غسل الرجلين وليس المسح
صفحة 1 من اصل 1
غسل الرجلين وليس المسح
الكاتــــــب : بنور صالح
الموضوع : غسل الرجلين وليس المسح
قال سبحانه وتعالى ( ... يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ... )
إن الآية جاءت لتدل على الغسل أي من المفروض أن يغسل كل هذه الأطراف ، الأيدي والوجه والرأس والأرجل ، لكن الله رفع الشقة علينا بأن جعل الرأس يمسح بدل الغسل فمن المفروض أن يغسل ، ومن ثم فإن المسح ذكر خصيصا للرأس وتنبيها عليه ، وبما أن الآية بدأت بالأيدي وانتهت بالأرجل فيبدو أنها تعني الترتيب في الغسل وكان مسح الرأس يتوسط الترتيب فذكر من ضمنها ، فقوله ( وأرجلكم إلى الكعبين ) يعود على الغسل وليس على المسح ، وأضع فاصلة في الآية لكي أوضح هذا المعنى ، وإليك الآية الآن
( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم ، وأرجلكم إلى الكعبين ) فعندما تتوقف عند رؤوسكم للتنبيه على المسح تواصل القراءة بعد ذلك في الكلام عن الغسل ، وأعطيك آية مماثلة للتوضيح ، يقول تعالى ( ... وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{14} وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ... ) فانظر في بداية الآية تجد كلمة سخر البحر ، فتكلم عن البحر ومنافعه ثم بعد ذلك تطرق للجبال فقال ( وألقى في الأرض رواسي ) بالنسبة للجبال لم يقل سخر بل قال ( وألقى ) ثم بعد ذلك تطرق للأنهار والسبل فقال ( وأنهارا وسبلا ) ولم يذكر الفعل المناسب لها لأنه قد ذكره من قبل ، إذن فماذا عن الأنهار والسبل هل سخرها أم ألقاها فأي الفعلين تأخذه ؟ وأظن أنكم كلكم شيعة وسنة تتفقون معي على أنها تعود على الفعل سخر وليس ألقى ، إذن فالفعل الحقيقي للأنهار والسبل هو سخر الذي ذكره في البداية ، فالفعل ألقى لا يتناسب معها ، فالأنهار تتناسب مع البحار ، فالنهر والبحر يتقاربان في الشكل والطبيعة ، هذا نهر فيه ماء وهذا بحر فيه ماء ، وهذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ، وهذا فيه أسماك وهذا فيه أسماك ، فالفعل الذي يتناسب مع النهر هو الفعل الذي يتناسب مع البحر أي الفعل سخر الذي ذكر في البداية وليس الفعل ألقى علما أن هذا الأخير هو القريب منه تلاوة ، وهكذا بالنسبة لآية الوضوء فالأرجل تتقارب مع الأيدي في الشكل والطبيعة ، فهذه خمسة أصابع وهذه خمسة أصابع ، وهذه لها كوعين وهذه لها كعبين ، وهذه لا يوجد فيها شعر وهذه لا يوجد فيها شعر ، على عكس الرأس تماما ، إذن فالفعل الذي يتناسب مع اليدين هو الذي يتناسب مع الرجلين أي الغسل وليس المسح ، فلما ذكر الرأس ذكر معه المسح لاختلافه عن اليدين والرجلين ، فإذا كان الغسل جاء لليدين فالأرجل أحق وأولى ، فهل يعقل أن يأتي الناس إلى المسجد ثم ينزعون أحذيتهم فبدل أن يغسلوا أرجلهم التي بدون شك أنها تبعث رائحة كريهة راحوا يمسحونها ، فتخيل كل أصحاب المسجد يفعلون ذلك ، فهل يصلون مرتاحين ؟ أظن أنكم الآن قد اقتنعتم إخواني الشيعة والسنة ، فالغسل هو الذي يجب فعله ، فإذا كان الغسل هو الصواب وأن صاحبه متأكد من هذا بأن الله شرع الغسل فهل يصح له أن يستبدله بالمسح ؟ فالمسح تشريع آخر غير الغسل ، فمن أين له بهذا المسح ، فمن فعل هذا فقد غير شرع الله ، وهل النبي يفعل هذا ؟ أبدا ، فالذي شرع للناس المسح على الخفين ليس النبي ، إنه الناس ، فالمسح على الرجلين أو على الخفين يعني نسخ الغسل الذي شرعه الله ، فكيف ينسخ تشريع الله بتشريع الناس ، فالأنبياء لا يفعلون هذا ، فاتقوا الله يا مسلمين ، فانتهوا عما شرع لكم الآباء من الكذب على الله والرسل .
ملاحظة
يجب اجتناب تفسير الآية بناء على الإعراب كأن يقول إن أرجلكم جاءت منصوبة أي مفعول به فهي تتبع الأيدي في الحكم ثم الآخرون إن الأرجل مجرورة فتأخذ حكم الرؤوس ، فهما كانت منصوبة أو مجرورة فالحكم لا يؤخذ بمن ينصبها أو يجرها ، فالحكم يبنى على فهم الآية وفهم القرآن ككل مجملا وتفصيلا .
التاريخ : 14 مارس 2010
الموضوع : غسل الرجلين وليس المسح
قال سبحانه وتعالى ( ... يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ... )
إن الآية جاءت لتدل على الغسل أي من المفروض أن يغسل كل هذه الأطراف ، الأيدي والوجه والرأس والأرجل ، لكن الله رفع الشقة علينا بأن جعل الرأس يمسح بدل الغسل فمن المفروض أن يغسل ، ومن ثم فإن المسح ذكر خصيصا للرأس وتنبيها عليه ، وبما أن الآية بدأت بالأيدي وانتهت بالأرجل فيبدو أنها تعني الترتيب في الغسل وكان مسح الرأس يتوسط الترتيب فذكر من ضمنها ، فقوله ( وأرجلكم إلى الكعبين ) يعود على الغسل وليس على المسح ، وأضع فاصلة في الآية لكي أوضح هذا المعنى ، وإليك الآية الآن
( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم ، وأرجلكم إلى الكعبين ) فعندما تتوقف عند رؤوسكم للتنبيه على المسح تواصل القراءة بعد ذلك في الكلام عن الغسل ، وأعطيك آية مماثلة للتوضيح ، يقول تعالى ( ... وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{14} وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ... ) فانظر في بداية الآية تجد كلمة سخر البحر ، فتكلم عن البحر ومنافعه ثم بعد ذلك تطرق للجبال فقال ( وألقى في الأرض رواسي ) بالنسبة للجبال لم يقل سخر بل قال ( وألقى ) ثم بعد ذلك تطرق للأنهار والسبل فقال ( وأنهارا وسبلا ) ولم يذكر الفعل المناسب لها لأنه قد ذكره من قبل ، إذن فماذا عن الأنهار والسبل هل سخرها أم ألقاها فأي الفعلين تأخذه ؟ وأظن أنكم كلكم شيعة وسنة تتفقون معي على أنها تعود على الفعل سخر وليس ألقى ، إذن فالفعل الحقيقي للأنهار والسبل هو سخر الذي ذكره في البداية ، فالفعل ألقى لا يتناسب معها ، فالأنهار تتناسب مع البحار ، فالنهر والبحر يتقاربان في الشكل والطبيعة ، هذا نهر فيه ماء وهذا بحر فيه ماء ، وهذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ، وهذا فيه أسماك وهذا فيه أسماك ، فالفعل الذي يتناسب مع النهر هو الفعل الذي يتناسب مع البحر أي الفعل سخر الذي ذكر في البداية وليس الفعل ألقى علما أن هذا الأخير هو القريب منه تلاوة ، وهكذا بالنسبة لآية الوضوء فالأرجل تتقارب مع الأيدي في الشكل والطبيعة ، فهذه خمسة أصابع وهذه خمسة أصابع ، وهذه لها كوعين وهذه لها كعبين ، وهذه لا يوجد فيها شعر وهذه لا يوجد فيها شعر ، على عكس الرأس تماما ، إذن فالفعل الذي يتناسب مع اليدين هو الذي يتناسب مع الرجلين أي الغسل وليس المسح ، فلما ذكر الرأس ذكر معه المسح لاختلافه عن اليدين والرجلين ، فإذا كان الغسل جاء لليدين فالأرجل أحق وأولى ، فهل يعقل أن يأتي الناس إلى المسجد ثم ينزعون أحذيتهم فبدل أن يغسلوا أرجلهم التي بدون شك أنها تبعث رائحة كريهة راحوا يمسحونها ، فتخيل كل أصحاب المسجد يفعلون ذلك ، فهل يصلون مرتاحين ؟ أظن أنكم الآن قد اقتنعتم إخواني الشيعة والسنة ، فالغسل هو الذي يجب فعله ، فإذا كان الغسل هو الصواب وأن صاحبه متأكد من هذا بأن الله شرع الغسل فهل يصح له أن يستبدله بالمسح ؟ فالمسح تشريع آخر غير الغسل ، فمن أين له بهذا المسح ، فمن فعل هذا فقد غير شرع الله ، وهل النبي يفعل هذا ؟ أبدا ، فالذي شرع للناس المسح على الخفين ليس النبي ، إنه الناس ، فالمسح على الرجلين أو على الخفين يعني نسخ الغسل الذي شرعه الله ، فكيف ينسخ تشريع الله بتشريع الناس ، فالأنبياء لا يفعلون هذا ، فاتقوا الله يا مسلمين ، فانتهوا عما شرع لكم الآباء من الكذب على الله والرسل .
ملاحظة
يجب اجتناب تفسير الآية بناء على الإعراب كأن يقول إن أرجلكم جاءت منصوبة أي مفعول به فهي تتبع الأيدي في الحكم ثم الآخرون إن الأرجل مجرورة فتأخذ حكم الرؤوس ، فهما كانت منصوبة أو مجرورة فالحكم لا يؤخذ بمن ينصبها أو يجرها ، فالحكم يبنى على فهم الآية وفهم القرآن ككل مجملا وتفصيلا .
التاريخ : 14 مارس 2010
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
مواضيع مماثلة
» ترتيـل القرآن وليس الغناء
» تقدر الصلاة بالوقت وليس بعدد الركعات
» السجود هو حركة حقيقة في الصلاة وليس مجازا
» إن مقام إبراهيم هو البيت وليس الصخرة
» القرآن كتاب واحد وليس أربعة
» تقدر الصلاة بالوقت وليس بعدد الركعات
» السجود هو حركة حقيقة في الصلاة وليس مجازا
» إن مقام إبراهيم هو البيت وليس الصخرة
» القرآن كتاب واحد وليس أربعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى