صلاة الجماعة وإمامة المرأة
صفحة 1 من اصل 1
صلاة الجماعة وإمامة المرأة
التاريخ : 17/04/2007
صلاة الجماعة وإمامة المرأة
إن الصلاة تقام جماعيا أحب الناس أم كرهوا ، فأين ما كنت وأين ما وجدت فإن الصلاة تفرض عليك جماعيا ، وذلك لأن الله جعل الصلاة مقدرة بالوقت وليس بعدد الركعات ، فالصلاة لها وقت تبدأ فيه ، ووقت تنتهي فيه ، وكل ذلك الوقت صلاة ، فلو أنقصت منه شيئا ولو قليلا فإنك آثم وتعد صلاتك التي صليتها في حالة كهذه صلاة تقصير ، والتقصير هو التقصير في الوقت وليس في عدد الركعات ، فالصلاة كما أنزلها الله لا يمكن تأخيرها ، ولا تقديمها ، ولا التقصير منها ، ولا تعويضها ، إذ لا يوجد وقت غير وقتها الذي تؤدى فيه ، وبالتالي فإنها تؤدى جماعيا شاء الناس أم كرهوا ، فالصلاة الثلاث التي فرضها الله تقع في أوقات ثلاث ، صلاة الفجر تقع وقت الفجر ، وطيلة الفجر كله صلاة ، أي الطرف الأول من النهار كله صلاة ، وصلاة العشاء تقع وقت العشاء من بداية الليل إلى غسقه ، وهذا الوقت كله صلاة ، والوسطى تبدأ قبل غروب الشمس إلى نهاية النهار ، وهذا الطرف الثاني من النهار كله صلاة ، إذن قوله تعالى ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) والذي يوضحه بقوله ( ... أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر ... ) يجعل من الصلاة مضبوطة الحدود ، لا يقصر منها ، ولا تؤدى في غير هذا الوقت ، فعندما يأتي وقت الصلاة فعلى الناس كافة وأين ما كانوا أن يقوموا للصلاة جماعيا وفي نفس الوقت ، ولا يحق لأحد أن يبقى خارج الصلاة ، إلا الذين رفع الله عنهم القلم ، كالصبيان وغيرهم ، وما عدا هؤلاء فكلهم يكونون في صلاة إلى أن ينتهي الوقت ، بقي الآن أن نعرف أين تؤدى الصلاة ، عندها نعرف ما يسمى بصلاة الجماعة .
إن الله جعل الصلاة على الرجال في المساجد ، يقول المولى تبارك وتعالى ( ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ... ) فقوله ( يسبح له فيها بالغدو والآصال ) هي الصلاة المفروضة التي أنزلها الله وأمر بها في طرفي النهار وزلفا من الليل ، إذن فهذه الصلاة يجب أن يكون أداؤها في المسجد من طرف الرجال ، ومن لم يكن في المسجد في هذه الأوقات فهو في لهو إلا من كان أصحاب الأعذار ، وأشد اللهو وأعلاه هو التجارة وبذلك ضرب الله المثل ، فالذين يؤمنون بالله حقا لا تلهيهم التجارة عن الصلاة ، ولا نتكلم عن ما دون التجارة ، فالصلاة هذه يجب أن تكون في المسجد ، فالله لم يستثن أحدا خارج المسجد في هذه الأوقات غير النساء ، فالذين هم موجودون بالمسجد أوقات الصلاة هم الذين زكاهم الله ، وأما من كان خارج المسجد في هذه الأوقات فهو في قفص الاتهام ، فهو متهم بطريقة غير مباشرة ، ويجب تعويض هذا الاتهام بتقديم الأعذار ، وما لم يكن العذر موجودا أو كان ضعيفا فالتهمة تبقى قائمة ، علما أن هذه الصلاة ينادى لها ، كما جاء في قوله تعالى
( ... وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤا ولعبا .... ) وهذا النداء للصلاة لا يأتي من البيوت ، فالذي يصلي في بيته لا ينادي الناس للصلاة ، وهذا يعني أن النداء يأتي من المسجد ، وهو ما يعرف بالآذان ، فالآذان هو نداء للصلاة في المسجد ، والذي يحصل من هذا النداء أن الناس ستتجمع في المسجد ، إذن أصبحنا نرى بأن هناك تجمع للناس يكون في المسجد بالغدو والآصال ، أي أوقات الصلاة المفروضة ، والآن حان وقت الصلاة ونريد أن نبدأ الصلاة ، فالصلاة تبدأ بقراءة القرآن ، فماذا نفعل ؟ وهذا أيضا بينه الله ، يقول سبحانه وتعالى
( ... وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ... ) إذن فقراءة القرآن لا تكون جماعيا ، بل على أحدنا أن يقرأ ، وعلى الآخرين بالإنصات ، وهذه الآية بالضبط أنزلها الله في حق الصلاة المفروضة ، وإليك الآية بكاملها ( ... وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ، واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول ، بالغدو والآصال ... ) فالله ذكر قراءة القرآن بأن تكون من واحد والآخرون يستمعون ، وبين الله أن الذكر يكون خفية لا جهر فيه ، وهذا يعني التسبيح الذي يوجد في الصلاة ، فهذا التسبيح يكون انفراديا ، فالتسبيح لا يكون جماعيا ، فكل واحد يسبح الله لوحده ، دون الجهر به أي خفية ، وذلك في نفسه ، وهذا واضح تماما في قوله ( واذكر ربك ، في نفسك ، تضرعا ، وخفية ، ودون الجهر من القول ) فالذكر هذا أي التسبيح فهو محدد لا لبس فيه ، إذن فقراءة القرآن موضح كيفيتها في هذا التجمع الذي يكون في المسجد ، والتسبيح أيضا موضح كيفيته ، وكل هذا يحدث كما قال الله في آخر الآية ( بالغدو والآصال ) ونحن نعلم أن هذا وقت الصلاة المفروضة ، والناس في هذه الأوقات متجمعون في المسجد ، إذن أصبح مفروضا على الجميع أداء الصلاة جماعة ، والسؤال المطروح من الذي يقرأ القرآن لننصت إليه ؟ فهل نجري القرعة مثلا ، أصبحنا الآن وجها لوجه أمام الإمامة ، من يؤم الناس في الصلاة ، علما أن الصلاة ليست 5 دقائق كما هي اليوم ضائعة ، إنما أطراف النهار كلها صلاة ، وبداية الليل إلى غسقه كله صلاة ، فالوضع يدفعنا وبقوة وبدون نزاع إلى التوجه نحو حفظة القرآن العاملين ، العالمين ، بما أنزل الله فيه ، فالكثرة الكثيرة أصبحت الآن قليلة ، فالعدد تقلص بكثير وبدون ضغط ، ولا إكراه ، ولا عنف ، نتابع عملية الفرز ، نبدأ أولا بجمع الحفظة ، ثم بعد ذلك نبحث عن الذي هو أعلمهم بما أنزل الله عاملا به ، وبهذا نكون قد وصلنا إلى الإمام ، أي أعلم القوم بما أنزل الله هو الذي يؤم الناس ، وهذا الإمام الذي يعين للصلاة هو نفسه الذي يتولى ولاية القوم في تسيير جميع أمور الحياة ، وهو ما كان يفعله النبي بصفته مختار من عند الله ، فكان يؤم الناس في الصلاة ، وكانوا يصلون جماعيا ، وهذه الصلاة الجماعية مفروضة حتى في أقصى الظروف كالحرب مثلا ، ولم يترك الله هذه النقطة خفية حتى بينها وأنزل فيها قوله سبحانه ( ... وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ، إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا ، وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ، وليأخذوا أسلحتهم ... ) فالآية تبين بكل وضوح أن الصلاة تقام جماعيا حتى في أقصى الظروف ، فمتى كانت الجماعة موجودة حقت عليهم الصلاة جماعة ، سواء في المسجد أو خارج المسجد لظروف قاهرة ، مع أصل إقامتها في المسجد ، واسم المسجد مشتق من ذكرها ، فهي منه وهو منها ، إذن كما لاحظت أخي المؤمن أن كل المؤشرات التي أنزلها الله تقول بالصلاة جماعيا ، أو كما يسمى بصلاة الجماعة ، ونفس الشيء قاله الله لقوم موسى ، إذ يقول تعالى ( ... وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة ... ) فهذا أيضا توجيه من الله لموسى وقومه بالصلاة جماعيا .
ــ إمامة المرأة للرجال
الأمر كله ينطلق من المسجد ، فالإمامة يحسم أمرها في المسجد ، وبالذات في الصلاة ، فالذي يستحق الإمامة في الصلاة بحق هو الذي يتولى الإمامة ، نعود الآن للمسجد ، فالتجمع الذي يقع في المسجد عند أوقات الصلاة
هو تجمع للرجال فقط ، فهم المعنيون بالأمر ، حيث أن الصلاة في المسجد هي للرجال كما ذكرنا سابقا في قوله تعالى ( ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ... ) فالذين يسبحون له فيها بالغدو والآصال هم رجال وليسوا نساء ، ونفس الشيء في قوله سبحانه ( ... لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ، فيه رجال يحبون أن يتطهروا ... ) فالمسجد خصص للرجال بالدرجة الأولى ، فالنساء ليسوا مطالبين بالصلاة في المسجد ، وبالتالي فالتجمع الذي يحدث عند أوقات الصلاة يكون من الرجال فحسب ، إذن فالإمام الذي نبحث عنه هو من هذا التجمع ، ولا بد أن يكون رجلا ، هذا من ناحية التفعيل على الميدان .
لنفرض الآن أن المرأة تؤم الرجال ، فالتي تكون أوفر حظا في هذا المجال هن نساء الأنبياء الصالحات ، ولنأت إلى نساء النبي ماذا يقول الله لهن ، فالله يأمرهن بأن يقرن في بيوتهن ، هكذا أنزل الله يقول ( ... يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ، فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ، وقرن في بيوتكن ، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة ، وأطعن الله ورسوله ... )
وهنا نرى أيضا بأن إقامة صلاتهن جاءت في سياق استقرارهن في بيوتهن ، أي أنهن يقمن الصلاة في بيوتهن ، وبالتالي فلا إمامة لهن على الرجال مطلقا مهما كسبن من العلم ، ومهما كانت قرابتهن بالنبوة ، فقد أخذنا نساء الأنبياء على أساس أنهن القمة في الاختيار إذا ما احتاج الأمر لذلك ، ولو فرضنا أن إحداهن جاءت إلى المسجد لتؤم الرجال ، فلا بد وأن تقف أمامهم وهم وراءها في الصلاة مصطفين ينظرون إليها وإلى هيئتها وقامتها وطولها وعرضها وحتى صوتها ، وكل هذا في الصلاة ، فكيف يحدث هذا وقد نهى الله الرجال أن يتصلن بهن إلا من وراء حجاب ، يقول تبارك وتعالى ( ... وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ... ) هذا الحجاب الذي يتكلم الله عنه وهن في بيوتهن ، فما بالك بأن يأتين المسجد لإمامة الرجال ، فالإمامة جعلها الله دائما في الرجال ، وأصل هذه الإمامة مصدره الأنبياء ، فلم يبعث الله امرأة نبية أبدا على الإطلاق ، فكل الأنبياء هم رجال ، وذلك قوله سبحانه ( ... وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ... ) فلا يوجد امرأة أوحى الله إليها أبدا ، ولنأخذ أعلى قمة في النساء وأفضلهن على الإطلاق ، والتي أنزل الله فيها قوله سبحانه ( ... وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك ، وطهرك ، واصطفاك على نساء العالمين ... ) فالله ذكر عبارة ( اصطفاك ) مرتين ، فالأولى اصطفاها على نساء زمانها ، والثانية على نساء العالمين ، فانظر إلى هذه الميزات وهذه المواصفات ، اصطفاها الله على نساء العالمين ، وطهرها ، فالاصطفاء هذا هو اختيار من عند الله ، فالله هو الذي اختار مريم على غيرها من نساء العالمين ، إذن نحن أمام أعلى قمة في النساء ، فهذه المرأة تكلم الله معها ، فأرسل إليها ملائكة ، وطهرها ، وهو الذي اختارها ، ومع كل هذا لم يجعلها إمامة على الرجال أبدا ، وهذا يكفي لأي امرأة أن تفكر في الإمامة ، التي لم يؤتها الله من اصطفاها على نساء العالمين .
الكاتب : بنور صالح
صلاة الجماعة وإمامة المرأة
إن الصلاة تقام جماعيا أحب الناس أم كرهوا ، فأين ما كنت وأين ما وجدت فإن الصلاة تفرض عليك جماعيا ، وذلك لأن الله جعل الصلاة مقدرة بالوقت وليس بعدد الركعات ، فالصلاة لها وقت تبدأ فيه ، ووقت تنتهي فيه ، وكل ذلك الوقت صلاة ، فلو أنقصت منه شيئا ولو قليلا فإنك آثم وتعد صلاتك التي صليتها في حالة كهذه صلاة تقصير ، والتقصير هو التقصير في الوقت وليس في عدد الركعات ، فالصلاة كما أنزلها الله لا يمكن تأخيرها ، ولا تقديمها ، ولا التقصير منها ، ولا تعويضها ، إذ لا يوجد وقت غير وقتها الذي تؤدى فيه ، وبالتالي فإنها تؤدى جماعيا شاء الناس أم كرهوا ، فالصلاة الثلاث التي فرضها الله تقع في أوقات ثلاث ، صلاة الفجر تقع وقت الفجر ، وطيلة الفجر كله صلاة ، أي الطرف الأول من النهار كله صلاة ، وصلاة العشاء تقع وقت العشاء من بداية الليل إلى غسقه ، وهذا الوقت كله صلاة ، والوسطى تبدأ قبل غروب الشمس إلى نهاية النهار ، وهذا الطرف الثاني من النهار كله صلاة ، إذن قوله تعالى ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) والذي يوضحه بقوله ( ... أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر ... ) يجعل من الصلاة مضبوطة الحدود ، لا يقصر منها ، ولا تؤدى في غير هذا الوقت ، فعندما يأتي وقت الصلاة فعلى الناس كافة وأين ما كانوا أن يقوموا للصلاة جماعيا وفي نفس الوقت ، ولا يحق لأحد أن يبقى خارج الصلاة ، إلا الذين رفع الله عنهم القلم ، كالصبيان وغيرهم ، وما عدا هؤلاء فكلهم يكونون في صلاة إلى أن ينتهي الوقت ، بقي الآن أن نعرف أين تؤدى الصلاة ، عندها نعرف ما يسمى بصلاة الجماعة .
إن الله جعل الصلاة على الرجال في المساجد ، يقول المولى تبارك وتعالى ( ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ... ) فقوله ( يسبح له فيها بالغدو والآصال ) هي الصلاة المفروضة التي أنزلها الله وأمر بها في طرفي النهار وزلفا من الليل ، إذن فهذه الصلاة يجب أن يكون أداؤها في المسجد من طرف الرجال ، ومن لم يكن في المسجد في هذه الأوقات فهو في لهو إلا من كان أصحاب الأعذار ، وأشد اللهو وأعلاه هو التجارة وبذلك ضرب الله المثل ، فالذين يؤمنون بالله حقا لا تلهيهم التجارة عن الصلاة ، ولا نتكلم عن ما دون التجارة ، فالصلاة هذه يجب أن تكون في المسجد ، فالله لم يستثن أحدا خارج المسجد في هذه الأوقات غير النساء ، فالذين هم موجودون بالمسجد أوقات الصلاة هم الذين زكاهم الله ، وأما من كان خارج المسجد في هذه الأوقات فهو في قفص الاتهام ، فهو متهم بطريقة غير مباشرة ، ويجب تعويض هذا الاتهام بتقديم الأعذار ، وما لم يكن العذر موجودا أو كان ضعيفا فالتهمة تبقى قائمة ، علما أن هذه الصلاة ينادى لها ، كما جاء في قوله تعالى
( ... وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤا ولعبا .... ) وهذا النداء للصلاة لا يأتي من البيوت ، فالذي يصلي في بيته لا ينادي الناس للصلاة ، وهذا يعني أن النداء يأتي من المسجد ، وهو ما يعرف بالآذان ، فالآذان هو نداء للصلاة في المسجد ، والذي يحصل من هذا النداء أن الناس ستتجمع في المسجد ، إذن أصبحنا نرى بأن هناك تجمع للناس يكون في المسجد بالغدو والآصال ، أي أوقات الصلاة المفروضة ، والآن حان وقت الصلاة ونريد أن نبدأ الصلاة ، فالصلاة تبدأ بقراءة القرآن ، فماذا نفعل ؟ وهذا أيضا بينه الله ، يقول سبحانه وتعالى
( ... وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ... ) إذن فقراءة القرآن لا تكون جماعيا ، بل على أحدنا أن يقرأ ، وعلى الآخرين بالإنصات ، وهذه الآية بالضبط أنزلها الله في حق الصلاة المفروضة ، وإليك الآية بكاملها ( ... وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ، واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول ، بالغدو والآصال ... ) فالله ذكر قراءة القرآن بأن تكون من واحد والآخرون يستمعون ، وبين الله أن الذكر يكون خفية لا جهر فيه ، وهذا يعني التسبيح الذي يوجد في الصلاة ، فهذا التسبيح يكون انفراديا ، فالتسبيح لا يكون جماعيا ، فكل واحد يسبح الله لوحده ، دون الجهر به أي خفية ، وذلك في نفسه ، وهذا واضح تماما في قوله ( واذكر ربك ، في نفسك ، تضرعا ، وخفية ، ودون الجهر من القول ) فالذكر هذا أي التسبيح فهو محدد لا لبس فيه ، إذن فقراءة القرآن موضح كيفيتها في هذا التجمع الذي يكون في المسجد ، والتسبيح أيضا موضح كيفيته ، وكل هذا يحدث كما قال الله في آخر الآية ( بالغدو والآصال ) ونحن نعلم أن هذا وقت الصلاة المفروضة ، والناس في هذه الأوقات متجمعون في المسجد ، إذن أصبح مفروضا على الجميع أداء الصلاة جماعة ، والسؤال المطروح من الذي يقرأ القرآن لننصت إليه ؟ فهل نجري القرعة مثلا ، أصبحنا الآن وجها لوجه أمام الإمامة ، من يؤم الناس في الصلاة ، علما أن الصلاة ليست 5 دقائق كما هي اليوم ضائعة ، إنما أطراف النهار كلها صلاة ، وبداية الليل إلى غسقه كله صلاة ، فالوضع يدفعنا وبقوة وبدون نزاع إلى التوجه نحو حفظة القرآن العاملين ، العالمين ، بما أنزل الله فيه ، فالكثرة الكثيرة أصبحت الآن قليلة ، فالعدد تقلص بكثير وبدون ضغط ، ولا إكراه ، ولا عنف ، نتابع عملية الفرز ، نبدأ أولا بجمع الحفظة ، ثم بعد ذلك نبحث عن الذي هو أعلمهم بما أنزل الله عاملا به ، وبهذا نكون قد وصلنا إلى الإمام ، أي أعلم القوم بما أنزل الله هو الذي يؤم الناس ، وهذا الإمام الذي يعين للصلاة هو نفسه الذي يتولى ولاية القوم في تسيير جميع أمور الحياة ، وهو ما كان يفعله النبي بصفته مختار من عند الله ، فكان يؤم الناس في الصلاة ، وكانوا يصلون جماعيا ، وهذه الصلاة الجماعية مفروضة حتى في أقصى الظروف كالحرب مثلا ، ولم يترك الله هذه النقطة خفية حتى بينها وأنزل فيها قوله سبحانه ( ... وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ، إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا ، وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ، وليأخذوا أسلحتهم ... ) فالآية تبين بكل وضوح أن الصلاة تقام جماعيا حتى في أقصى الظروف ، فمتى كانت الجماعة موجودة حقت عليهم الصلاة جماعة ، سواء في المسجد أو خارج المسجد لظروف قاهرة ، مع أصل إقامتها في المسجد ، واسم المسجد مشتق من ذكرها ، فهي منه وهو منها ، إذن كما لاحظت أخي المؤمن أن كل المؤشرات التي أنزلها الله تقول بالصلاة جماعيا ، أو كما يسمى بصلاة الجماعة ، ونفس الشيء قاله الله لقوم موسى ، إذ يقول تعالى ( ... وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة ... ) فهذا أيضا توجيه من الله لموسى وقومه بالصلاة جماعيا .
ــ إمامة المرأة للرجال
الأمر كله ينطلق من المسجد ، فالإمامة يحسم أمرها في المسجد ، وبالذات في الصلاة ، فالذي يستحق الإمامة في الصلاة بحق هو الذي يتولى الإمامة ، نعود الآن للمسجد ، فالتجمع الذي يقع في المسجد عند أوقات الصلاة
هو تجمع للرجال فقط ، فهم المعنيون بالأمر ، حيث أن الصلاة في المسجد هي للرجال كما ذكرنا سابقا في قوله تعالى ( ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ... ) فالذين يسبحون له فيها بالغدو والآصال هم رجال وليسوا نساء ، ونفس الشيء في قوله سبحانه ( ... لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ، فيه رجال يحبون أن يتطهروا ... ) فالمسجد خصص للرجال بالدرجة الأولى ، فالنساء ليسوا مطالبين بالصلاة في المسجد ، وبالتالي فالتجمع الذي يحدث عند أوقات الصلاة يكون من الرجال فحسب ، إذن فالإمام الذي نبحث عنه هو من هذا التجمع ، ولا بد أن يكون رجلا ، هذا من ناحية التفعيل على الميدان .
لنفرض الآن أن المرأة تؤم الرجال ، فالتي تكون أوفر حظا في هذا المجال هن نساء الأنبياء الصالحات ، ولنأت إلى نساء النبي ماذا يقول الله لهن ، فالله يأمرهن بأن يقرن في بيوتهن ، هكذا أنزل الله يقول ( ... يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ، فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ، وقرن في بيوتكن ، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة ، وأطعن الله ورسوله ... )
وهنا نرى أيضا بأن إقامة صلاتهن جاءت في سياق استقرارهن في بيوتهن ، أي أنهن يقمن الصلاة في بيوتهن ، وبالتالي فلا إمامة لهن على الرجال مطلقا مهما كسبن من العلم ، ومهما كانت قرابتهن بالنبوة ، فقد أخذنا نساء الأنبياء على أساس أنهن القمة في الاختيار إذا ما احتاج الأمر لذلك ، ولو فرضنا أن إحداهن جاءت إلى المسجد لتؤم الرجال ، فلا بد وأن تقف أمامهم وهم وراءها في الصلاة مصطفين ينظرون إليها وإلى هيئتها وقامتها وطولها وعرضها وحتى صوتها ، وكل هذا في الصلاة ، فكيف يحدث هذا وقد نهى الله الرجال أن يتصلن بهن إلا من وراء حجاب ، يقول تبارك وتعالى ( ... وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ... ) هذا الحجاب الذي يتكلم الله عنه وهن في بيوتهن ، فما بالك بأن يأتين المسجد لإمامة الرجال ، فالإمامة جعلها الله دائما في الرجال ، وأصل هذه الإمامة مصدره الأنبياء ، فلم يبعث الله امرأة نبية أبدا على الإطلاق ، فكل الأنبياء هم رجال ، وذلك قوله سبحانه ( ... وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ... ) فلا يوجد امرأة أوحى الله إليها أبدا ، ولنأخذ أعلى قمة في النساء وأفضلهن على الإطلاق ، والتي أنزل الله فيها قوله سبحانه ( ... وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك ، وطهرك ، واصطفاك على نساء العالمين ... ) فالله ذكر عبارة ( اصطفاك ) مرتين ، فالأولى اصطفاها على نساء زمانها ، والثانية على نساء العالمين ، فانظر إلى هذه الميزات وهذه المواصفات ، اصطفاها الله على نساء العالمين ، وطهرها ، فالاصطفاء هذا هو اختيار من عند الله ، فالله هو الذي اختار مريم على غيرها من نساء العالمين ، إذن نحن أمام أعلى قمة في النساء ، فهذه المرأة تكلم الله معها ، فأرسل إليها ملائكة ، وطهرها ، وهو الذي اختارها ، ومع كل هذا لم يجعلها إمامة على الرجال أبدا ، وهذا يكفي لأي امرأة أن تفكر في الإمامة ، التي لم يؤتها الله من اصطفاها على نساء العالمين .
الكاتب : بنور صالح
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
مواضيع مماثلة
» صلاة الجمعة لا أصل لها
» تصلي المرأة وتصوم في حيضها ونفاسها
» صلاة التقصير
» صلاة الصبح والعشاء
» صلاة المغرب
» تصلي المرأة وتصوم في حيضها ونفاسها
» صلاة التقصير
» صلاة الصبح والعشاء
» صلاة المغرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى