عندما يكون الشتاء في مكة يكون الصيف في أماكن أخرى
صفحة 1 من اصل 1
عندما يكون الشتاء في مكة يكون الصيف في أماكن أخرى
عندما يكون الشتاء في مكة يكون الصيف في أماكن أخرى
السؤال يقول : بما أنك تقول أن رمضان هو الليالي الطوال ، وهذا يعني أنه يحصل في الشتاء ، وعندما يكون الشتاء في مكة مثلا ، فبالمقابل يكون الصيف في بلدان أخرى من العالم ، فكيف يفعل هؤلاء ؟
ــ الجواب بإذن الله
الذي يجب أن نعلمه هو أن رمضان يعني الليالي الطوال أو الليالي الباردة ، وهذه الليالي معروفة عالميا ، تعرفها شعوب العالم كله ، خصوصا إذا رجعنا في الزمان إلى الوراء ، حيث كانت الشعوب كلها مرتبطة ارتباطا كبيرا بالفلاحة والزراعة ، وكل حياتها كانت مبنية على هذا ، فكانت لها مواسم عبر السنة يتتبعونها ، فهناك مواسم للزراعة ، وكل نوع من الزراعة له وقته الذي يزرع فيه ، وهناك مواسم للحصاد ، وكل منتوج له وقته الذي يحصد فيه ، وهناك مواسم لتقليم الأشجار وغرسها ، فالحياة كانت مربوطة بشكل كبير بالطبيعة ، وقت الزراعة ، وقت الحصاد ، وقت الأشجار الفاكهة ، وقت النخيل ، وقت تخصيب الأشجار ، وقت تخصيب الحيوانات ، وقت الصيد ، وقت تجفيف الثمار ، وقت تخزينها ، وهكذا ، فالحياة كانت بهذا الشكل ، الكثير من التوقيتات ، وكل هذه التوقيتات مرتبطة بالحالة الطبيعية ، وكل هذه التوقيتات ثابتة ومستقرة لا تتغير ، ومن ضمن هذه التوقيتات يوجد توقيتان معروفان ، واحد في الصيف وآخر في الشتاء ، فالذي في الصيف يعرف بالأيام الحارة ، وهي أيام معدودة حارة جدا يعرفها أهل البدو ، ويسمونها باسم خاص كل حسب بلده ، ويوجد في المقابل في الشتاء أياما باردة جدا ، أو الليالي الباردة أي الليالي الطويلة ، وهذه الليالي معروفة عند أهل البدو الذين لا يزالون يعيشون على النمط القديم ، فكل من الليالي الباردة أو الأيام الحارة يعرفها شعوب العالم القديم ويسمونها بأسماء تختلف من بلد لآخر ، ورمضان لا يخرج عن هذه الأسماء ، وقد أعطوه صفة الحر وهذا تضليل بل هو صفة للبرد أو طول الليالي ، إذن رمضان هو إسم أو صفة لحالة طبيعية تتعلق بالليالي الباردة أو الطويلة ، ولا علاقة له بأي نظام سواء شمسي أو قمري أو أي نظام آخر ، فهو مرتبط بحالة طبيعية معروفة عند الشعوب كلها ، فما عليك إلا أن تذهب إلى البادية الموجودة في بلدك وتسألهم السؤال التالي :
هل عندكم توقيت حار في الصيف وتوقيت بارد في الشتاء معروفان عندكم ، وتسمونهما بأسماء ، وعندها تتأكد من هذا الموضوع ، إذن فاذهب واسأل .
ــ إن رمضان إسم أو صفة لحالة طبيعية تتعلق بالليالي الباردة أو الطويلة ، ولا علاقة له بأي نظام ، وهذه الحالة الطبيعية مرتبطة بالطبيعة وبالتالي عندما يكون الشتاء في الشمال يكون الصيف في الجنوب من الأرض والعكس بالعكس ، وعندما يكون رمضان في مكان ليس بالضرورة أن يكون في مكان آخر في نفس الوقت ، وهذا ما يفسر الآية ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) فمن حضر رمضان في ذلك البلد فليصمه ، ومن كان في بلد آخر لم يأت رمضان فيه بعد ، فليصم عندما يأتي رمضان أي عندما تأتي الليالي الطوال في ذلك البلد ، وما من بلد إلا وعندهم رمضان ، وإنما يسمونه باسم آخر ، ورمضان يختلف من بلد لبلد حتى بين البلدان المجاورة ، فالأيام الباردة تختلف من منطقة لأخرى حسب تقدير كل قوم لها ، وقد يكون الاختلاف ببضعة أيام وقد يصل إلى 15 يوم إلا أنه يبقى دائما في الإطار المعقول ، ويبقى دائما في الليالي الطوال ، وهذا ما يجعل حضور رمضان في مكان يختلف عن حضوره في مكان أخر ، وعموما هذا ليس بمشكل ، فكل قوم يصومون في ما هو معروف عندهم بالأيام الباردة أو الطويلة أي عندما يحل عندهم رمضان ، ونفس الشيء بالنسبة لأهل الشمال والجنوب من الأرض الذين تختلف عندهم الفصول عكسيا ، فالكل يصوم عندما يحل عندهم رمضان ، ولا يوجد أي إشكال في هذا ، وإنكم تعيشون هذه الاختلافات يوميا إلا أنكم لا تبالون ، فلو أخذنا اليوم الذي تصومون فيه ، فإنكم لا تصومون في نفس الوقت ، فعندما يكون الليل عند بعضكم يكون النهار عند البعض الآخر ، وماذا تفعلون ؟ هل توقفتم وقلتم كيف نفعل ، أم صمتم كلكم في وقت واحد سواء كان الليل عندهم أم النهار ، بل صمتم كل حسب ظروفه الطبيعية من كان عندهم النهار صاموا ومن كان عندهم الليل أفطروا ، وهكذا بالنسبة لرمضان ، من كانوا في شهر رمضان يصومون ، ومن كانوا في غيره يفطرون حتى يحل رمضان عندهم .
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى