القرآن كتاب واحد وليس أربعة

من طرف bennour الجمعة ديسمبر 28, 2018 4:00 pm

القرآن كتاب واحد وليس أربعة

إن ما يعرف بكتب القرآن هذا برواية حفص وهذا برواية ورش وآخر برواية قالون وروايات أخرى ، فهذه ليست كتب القرآن ، فالقرآن كتاب واحد وكل هذه الروايات هي قراءات للقرآن ولا تعني أي واحدة منها أنها القرآن ، وكل ما تعنيه أنها قراءة معينة للقرآن ، وهذه الاختلافات الموجودة بينها هي خلافات في القراءات وليس في القرآن ، ولا كما يقال أن القرآن نزل بسبعة أحرف لتغطية هذه الخلافات ، فالقرآن شيء وهذه القراءات شيء آخر ، وإنكم لتسألونني أين هو القرآن إذن ؟ والجواب في ما يلي .

ــ إن الخلاف في القراءات يكمن في كيفية تنقيط القرآن وتشكيله ، فجل الخلافات إن لم أقل كلها تكمن في التنقيط والتشكيل ، وخذ أي كلمة فيها خلاف عندها تتأكد من أن الخلاف يكمن في التشكيل والتنقيط ، وهذا يعني أن القرآن لم يكن في العهد القديم منقطا ولا مشكلا ، وهذا هو القرآن ، أي أن القرآن ما هو خالي من التشكيل والتنقيط ، وهذا هو الكتاب الواحد الذي لا يتعدد ، وعندما نضيف له التنقيط والتشكيل تصبح له قراءة معينة ، وهذا ما يحدث مع القراءات المذكورة سابقا .
وأعطي بعض الأمثلة :
ــ الآية بقراءة ورش( ... وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما ... )
قراءة حفص ( ... وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما ... )
لاحظ كلمة ( ننشرها ) في القراءة الأولى وكيف وقع الخلاف في حرف الراء ، حيث في القراءة الثانية اعتبر حرف زاي ، فالخلاف في تنقيط الحرف .

مثال آخر : الآية بقراءة ورش ( ... وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمان إناثا ... )
قراءة حفص ( ... وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا ... )
فكلمة ( عباد ) وقع فيها الخلاف في حرف الباء ، فاعتبر حرف نون في القراءة الأولى ، فالخلاف وقع في التنقيط مع اعتبار أن هناك مد .

مثال آخر : قراءة حفص ( ... قال الكافرون إن هذا لساحر مبين ... )
قراءة ورش ( ... قال الكافرون إن هذا لسحر مبين ... )
وقع الخلاف في كلمة ( ساحر ) بوجود المد أو عدم وجوده .

الخلاصة
إن القرآن هو الكتاب الذي ليس فيه تشكيل ولا تنقيط وهو كتاب واحد لا يتعدد .

ــ كيف نقرأ القرآن
القرآن علم ويجب دخوله بعلم ، وإذا لم يكن لديك علم فعليك أن تدخله بمن عنده علم ، أي أن تقرأ بقراءة أحد أصحاب هذه القراءات ، وإذا كان عندك علم بما أنزل الله فيمكنك أن تقارن بين نقاط الخلاف وتقرأ بما تراه قراءة صحيحة ، وبالتالي تصبح القراءة قراءتك أنت ، وبإذن الله سأعرض قراءتي موضحا وجه الخلاف على ضوء ما أنزل الله ، وهذا في منتدى خاص بقراءة القرآن .