منتدى بنور صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غسل الرجلين وليس المسح

اذهب الى الأسفل

غسل الرجلين وليس المسح Empty غسل الرجلين وليس المسح

مُساهمة من طرف bennour الجمعة يناير 25, 2019 12:55 am

الكاتــــــب   :   بنور صالح

الموضوع  :   غسل الرجلين وليس المسح

قال سبحانه وتعالى ( ... يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ... )
إن الآية جاءت لتدل على الغسل أي من المفروض أن يغسل كل هذه الأطراف ، الأيدي والوجه والرأس والأرجل ، لكن الله رفع الشقة علينا بأن جعل الرأس يمسح بدل الغسل فمن المفروض أن يغسل ، ومن ثم فإن المسح ذكر خصيصا للرأس وتنبيها عليه ، وبما أن الآية بدأت بالأيدي وانتهت بالأرجل فيبدو أنها تعني الترتيب في الغسل وكان مسح الرأس يتوسط الترتيب فذكر من ضمنها ، فقوله ( وأرجلكم إلى الكعبين ) يعود على الغسل وليس على المسح ، وأضع فاصلة في الآية لكي أوضح هذا المعنى ، وإليك الآية الآن
(  يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم ،  وأرجلكم إلى الكعبين  ) فعندما تتوقف عند رؤوسكم للتنبيه على المسح تواصل القراءة  بعد ذلك في الكلام عن الغسل ، وأعطيك آية مماثلة للتوضيح ، يقول تعالى ( ... وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{14} وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ... ) فانظر في بداية الآية تجد كلمة سخر البحر ، فتكلم عن البحر ومنافعه ثم بعد ذلك تطرق للجبال فقال ( وألقى في الأرض رواسي ) بالنسبة للجبال لم يقل سخر بل قال ( وألقى ) ثم بعد ذلك تطرق للأنهار والسبل فقال ( وأنهارا وسبلا ) ولم يذكر الفعل المناسب لها لأنه قد ذكره من قبل ، إذن فماذا عن الأنهار والسبل هل سخرها أم ألقاها فأي الفعلين تأخذه ؟ وأظن أنكم كلكم شيعة وسنة تتفقون معي على أنها تعود على الفعل سخر وليس ألقى ، إذن فالفعل الحقيقي  للأنهار والسبل هو سخر الذي ذكره في البداية ، فالفعل ألقى لا يتناسب معها ، فالأنهار تتناسب مع البحار ، فالنهر والبحر يتقاربان في الشكل والطبيعة ، هذا نهر فيه ماء وهذا بحر فيه ماء ، وهذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ، وهذا فيه أسماك وهذا فيه أسماك ، فالفعل الذي يتناسب مع النهر هو الفعل الذي يتناسب مع البحر أي الفعل سخر الذي ذكر في البداية وليس الفعل ألقى علما أن هذا الأخير هو القريب منه تلاوة ، وهكذا بالنسبة لآية الوضوء فالأرجل تتقارب مع الأيدي في الشكل والطبيعة ، فهذه خمسة أصابع وهذه خمسة أصابع ، وهذه لها كوعين وهذه لها كعبين ، وهذه لا يوجد فيها شعر وهذه لا يوجد فيها شعر ، على عكس الرأس تماما ، إذن فالفعل الذي يتناسب مع اليدين هو الذي يتناسب مع الرجلين أي الغسل وليس المسح ، فلما ذكر الرأس ذكر معه المسح لاختلافه عن اليدين والرجلين ، فإذا كان الغسل جاء لليدين فالأرجل أحق وأولى ، فهل يعقل أن يأتي الناس إلى المسجد ثم ينزعون أحذيتهم فبدل أن يغسلوا أرجلهم التي بدون شك أنها تبعث رائحة كريهة راحوا يمسحونها ، فتخيل كل أصحاب المسجد يفعلون ذلك ، فهل يصلون مرتاحين ؟ أظن أنكم الآن قد اقتنعتم إخواني الشيعة والسنة ، فالغسل هو الذي يجب فعله ، فإذا كان الغسل هو الصواب وأن صاحبه متأكد من هذا بأن الله شرع الغسل فهل يصح له أن يستبدله بالمسح ؟ فالمسح تشريع آخر غير الغسل ، فمن أين له بهذا المسح ، فمن فعل هذا فقد غير شرع الله ، وهل النبي يفعل هذا ؟ أبدا ، فالذي شرع للناس المسح على الخفين ليس النبي ، إنه الناس ، فالمسح على الرجلين أو على الخفين يعني نسخ الغسل الذي شرعه الله ، فكيف ينسخ تشريع الله بتشريع الناس ، فالأنبياء لا يفعلون هذا ، فاتقوا الله يا مسلمين ، فانتهوا عما شرع لكم الآباء من الكذب على الله والرسل .


ملاحظة
يجب اجتناب تفسير الآية بناء على الإعراب كأن يقول إن أرجلكم جاءت منصوبة أي مفعول به فهي تتبع الأيدي في الحكم ثم الآخرون إن الأرجل مجرورة فتأخذ حكم الرؤوس ، فهما كانت منصوبة أو مجرورة فالحكم لا يؤخذ بمن ينصبها أو يجرها ، فالحكم يبنى على فهم الآية وفهم القرآن ككل مجملا وتفصيلا .



التاريخ :  14 مارس 2010
bennour
bennour
Admin

المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى