منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التسبيح في السجود وكيفيته

اذهب الى الأسفل

التسبيح في السجود وكيفيته  Empty التسبيح في السجود وكيفيته

مُساهمة من طرف bennour الجمعة يناير 25, 2019 12:08 am

التسبيح في السجود وكيفيته


التاريخ :  10/05/2007

وضعية التسبيح في الصلاة
إن وضعية السجود هي الوضعية الوحيدة التي نسبح الله فيها ونحن في الصلاة ، فالتسبيح لا يكون في وضعية القيام مثلا  ، بل هو دائما في السجود ، ومثل ذلك قوله سبحانه ( ... ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا .. ) فالأمر بالتسبيح جاء في السجود بقوله ( فاسجد له وسبحه ) ويأتي بعد وضعية القيام مباشرة ، ومثل ذلك قوله سبحانه ( ... إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ... )
فقوله ( خروا سجدا وسبحوا ) يبين أيضا أن التسبيح يكون في السجود ، نفس الشيء كقوله ( فاسجد له وسبحه ) والذي يعني دائما أن التسبيح يكون في السجود .


ــ التسبيح بأسماء الله الحسنى
بعد ما علمنا أن التسبيح يكون في السجود ، نأتي الآن إلى كيفيته ، فقد أرشدنا الله أن نسبحه باسمه ، وهو ما جاء في قوله سبحانه ( ... فسبح باسم ربك العظيم ... ) إذن فالتسبيح يكون باسمه ، ولقد بين لنا أن له أسماء عديدة ، وهي الأسماء الحسنى وأرشدنا أن ندعوه بها ، وذلك قوله تعالى ( ... ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ... ) فقوله ( فادعوه بها ) هو توجيه من الله باستعمال هذه الأسماء ، فمتى كانت الحاجة في استعمالها فتح الباب على جميعها بتوجيه من الله ، وبما أن التسبيح في السجود يستوجب التسبيح باسمه ، فنحن إذن أمام هذه الأسماء ، بقي للعبد هل يستعمل أحدها أم بعضها ، أم يستعمل جميعها .

ــ هل نستعمل بعضها أم جميعها
إن قضية استعمال بعض الأسماء أو جميعها في التسبيح يشبه قراءة القرآن في الصلاة ، فلو أخذنا الجزء الأخير من الكتاب والذي يحوي السور القصيرة في القرآن ، وعلما أن الصلاة يقارب مقدارها 45 دقيقة ، فالتنقل في الصلاة من سورة لأخرى عبر هذه السور القصيرة يبقى ذلك المرجو من أن يبقى يردد سورة بعينها عشرات المرات وفي كل يوم وفي كل الصلوات ، فالكل يعلم أن هذا هو الصواب ، ولنأخذ مثالا من واقعنا ، ولنأخذ قصيدتين لشاعر في مدح ملك من الملوك ، واحدة يذكر فيها الملك بصفة واحدة في كل القصيدة ، والأخرى نفس القصيدة لكنه يذكر الملك بأوصاف متعددة ، فتارة يصفه بالقوة ، وتارة يصفه بالشجاعة ، وتارة يصفه بالرجولة ، وتارة يصفه بالشهامة ، وتارة يصفه بالكرم ، وهكذا حتى نهاية القصيدة ، وجاء اليوم الذي كان ينتظر فيه لقاء الملك ، فأي قصيدة سيقدمها ؟ فما من شك ، ولا ذرة من الشك بأنه سيقدم التي فيها الأوصاف العديدة ، ولنأخذ مثالا آخر ، وهذه المرة مع رجل يريد تقديم طلب شغل لمدير مؤسسة ، ولنفرض أن بين يديه طلبين أنجزهما ، أحدهما يردد فيه اسم المدير ، والآخر يردد فيه اسم المدير بأوصاف عديدة ، فأي الطلبين يقدمه للمدير ، فما من شك أنه سيرمي بالذي كتبه باسم واحد ويقدم له الثاني الذي يحمل الأوصاف العديدة ، والآن جاء وقت الصلاة ، ونأخذ نفس الرجل ونفس الشاعر وهما الآن في الصلاة أمام مالك الملك ، وكل منهما في جعبته الأسماء الحسنى ، فما الذي يجب عليه فعلهما وهما الآن ساجدان ، فهل يسبحانه بوصف واحد أم يخرجان كل ما في الجعبة من أسماء ، فلا أحد يجحد بأن عليهما أن يخرجا كل ما في الجعبة من أسماء الله ، وقد أخذت هذين المثلين للرجلين ، وهو ما ينطبق على أي شخص يكون في وضعيتهما ، فأي شخص يكون في وضعيتهما إلا ويفعل فعلهما ، وكلنا في الصلاة نمر بوضعيتهما ، ضف إلى ذلك أن التسبيح له ليس له مقدار معين في السجود ، وتراه يختلف من شخص لآخر ، فهذا يطيل السجود والآخر يخففه ، وبالتالي فذكر أسماء الله الحسنى كلها ينهي أي خلاف في هذا المجال .

ملاحظة

ــ بالنسبة للذكر في السجود فلا يليق إلا التسبيح ، وما يفعله الناس من الدعاء في السجود فلم ينزل به الله من سلطان .


ــ أما أسماء الله الحسنى التي يذكرها الناس ليست كلها أسماء لله ، بل وفيها المنكر الفاحش ، ومثل ذلك من الأسماء المنكرة قولهم على الله [  الضار ] وهذا إسم فاحش لم ينزل الله به من سلطان ، وهو منكر من القول وزورا ، فلا نقول على الله مثل هذا ، وعلينا أن نعرف كيف نتكلم على الله ، فضلا أن نصنع له الأسماء ، وإليك مقتطف من كلام نبي الله إبراهيم ، وكيف تكلم عن الله في نقطة شبيهة بهذه ، فقال عن ربه ( ... الذي خلقني فهو يهدين ، والذي هو يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي يميتني ويحيين ... ) أنظر إلى قوله عن ربه أنه هو الذي يفعل كذا وكذا... وهو الذي يفعل كذا وكذا ... والذي يفعل كذا .... ولكن عند ذكره المرض قال (  وإذا مرضت فهو يشفين ) ولم يقل [ والذي يمرضني ] فما بالك أن يقول الناس على الله هو [ الضار ] فهذا كلام سيء للغاية وكلام منكر ، وحتى الأسماء التي لا يلقي لها الإنسان بال ، كقولهم عن الله [ النافع ] فالنفع يكون للأشياء والجمادات ، وهو من الممتلكات المعنوية ، ولا يليق بأن يعطى اسما للبشر ، فكيف بأن يعطى اسما للخالق الجبار ، فهذا أيضا منكر ، وحتى الأسماء الجميلة كالنور مثلا ، فلا نقول على الله [ النور ] فقد سمى الله أشياء أخرى بهذا الإسم ولم يجعل هذا اسما له وهو أعلم بهذه الأسماء ، بل قال [ الله نور السماوات والأرض ] فنحن أيضا نقول مثل ما قال [ الله نور السماوات والأرض ] إذن فأسماء الله الحسنى هي ما أنزلها الله في حقه سبحانه وهو أعلم بها ، لا نزيد عنها ولا نصنع له أسماء سعيا وراء ما شرع الناس بأن له 99 اسما من أحصاها دخل الجنة ، وهذا من الافتراءات على الله وقد يكون من المكر المدبر ليقع الناس في الجهل على الله ، ولا يعذرون لجهلهم حينئذ ، وقد أنزل عليهم ما يصونهم من ذلك بإذنه ، إذن فالقائمة المعروفة بأسماء الله الحسنى يجب تصحيحها ، وكل من علقها في بيته دون تصحيح فهو يجهل على الله ، فليأخذ مسؤوليته كاملة يوم القيامة .

الكاتب  :  بنور صالح
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى