مات نبي الله عيسى ولن يعود
صفحة 1 من اصل 1
مات نبي الله عيسى ولن يعود
مات نبي الله عيسى ولن يعود
النبوة
إن نبينا محمد هو آخر الأنبياء إلى يوم الدين يقول الله تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) وخاتم النبيين يعني أنه أغلق باب النبوة ومثل ذلك قوله تعالى ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يعملون ) الختم على الأفواه يعني غلقها .
نبي الله عيسى ابن مريم
إن نبي الله عيسى ابن مريم لن يعود إلى الدنيا أبدا وأن الله لم ينزل هذه العقيدة في كتابه وأنها من صنع الناس ، ولما لم يجدوا في كتاب الله شيئا من هذا القبيل لجأوا إلى الآيات المتشابهة وحاولوا تأويلها بإدخال هذه العقيدة في تفاسيرهم لكي تكون لها مصداقية من كتاب الله ، ولكن كتاب الله يبقى كتاب الله وتفاسير الناس تبقى تفاسير ، ولنأخذ آية من المتشابه التي يؤولونها لهذه العقيدة وهي قوله تعالى
[ ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ، وقالوا أآلهتنا خير أم هو ، ما ضربوه لك إلا جدلا ، بل هم قوم خصمون ، إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعاناه مثلا لبني إسرائيل ، ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ، وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون ] فقوله [ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ] أي أن خلق عيسى من دون أب على غير العادة جعله الله مثلا لبني إسرائيل ، فقد جرى ذلك الحدث في أوساطهم ورأوا عيسى ابن مريم وهو يتكلم في المهد ليشهد على براءة أمه ويثبت خلقه من غير أب ويبين قدرة الله على بداية وإعادة الخلق أي أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله سيعيد الخلق من جديد ، وقد أنعم الله عليه كما قال ، حيث كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله وهذا أيضا علم للساعة على أنها آتية لا ريب فيها وأن الله سيعيد هذا الخلق ، ومن إنعام الله عليه أنه كان يحيي الموتى بإذن الله وهذا أيضا علم للساعة على أنها آتية وأن الله سيحيي الموتى وهذه الأمثلة الحية التي جعلها الله في عيسى ابن مريم تعطي علما يقينا لقيام للساعة وذلك قوله [ وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون ] فقد جعل الله في عيسى ابن مريم هذه الأمثلة الحية ابتداء من نفسه وخلقه من غير أب لإفادة العلم عن الساعة وإزالة الشك عنها ولذلك قال فلا تمترن بها أي فلا تشكوا فيها أنها آتية ، ومثل ذلك قوله تعالى [ وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ] ففي هذه الآية يضرب الله مثلا بإحياء الأرض بعد موتها ويجعله دليلا على إحياء الموتى وبالتالي علما للساعة بأنها آتية وأن الله سيبعث من في القبور ومثال آخر في أصحاب الكهف لما بعثهم الله بعد أكثر من ثلاث مائة سنة بين أن بعثهم هذا هو علم للساعة فقال [ وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها ] فقوله ليعلموا أي ليكون بعثهم علما للساعة .
موت عيسى ابن مريم
يتبين من قراءة الكتاب أن عيسى توفاه الله فهو ميت ، ومما ذكره الله في هذا الباب قوله تعالى [ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ] والذي يتبين من هذه الآية أن وفاة عيسى ابن مريم لا شك فيها أي أن موته أكيد ، وذكر الرفع في هذه الآية أعطى مجالا للجدل إذ أصبح زمن الوفاة مفتوحا إلى يوم القيامة ، والذي يستنتج في النهاية أن هناك وفاة لا يمكن إنكارها ، إذن فالموت أكيد .
وأما قوله تعالى [ وإذ قال ربك يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلاهين من دون الله ، قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ، إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ] فقوله [ وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ] يبين أن شهادته عليهم مرتبطة بدوامه فيهم أي يشهد عليهم بأنهم لم يتخذوه إلاها مع الله في الوقت الذي كان فيهم ، ويبين أنه فارقهم بعد ذلك وتركهم وراءه في الدنيا وذلك لانقطاع الدوام
وقوله [ فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ] يبين أن بعد مفارقته لهم كان الله يراقبهم وهو الذي يشهد عليهم بما فعلوا بعده ، ويبين أن سبب انقطاع الدوام فيهم والشهادة عليهم هو الوفاة ، وكلمة [ فلما ] جاءت لتربط هذا السبب والفاء فيها تفيد ذلك ، وكأنه يقول فلما توفيتني انقطع دوامي فيهم وتعذرت علي شهادتي عليهم ، وهذا يفيد أيضا أنه انقطع عنه العلم بما يفعلون ، فلم يعرف ما فعلوا بعده .
وبالنسبة لقوله تعالى [ فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ] فقوله [ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ] أي البقاء على الحياة يتطلب القيام بالفرائض كالصلاة والزكاة ، وبما أن الزكاة قد انقطعت عنه لعدم وجوده بين قومه فإذن قد فارقهم بالوفاة ، وهذه الآية تتطابق مع سابقتها في أن الوفاة كانت في الدنيا عند مفارقته لقومه ، ونستنتج من الآيات السابقة الذكر ما يلي :
ــ إن عيسى ابن مريم أدركته الوفاة الآية [ فلما توفيتني ..... ]
ــ إن عيسى فارق قومه في الدنيا وتركهم وراءه الآية [ ..... ما دمت فيهم ... ]
ــ إن عيسى لم يعد يعلم ما فعله قومه بعده إلا عند البعث الآية [ فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ]
ــ إن عيسى انقطعت عنه الزكاة بمفارقته قومه الآية [ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ]
نستنتج من كل هذا أن عيسى ابن مريم توفاه الله عند مفارقته قومه وانقطع عنه العلم بما فعل قومه بعده وسيعرف ما فعل قومه يوم القيامة وبالتالي لن يعود إلى الدنيا ولا يمكن أن يعود إليها ، ويستنتج كذلك أن النصارى قد لا يهتدوا كافة إلا من رحم ربك من أفراد أو مجموعات صغيرة وسيبقون على ما هم عليه من الشرك والكفر إلى يوم القيامة ، فلا أنتظر الكثير منهم والله على كل شيء قدير والله رؤوف رحيم .
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
مواضيع مماثلة
» رفع الله إليه نبيه عيسى بجسمه
» العلم والظن في دين الله
» كذب على الله من قال إن الحكمة هي السنة
» وأتوهن من حيث أمركم الله
» المهدي فلا أصل له في كتاب الله
» العلم والظن في دين الله
» كذب على الله من قال إن الحكمة هي السنة
» وأتوهن من حيث أمركم الله
» المهدي فلا أصل له في كتاب الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى