذكر الكلب تناسقا مع أمر الكلاب فلم أفهم تفسير هذه الإشارة ، وهذا يعني أن هذا التنسيق من الله لا شك فيه ، أتممت القيام ودخلت في صلاة الصبح وأنا منشغل بأمر الكلاب وبعد الصلاة استلقيت على السرير وأنا أفكر في أمر الكلاب وبجانب السرير كان ينام ابني الصغير يونس وبينما كنت مستغرقا في الحيرة والتساؤل إذا بيونس يرفع رأسه ويقول وهو نائم : كلب , نطق بكلمة كلب فقط ، فاقتربت منه لأسمع المزيد فلم يقل بعدها شيئا فلما استيقظ سألته عما رأى البارحة في نومه فقال رأيت في المنام أنك اشتريت لي كلبا، فقلت في نفسي هل يعني أمر الكلاب هذا أن أشتري كلبا ، علمت أنها رسالة من الله لكن لم أعرف تأويلها ثم ذهبت إلى العمل وبعد عودتي قالت لي الزوجة عند دخولي البيت وقبل أن أجلس تعالى لأخبرك عن شيء غريب حدث اليوم ! ما هو يا ترى ؟ كانت القناة المعتادة التي تتابعها تعرض صباحا أو مرة في الأسبوع حصة للأطفال تعلمهم فيها اللغة العربية وفي هذا اليوم أوقفوا هذه الحصة واستبدلوها بمسلسل قديم تعرفه ، إنه مسلسل الكلب فتعجبت هي وتعجبت أنا أيضا لأمر الكلاب هذا فالتنسيق حتى مع التلفزيون ثم سألتها عن ماذا يتحدث المسلسل قالت إنه يتحدث عن إنسان تحول إلى كلب وفي نهاية المسلسل يرجع إلى أصله ويعود إنسانا وهنا فهمت تأويل أمر الكلاب وتوقفت الظاهرة : يفهم من الآية التي شبه الله فيها الإنسان بالكلب على أن الكلب في هذه الأحداث يعني التخلي عن ما أنزل الله ويستهدف العلماء بشكل كبير ،
أما مسلسل الكلب الذي جاء على الشاشة في آخر الأحداث فهو يشير إلى ظاهرة الكلاب التي جاءت متسلسلة على شكل مسلسل أن لها معنى واحدا لجميعها ويفسره مسلسل الكلب الذي يتحول فيه الإنسان إلى كلب منذ البداية ويبقى فيه كلبا طيلة المسلسل كله حتى تقترب النهاية عندها يرجع إلى أصله ويتحول إلى إنسان ، ويفهم من هذا حسب رأيي
أن أهل الكتاب بما فيهم المسلمين كانوا على كتاب الله في البداية ثم انسلخوا عنه وبقوا خارجين عن الكتاب إلى أن تقترب النهاية أي قرب الساعة عندها يعودون إلى كتاب الله وغالب الظن أن هذا المسلسل يعود على المسلمين والله أعلم .
أسألكم بالله هل هذه الإشارة من عند الله أم من عند الشيطان فمن نسق بين ظاهرة الكلاب في مدينة وهران ومدينة المحمدية في نفس الوقت ، ومن جاء بالكلب عندنا في حي الأساتذة في نفس الوقت ، ومن نسق هذه الظاهرة ورتبها لألتقي في هذه الليلة بالآية التي تذكر الكلب والتي لا ألتقي بها في القيام إلا مرة واحدة في السنة وكيف أتصادف بها في اليوم الذي يظهر فيه أمر الكلاب ثم كيف تغير الإذاعة برنامجها في هذا الوقت بالذات لتجعل مكانه مسلسل الكلب ليتناسق مع الأحداث ، فمن جاء بهذه الظاهرة التي لم نراها من قبل ولا بعد ومن كان يقوم بهذا التنسيق ، هل يمكن الشيطان أن يفعل ذلك أم هذا من عند الله .
بعد إشارة الكلب جاءت إشارة أخرى مباشرة
في نهار يوم السبت فقدت رضاعة ابنتي الصغيرة واسمها كوثر وكان سنها يقارب السنتين وكانت لا تنام إلا وفي فمها الرضاعة فلا يمكن الاستغناء عنها أبدا ولما جاء الليل وأرادت أن تنام بحثوا عن الرضاعة مجددا ليعطوها إياها فلم يجدوها فأمضينا ليلة كما يقال بيضاء ، فكلما استيقظت نجد صعوبة في تنويمها وكلما تفقدت رضاعتها أثناء نومها ولم تجدها يدفعها ذلك للاستيقاظ مما يوقظنا لمعالجة الأمر لا هي تنام ولا نحن ننام كل هذا من أجل الرضاعة ، وفي صبيحة يوم الأحد ذهبت مباشرة عند البقال لأشتري لها رضاعة فقال يوجد نوعان بسيطة وثمنها رخيص وأخرى نوع رفيع وثمنها أضعاف الأولى فاشتريت الرخيصة وأتيتها بها ، وفي منتصف النهار دخلت في جدال مع الزوجة حول السكن ، أردت أن أبيع السكن وأبحث عن آخر في غرداية لأني ذاهب إليها فلم تقبل الزوجة وكان يبدو لها أن هذه مغامرة فحاولت إقناعها فقالت لسنا لوحدنا هناك أطفال بيننا فقلت لها إن الخير الذي آتيهم خير مما هم عليه الآن وتوقفنا عن الجدال وبعد العصر جاء أصحابي عندي كالعادة فخرجت معهم وفي هذا اليوم بالذات أخذت معي ابنتي كوثر أحملها على صدري، وفي الطريق قلت لهم على وجه التسلية وأنا أنظر إليها وأضحك معها هذه كوثر , أتدرون ماذا تعني كوثر ؟ كوثر تعني الكثير ، كوثر تعني الكثير ، أقصد الخير الكثير ، كنت أمزح معهم وأمزح بصدق , كان معنا أحد أصحابنا واسمه حسان فانصرف لأمر يهمه وواصلنا الطريق ونحن نتبادل أطراف الحديث ، وبينما نحن نسير وفجأة وجدنا شيئا ملقى في الطريق , ما هو هذا الشيء يا ترى ؟ إنها رضاعة جديدة وفي علبتها ، ومن الرضاعات الرفيعة أي الغالية الثمن ، وبمجرد ما رأيتها فهمت هذه الإشارة وعلمت حينها أن الله صدقني في ما قلت للزوجة من أن الخير الذي آت الأولاد خير مما هم عليه الآن وأدركت أن رزقا خير من الذي نحن فيه آتينا بإذن الله كنت على يقين مطمئنا بذلك لأن الله نبهني البارحة بفقدان رضاعة كوثر وفي الصباح عرض علي البقال اثنين رخيصة وثمينة فاشتريت الرخيصة وفي نفس اليوم وقع الجدال مع الزوجة حول بيع السكن فتأسفت الزوجة على الأطفال وقلت لها أن الخير الذي آتيهم خير مما هم عليه الآن وقلت لأصحابي في الطريق أن هذه كوثر وقلت لهم يعني الكثير أقصد بذلك أن الله أعطاني الكثير وما هي إلا لحظات حتى وجدنا رضاعة جديدة لم تفتح بعد وكانت موجهة لكوثر التي جاءت اليوم بالذات لتستلمها وكنت أنا المتزوج من بين أصحابي ولي أولاد وفيهم كوثر التي تحتاج للرضاعة وقد فقدت رضاعتها البارحة واشتريت لها أخرى رخيصة فوهبني الله لها الغالية وبدون ثمن ، أخذت الرضاعة وقلت لأصحابي هذه لكوثر وأعطيتها إياها وقصصت لهم قصة الرضاعة فتعجبوا مما حدث وعلموا أن هذه رسالة من الله يبشرنى فيها برزق خير من الرزق الذي كنت فيه ، ولما التقى أحد أصحابنا بحسان الذي انصرف ولم يحضر إشارة الرضاعة وأخبره بقصتها تعجب حسان وقال سبحان الله وراح يقص عليه ما حدث له بعد انصرافه عنا من ذلك اليوم ، يقول حسان عندما انصرفت عنكم ذهبت لشغل معين ثم صليت المغرب في المسجد وعندما خرجت من المسجد وبينما كنت أمشي في الطريق إذا بقدمي تضرب في الظلام شيئا ملقى على الأرض أحسست أنه غير صلب وأتممت السير ، مشيت بعض الشيء ثم توقفت وأردت الرجوع لأعرف ما هو هذا الشيء الطري الذي ضربته قدمي ، ولما وصلت إليه وألقيت إليه نظري إذا به رضاعة ، فقلت في نفسي إن الله يريد خيرا بهؤلاء الصبيان هكذا قال , وهؤلاء الصبيان هم أبنائي الذين دار الكلام عليهم بيني وبين أمهم .
وهنا أطرح سؤالا هل هذه الإشارة من عند الله أم من الشيطان وهل يستطيع الشيطان أن يفعل ذلك .
تابع الصفحة رقم 04
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
مواضيع مماثلة
» قصة من حقيقة عجيبة رقم 05
» قصة من حقيقة عجيبة رقم 04
» قصة من حقيقة عجيبة رقم 02
» قصة من حقيقة عجيبة رقم 01
» السجود هو حركة حقيقة في الصلاة وليس مجازا
» قصة من حقيقة عجيبة رقم 04
» قصة من حقيقة عجيبة رقم 02
» قصة من حقيقة عجيبة رقم 01
» السجود هو حركة حقيقة في الصلاة وليس مجازا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى