لماذا لا نذبح الأسماك ولا نذكر اسم الله عليها
صفحة 1 من اصل 1
لماذا لا نذبح الأسماك ولا نذكر اسم الله عليها
التاريخ : 10/02/2007
لماذا لا نذبح الأسماك ولا نذكر اسم الله عليها
نتطرق لمجالات الحلال والحرام
1 ــ مجال الزروع والثمار
ذكر الله في الزروع والثمار الكثير من الآيات ، وآخذ واحدة منها على سبيل المثال قوله سبحانه وتعالى
إذ يقول ( ...فلينظر الإنسان إلى طعامه ، أنا صببنا الماء صبا ، ثم شققنا الأرض شقا ، فأنبتنا فيها حبا ، وعنبا وقضبا ، وزيتونا ونخلا ، وحدائق غلبا ، وفاكهة وأبا ، متاعا لكم ولأنعامكم ..... ) فهذه الآية تشمل جميع ما نأكله وهو ما تنتجه الأرض بنزول الأمطار التي قال عنها ( أنا صببنا الماء صبا ) وقال عنها في آية أخرى
( ... هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا ... ) فالرزق في هذه الآية والذي ينزل من السماء هو ما ذكره الله في الآية السابقة من حب وعنب وقضب وزيتون ..... والفواكه وغيرها ، والذي قال عنه أنه طعام لنا في قوله ( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) فهذا الطعام الذي نطعمه من منتوجات الأرض والذي هو رزق لنا كما قال ربنا قد جعله الله حلالا لنا وذلك قوله سبحانه ( ... فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ، واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ... ) إن قوله ( فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ) هو تعريض للتحريم ، فهذا تنبيه لنا على أنه لم يحرم الله علينا شيئا من الطعام الذي تنتجه لنا الأرض .
ــ ملاحظة : إن ذكر الحلال يفيد الإطلاق على الدوام وذكر الحرام هو الذي يفيد الاستثناء ، وبمعنى آخر أن الحرام هو الذي يجعل التقييد ، وهو الذي يبين ذلك التقييد في الاستثناء ، فما لم يذكر الحرام يبقى الحلال على الإطلاق ، فلو أخذنا طعامنا الذي تنتجه الأرض والذي بين الله لنا أنه حلالا ، فحلاله يفيد الإطلاق في الاستعمال
فكيف ما أكلناه وبأي طريقة كانت فكل ذلك حلال ، ولا يشترط أي شيء في تحليله كأن يذكر اسم الله عند أكله
مثلا أو أن يطهى بطريقة معينة ، فأي تحريم وأي تقييد فهو من الاستثناءات التي يجب تعليلها ، وتبقى كلمة حلال تفيد الإطلاق ما لم يأت التحريم لذكر الاستثناء .
2 ــ مجال اللحوم
ــ اللحوم البرية : فبعد ما بين الله لنا طعامنا من الأرض ، بين لنا أيضا ما نأكله من اللحوم ، فقال سبحانه
( ... ومن الأنعام حمولة وفرشا ، كلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ، ثمانية أزواج ... ) يبين الله أنه أحل لنا من الأنعام ثمانية أزواج ، ويذكر هذه الأزواج بقوله
( ... من الضأن اثنين ، ومن المعز اثنين ... ) إذن عندنا الأنثى والذكر من الضأن والمعز وهي المعروفة بالغنم ، ثم ذكر الأربعة الأخرى بقوله ( ... ومن الإبل اثنين والبقر اثنين ... ) أي الذكر والأنثى من الإبل والبقر وبذلك يكون العدد ثمانية أزواج ، فلو لم يذكر الله أي تحريم في اللحوم لكان الحلال هو المطلق ولأكلناها كيف نشاء مذبوحة مقتولة بأي طريقة كانت وبدون شرط لذكر اسم الله عليها ، فلما ذكر الله التحريم فيها جاء الاسثناء وبين التخصيص والتقييد من هذا الحلال ، فقال سبحانه وتعالى ( ... أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم ... ) وانظر جيدا لهذه الآية فقوله ( أحلت لكم بهيمة الأنعام ) يفيد الإطلاق في الحلال ، وقوله
( إلا ما يتلى عليكم ) هو الاستثناء من الحلال وذلك هو الحرام ، وجاء لتقييد الإطلاق وبيانه ، وذلك قوله سبحانه ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ، ذلكم فسق ... ) فهذا التحريم وهذا التقييد هو في الأنعام السابقة الذكر ، وانظر كيف تكلم الله عن جميع الطرق التي نصل بها إلى الأنعام ، ذكر الميتة ، المنخنقة ، الموقوذة ، المتردية ، النطيحة ، ما أكل السبع ، كل الطرق المؤدية لقتلها ، لم يبق إلا طريق واحد وهو الذبح ، والذي ارتضاه الله لنا بقوله سبحانه لموسى ( ... وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة .... ) فالذبح هو الطريقة الوحيدة الذي يرضاها الله وكل الطرق الأخرى فهي محرمة ، وأضاف الله تحريما آخر في الأنعام وهو ذكر اسم الله عليها ، ومما جاء في هذا التحريم قوله سبحانه
( ... ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ... ) وهذا التحريم في الأنعام وليس في شيء آخر ، ومثال عن ذلك في قوله سبحانه ( ... والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ، لكم فيها خير فاذكروا سام الله عليها صواف ... ) وقوله أيضا عن المشركين في الأنعام ( ... وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم ، وأنعام حرمت ظهورها ، وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه ... ) ودائما عن ذكر اسم الله في الأنعام وفي سورة الأنعام يقول ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ، وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه .. ) وقوله في آخر الآية ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ) يعني المحرمات من الأنعام المذكورة سابقا والتي تأتي دائما متبوعة بما اضطررنا إليه ، وفي سياق الآية الأخيرة وتابعا لها في سورة الأنعام دائما جاء قوله تعالى ( ... ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله وإنه لفسق ... ) أي أن ذكر اسم الله متعلقا بالأنعام التي يجب ذكر اسم الله عليها ، فكل هذه الأنواع من التحريم بما فيه ذكر اسم الله جاء في الأنعام وليس في شيء آخر ، فالآية تتكلم عن الحلال في الأنعام وما يحرم فيها ، أي ما يستثنى من هذا الحلال أو ما هو مقيد في هذا الحلال ، فما نأكله من إنتاج الأرض مثلا ليس معنيا بهذا التحريم ، فلا يمكن أن يشترط ذكر اسم الله على منتوجات الأرض مثلا ، فالتقييد والاستثناء المذكور هو في الحلال المذكور أيضا ، فلا يمكن تعميم التحريم على جميع ما يؤكل بل يجب تتبع التحليل الذي أحله الله واستثنى منه ما هو حرام ، فالتحريم هو المستثنى من الحلال .
ــ لحوم الصيد
لو لم يذكر الله لنا هذا النوع من اللحوم لظل هذا الباب مبهما لا نعرف حلاله من حرامه ، ولبقينا متوقفين عند الأنعام المذكورة سابقا ، ولكن الله فتح لنا باب الصيد وذلك قوله سبحانه ( ... أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم ... ) وتوضح هذه الآية أن الصيد ضم للأنعام بما يحل ويحرم فيها بزيادة التحريم في حالة الإحرام ، وبالتالي ينطبق عليه التحريم الذي سيتلى في حق الأنعام ، والذي تحمله عبارة ( إلا ما يتلى عليكم ) فهذا الاستثناء هو جامع لبهيمة الأنعام وما يصطاد ، فما سيتلى من التحريم هو في الأنعام والصيد المذكور في الآية ، ثم جاء هذا التحريم في سياق هذه الآية وهو ما ذكرناه سابقا من قوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ، والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ذكيتم ، وما ذبح على النصب ، وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ) فهذه الأنواع من المحرمات المذكورة كلها تتعلق باللحوم البرية ، الأنعام والصيد ، وهي المنعوتة بالمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ، فكل هذا في اللحوم البرية ، وتدخل الطيور المرباة ضمن هذا التحريم أيضا ، لأن أصلها الحقيقي يكون من الصيد ، وإنما أصبحت لا تطير لعدم استعمالها لجناحيها عبر الأجيال لوجودها تحت رعاية الإنسان فانتقل ذلك في المكونات الوراثية ، راجع موضوع المفترسات .
ــ اللحوم البحرية ، الأسماك
والآن ننتقل إلى مجال آخر وهو اللحوم البحرية ، فهل نأكلها أم لا نأكلها ، فيجب أن يكون هناك ما يدل على ذلك ، يقول سبحانه وتعالى ( ... وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا .... ) إذن هذه الآية تعطينا الرخصة المطلقة في لحوم البحر ، فهي حلال ، وهذا الحلال مطلق ما لم يكن هناك استثناء ، ولم ينزل الله أي استثناء في لحوم البحر ، وحتى في الأوقات التي يحرم فيها صيد البر أي وقت الإحرام ، فالأسماك تبقى على طلاقتها وذلك قوله سبحانه ( ... أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما ... ) أنظر إلى الفرق الكبير بين لحوم البر والتحريم الذي يتبعها ، وبين لحوم البحر والتي هي مطلقة في حلالها دون أي تقييد ولا استثناء ، وبالتالي فالأسماك لم يجعل الله فيها أي تقييد ، وليأكلها الإنسان كما يشاء وبأي طريقة شاء وبدون أي شرط ، والحمد لله .
الكاتب : بنور صالح
bennour- Admin
- المساهمات : 164
تاريخ التسجيل : 03/06/2018
مواضيع مماثلة
» لماذا لم ينزل الله الصلاة مفصلة جملة واحدة
» المهدي فلا أصل له في كتاب الله
» مات نبي الله عيسى ولن يعود
» أطيعوا الله والرسول
» العلم والظن في دين الله
» المهدي فلا أصل له في كتاب الله
» مات نبي الله عيسى ولن يعود
» أطيعوا الله والرسول
» العلم والظن في دين الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى