منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صلاة الجماعة وإمامة المرأة

اذهب الى الأسفل

صلاة الجماعة وإمامة المرأة  Empty صلاة الجماعة وإمامة المرأة

مُساهمة من طرف bennour الجمعة يناير 25, 2019 12:41 am

التاريخ :  17/04/2007


صلاة الجماعة وإمامة المرأة


إن الصلاة تقام جماعيا أحب الناس أم كرهوا ، فأين ما كنت وأين ما وجدت فإن الصلاة تفرض عليك جماعيا ، وذلك لأن الله جعل الصلاة مقدرة بالوقت وليس بعدد الركعات ، فالصلاة لها وقت تبدأ فيه ، ووقت تنتهي فيه ، وكل ذلك الوقت صلاة ، فلو أنقصت منه شيئا ولو قليلا فإنك آثم وتعد صلاتك التي صليتها في حالة كهذه صلاة تقصير ، والتقصير هو التقصير في الوقت وليس في عدد الركعات ، فالصلاة كما أنزلها الله لا يمكن تأخيرها ، ولا تقديمها ، ولا التقصير منها ، ولا تعويضها ، إذ لا يوجد وقت غير وقتها الذي تؤدى فيه ، وبالتالي فإنها تؤدى جماعيا شاء الناس أم كرهوا ، فالصلاة الثلاث التي فرضها الله تقع في أوقات ثلاث ، صلاة الفجر تقع وقت الفجر ، وطيلة الفجر كله صلاة ، أي الطرف الأول من النهار كله صلاة ،  وصلاة العشاء تقع وقت العشاء من بداية الليل إلى غسقه ، وهذا الوقت كله صلاة ، والوسطى تبدأ قبل غروب الشمس إلى نهاية النهار ، وهذا الطرف الثاني من النهار كله صلاة ، إذن قوله تعالى ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) والذي يوضحه بقوله ( ... أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر ... ) يجعل من الصلاة مضبوطة الحدود ، لا يقصر منها ، ولا تؤدى في غير هذا الوقت ، فعندما يأتي وقت الصلاة فعلى الناس كافة وأين ما كانوا أن يقوموا للصلاة جماعيا وفي نفس الوقت ، ولا يحق لأحد أن يبقى خارج الصلاة ، إلا الذين رفع الله عنهم القلم ، كالصبيان وغيرهم ، وما عدا هؤلاء فكلهم يكونون في صلاة إلى أن ينتهي الوقت ، بقي الآن أن نعرف أين تؤدى الصلاة ، عندها نعرف ما يسمى بصلاة الجماعة  .

إن الله جعل الصلاة على الرجال في المساجد ، يقول المولى تبارك وتعالى ( ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ... ) فقوله (  يسبح له فيها بالغدو والآصال )  هي الصلاة المفروضة التي أنزلها الله وأمر بها في طرفي النهار وزلفا من الليل ، إذن فهذه الصلاة يجب أن يكون أداؤها في المسجد من طرف الرجال ، ومن لم يكن في المسجد في هذه الأوقات فهو في لهو إلا من كان أصحاب الأعذار ، وأشد اللهو وأعلاه هو التجارة وبذلك ضرب الله المثل ، فالذين يؤمنون بالله حقا لا تلهيهم التجارة عن الصلاة ، ولا نتكلم عن ما دون التجارة ، فالصلاة هذه يجب أن تكون في المسجد ، فالله لم يستثن أحدا خارج المسجد في هذه الأوقات غير النساء ، فالذين هم موجودون بالمسجد أوقات الصلاة هم الذين زكاهم الله ، وأما من كان خارج المسجد في هذه الأوقات فهو في قفص الاتهام ، فهو متهم بطريقة غير مباشرة ، ويجب تعويض هذا الاتهام بتقديم الأعذار ، وما لم يكن العذر موجودا أو كان ضعيفا فالتهمة تبقى قائمة ، علما أن هذه الصلاة ينادى لها ، كما جاء في قوله تعالى
( ... وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤا ولعبا .... ) وهذا النداء للصلاة لا يأتي من البيوت ، فالذي يصلي في بيته لا ينادي الناس للصلاة ، وهذا يعني أن النداء يأتي من المسجد ، وهو ما يعرف بالآذان ، فالآذان هو نداء للصلاة في المسجد ، والذي يحصل من هذا النداء أن الناس ستتجمع في المسجد ، إذن أصبحنا نرى بأن هناك تجمع للناس يكون في المسجد بالغدو والآصال ، أي أوقات الصلاة المفروضة ، والآن حان وقت الصلاة ونريد أن نبدأ الصلاة ، فالصلاة تبدأ بقراءة القرآن ، فماذا نفعل ؟ وهذا أيضا بينه الله ، يقول سبحانه وتعالى
( ... وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ... ) إذن فقراءة القرآن لا تكون جماعيا ، بل على أحدنا أن يقرأ ، وعلى الآخرين بالإنصات ، وهذه الآية بالضبط أنزلها الله في حق الصلاة المفروضة ، وإليك الآية بكاملها ( ... وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ، واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول ، بالغدو والآصال ... ) فالله ذكر قراءة القرآن بأن تكون من واحد والآخرون يستمعون ، وبين الله أن الذكر يكون خفية لا جهر فيه ، وهذا يعني التسبيح الذي يوجد في الصلاة ، فهذا التسبيح يكون انفراديا ، فالتسبيح لا يكون جماعيا ، فكل واحد يسبح الله لوحده ، دون الجهر به أي خفية ، وذلك في نفسه ، وهذا واضح تماما في قوله ( واذكر ربك ، في نفسك ، تضرعا ، وخفية ، ودون الجهر من القول  ) فالذكر هذا أي التسبيح فهو محدد لا لبس فيه ، إذن فقراءة القرآن موضح كيفيتها في هذا التجمع الذي يكون في المسجد ، والتسبيح أيضا موضح كيفيته ، وكل هذا يحدث كما قال الله في آخر الآية (  بالغدو والآصال ) ونحن نعلم أن هذا وقت الصلاة المفروضة ، والناس في هذه الأوقات متجمعون في المسجد ، إذن أصبح مفروضا على الجميع أداء الصلاة جماعة ، والسؤال المطروح من الذي يقرأ القرآن لننصت إليه ؟ فهل نجري القرعة مثلا ، أصبحنا الآن وجها لوجه أمام الإمامة ، من يؤم الناس في الصلاة ، علما أن الصلاة ليست 5 دقائق كما هي اليوم ضائعة ، إنما أطراف النهار كلها صلاة ، وبداية الليل إلى غسقه كله صلاة ، فالوضع يدفعنا وبقوة وبدون نزاع إلى التوجه نحو حفظة القرآن العاملين ، العالمين ، بما أنزل الله فيه ، فالكثرة الكثيرة أصبحت الآن قليلة ، فالعدد تقلص بكثير وبدون ضغط ، ولا إكراه ، ولا عنف ، نتابع عملية الفرز ، نبدأ أولا بجمع الحفظة ، ثم بعد ذلك نبحث عن الذي هو أعلمهم بما أنزل الله عاملا به ، وبهذا نكون قد وصلنا إلى الإمام ، أي أعلم القوم بما أنزل الله هو الذي يؤم الناس ، وهذا الإمام الذي يعين للصلاة هو نفسه الذي يتولى ولاية القوم في تسيير جميع أمور الحياة ، وهو ما كان يفعله النبي بصفته مختار من عند الله ، فكان يؤم الناس في الصلاة ، وكانوا يصلون جماعيا ، وهذه الصلاة الجماعية مفروضة حتى في أقصى الظروف كالحرب مثلا ، ولم يترك الله هذه النقطة خفية حتى بينها وأنزل فيها قوله سبحانه ( ... وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ، إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا ، وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ، وليأخذوا أسلحتهم ... ) فالآية تبين بكل وضوح أن الصلاة تقام جماعيا حتى في أقصى الظروف ، فمتى كانت الجماعة موجودة حقت عليهم الصلاة جماعة ، سواء في المسجد أو خارج المسجد لظروف قاهرة ، مع أصل إقامتها في المسجد ، واسم المسجد مشتق من ذكرها ، فهي منه وهو منها ، إذن كما لاحظت أخي المؤمن أن كل المؤشرات التي أنزلها الله تقول بالصلاة جماعيا ، أو كما يسمى بصلاة الجماعة ، ونفس الشيء قاله الله لقوم موسى ، إذ يقول تعالى ( ... وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة ... ) فهذا أيضا توجيه من الله لموسى وقومه بالصلاة جماعيا .

ــ إمامة المرأة للرجال
الأمر كله ينطلق من المسجد ، فالإمامة يحسم أمرها في المسجد ، وبالذات في الصلاة ، فالذي يستحق الإمامة في الصلاة بحق هو الذي يتولى الإمامة ، نعود الآن للمسجد ، فالتجمع الذي يقع في المسجد عند أوقات الصلاة
هو تجمع للرجال فقط ، فهم المعنيون بالأمر ، حيث أن الصلاة في المسجد هي للرجال كما ذكرنا سابقا في قوله تعالى ( ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ... ) فالذين يسبحون له فيها بالغدو والآصال هم رجال وليسوا نساء ، ونفس الشيء في قوله سبحانه ( ... لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ، فيه رجال يحبون أن يتطهروا ... ) فالمسجد خصص للرجال بالدرجة الأولى ، فالنساء ليسوا مطالبين بالصلاة في المسجد ، وبالتالي فالتجمع الذي يحدث عند أوقات الصلاة يكون من الرجال فحسب ، إذن فالإمام الذي نبحث عنه هو من هذا التجمع ، ولا بد أن يكون رجلا ، هذا من ناحية التفعيل على الميدان .
لنفرض الآن أن المرأة تؤم الرجال ، فالتي تكون أوفر حظا في هذا المجال هن نساء الأنبياء الصالحات ، ولنأت إلى نساء النبي ماذا يقول الله لهن ، فالله يأمرهن بأن يقرن في بيوتهن ، هكذا أنزل الله يقول ( ... يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ، فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ، وقرن في بيوتكن ، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى  ، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة ، وأطعن الله ورسوله ... )
وهنا نرى أيضا بأن إقامة صلاتهن جاءت في سياق استقرارهن في بيوتهن ، أي أنهن يقمن الصلاة في بيوتهن ، وبالتالي فلا إمامة لهن على الرجال مطلقا مهما كسبن من العلم ، ومهما كانت قرابتهن بالنبوة ، فقد أخذنا نساء الأنبياء على أساس أنهن القمة في الاختيار إذا ما احتاج الأمر لذلك ، ولو فرضنا أن إحداهن جاءت إلى المسجد لتؤم الرجال ، فلا بد وأن تقف أمامهم وهم وراءها في الصلاة مصطفين ينظرون إليها وإلى هيئتها وقامتها وطولها وعرضها وحتى صوتها ، وكل هذا في الصلاة ، فكيف يحدث هذا وقد نهى الله الرجال أن يتصلن بهن إلا من وراء حجاب ، يقول تبارك وتعالى ( ... وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ... ) هذا الحجاب الذي يتكلم الله عنه وهن في بيوتهن ، فما بالك بأن يأتين المسجد لإمامة الرجال ، فالإمامة جعلها الله دائما في الرجال ، وأصل هذه الإمامة مصدره الأنبياء ، فلم يبعث الله امرأة نبية أبدا على الإطلاق ، فكل الأنبياء هم رجال ، وذلك قوله سبحانه ( ... وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ... ) فلا يوجد امرأة أوحى الله إليها أبدا ، ولنأخذ أعلى قمة في النساء وأفضلهن على الإطلاق ، والتي أنزل الله فيها قوله سبحانه ( ... وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك ، وطهرك ، واصطفاك على نساء العالمين ... ) فالله ذكر عبارة ( اصطفاك ) مرتين ، فالأولى اصطفاها على نساء زمانها ، والثانية على نساء العالمين ، فانظر إلى هذه الميزات وهذه المواصفات ، اصطفاها الله على نساء العالمين ، وطهرها ، فالاصطفاء هذا هو اختيار من عند الله ، فالله هو الذي اختار مريم على غيرها من نساء العالمين ، إذن نحن أمام أعلى قمة في النساء ، فهذه المرأة تكلم الله معها ، فأرسل إليها ملائكة ، وطهرها ، وهو الذي اختارها ، ومع كل هذا لم يجعلها إمامة على الرجال أبدا ، وهذا يكفي لأي امرأة أن تفكر في الإمامة ، التي لم يؤتها الله من اصطفاها على نساء العالمين .

الكاتب  : بنور صالح
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى